هذا الكتاب أخر ابداعات الشيخ سلطان العميري حفظه الله ورعاه
ومؤلفاته تمتاز بالجودة والضبط والمنهجية والسهولة والوضوح وبناء الملكة والمنهجية لدى القارئ.
وهو يحرص أن تكون كتب مدرسية منهجية ويعمل على شرحها وتدريسها غالبا ولعدة مرات ومن ثم يستفيد من الملاحظات والاستفسارات للتعديل والتطوير والتصويب.
هذا الكتاب هو بمثابة تمهيد ومدخل لطالب العلم في علم العقيدة بخاصة لكنه يقدم منهج علمي يصلح لتطبيقه على كل العلوم.
ومن جهة أخرى واضح أنه الشيخ استفاد من بعض الاليات والوسائل الدارجة في علوم أخرى وطبقها على علم العقيدة مثل: خرائط موضوع علم العقيدة.
الكتاب فيه كثير من الفوائد العلمية التي تهم طالب علم العقيدة والتي يصعب أن يجدها في كتاب بهذا القدر والوضوح واليسر، ولو كانت هذه مزية الكتاب الوحيدة لكفته.
مما يستفيده قارئ الكتاب هذا وعموم كتب الشيخ سلطان اكتساب منهجية الانصاف والعدل مع الخصوم مع الاعتزاز والافتخار بمنهج أهل السنة، وهذا أمر في غاية الأهمية.
حرص الشيخ سلطان في هذا الكتاب على جمع مقدار كبير من التعريف والتأصيل لمنهج مدرسة أهل السنة العقدية، بما يسقط كثير من شبهات الناقمين على أهل السنة والسلفية من الأشاعرة والصوفية ومتعصبة المذاهب والحنابلة الجدد.
وكم اتمنى لو يجمع الشيخ سلطان شتات كلامه المتفرق في كتبه حول معالم مدرسة أهل السنة العقدية فإن فيها خير كثير ويكمل ما يراه ضروريا في ذلك.
ففي هذا الكتاب تكلم على:
تعريف مدرسة أهل السنة وألقابهم ونشأة مدرستهم وأنها الأصل في العالم الإسلامي
وسمات مدرستهم وأدلة صحتها وعلاقتها بالمذاهب الفقهية.
وكان الشيخ في كتابه العقود الدرية على الواسطية توسع في بيان أصول مدرسة أهل السنة في الأسماء والصفات وأدلتهم.
وفي شرحه على العقيدة السفارينية عرض لطبقات أو أصناف الحنابلة في تبنى عقيدة أهل السنة.
وغيرها من المباحث هنا وهناك مما أصبح ضروريا جمعه لطلبة العلم ليكون عونا لهم على استيعاب حقيقة منهج أهل السنة السلفي والتحصن في وجه الشبهات المثارة حوله، ومن ثم الترقي في العلم ليصبحوا دعاة على بصيرة للمنهج الحق.
جزى الله شيخنا د سلطان العميري خير الجزاء ونفع به واعانه على مزيد من البذل والعطاء في التدريس والبحث والكتابة والتأليف وبارك له في نفسه وماله وولده وعلمه ووقته.