أنهيت البارحة مطالعة ممتعة للكتاب الجديد الذي اصدره الأستاذ يوسف سمرين (بؤس التلفيق نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور ).
وكانت فتنة شحرور قد ظهرت قبل 25 سنة حين أصدر ضلاله بعنوان (القرآن والكتاب) فرد عليه الكثير من العلماء وهدموا بنيانه الذي اسسه على جرف هار، ثم خبتت فتنته إلا في اوساط بعض النخب العلمانية والمتعلمنة.
لكن اعادة تلميعه وابرازه على شاشة العديد من الفضائيات جعلت فتنته تنتشر حاليا وتصيب كثير من الشباب الفارغ من الثقافة الدينية فانطلت عليه ضلالات المهندس والذي يزعم أنه المؤهل الوحيد لتفسير وبيان القرآن والإسلام وابطال كل تراث العلماء السابقين وذلك بفضل دراسته الهندسة في روسيا قبل عقود!!
فكان من الواجب على العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين التصدى لبيان باطل الشحرور، وهنا قام الأستاذ سمرين بقسم كبير من فرض الكفاية حيث قام بدراسة غالب كتب شحرور واستخرج صورة كاملة وشاملة للأسس الحقيقية التي قام عليها ضلاله على عدة مستويات:
مستوى حقيقة مصادر أفكار شحرور، فحين كان يزعم شحرور دوما أن فكره نتيجة العلوم الحديثة والمعاصرة أثبت الباحث أن كثير من أفكاره هي إعادة اجترار لأفكار فلاسفة اليونان! أو فلاسفة الإسلام المقلدين لليونان! أو بعض الفرق الضالة! أو ابن عربي ! أو حتى بعض الفلاسفة الأوروبيين المعاصرين!
والأدهى من ذلك أن شحرور كما أثبت الباحث يجمع بين المتناقضات في مصادره مما انعكس على تخبط وتناقض أفكاره وضلالاته ومنها جاء العنوان (بؤس التلفيق) ومما يكشف عن خواء شحرور وأنه مدع كذاب بأنه صاحب فكر مستقل وجديد ومبتكر.
وكشف ان هناك منظومات فكرية خفية تحكمه في الحقيقة كالاعتماد على بعض ما ينشر في الويكبيديا ! أو قناة ناشونال جغرافيك! أو لعبة المصطلحات التي يلوكها باستمرار فيخدع البسطاء والسذج!
وعلى مستوى الأفكار جمع الباحث شتات أفكار شحرور من كتبه العديدة حول حقيقة فكره تجاه الإيمان بالله عز وجل (وجوده، وأسمائه وصفاته، قدرته، وعلمه) حيث كانت خلاصة أفكاره تتناقض بين نفي وجود الله عز وجل إلى اعتبار كل الموجودات جزء من الله عز وجل والعياذ بالله من ضلاله وزندقته.
وبين موقفه من الداروينية واعتباره داروين هو أفضل مفسر لآيات الخلق في القرآن!
أو اعتباره الإسلام الحقيقي اليوم ليس أركان الإسلام الستة بل الاعلان العالمى لحقوق الإسلام!!
وبعد هذا كله تناول الباحث بعض طرائف شحرور حيث رصد له عدد من الأخطاء العلمية البسيطة والتى تبرهن على مدى عظم جهله وغبائه مثل عدم تفريقه بين أبو موسى الأشعري الصحابي وأبو الحسن الأشعري صاحب المعتقد!
أو اعتباره الإناث رجال ! ليحرف آيات وأحكام الميراث، وهو في هذا أغبى من القذافي الذي كتب في زبالته الخضراء (المرأة أنثى، والرجل ذكر).
هذه هي الخطوط العريضة للكتاب وهو غني بالتفاصيل والنقول عن شحرور والتي تكشف مقدار وخطر الزندقة التي يعمل على بثها شحرور بين المسلمين، وهو الأمر الذي يستدعى عقب كتاب الأستاذ سمرين نقله للجمهور بطريقة بسيطة وسهلة وواضحة حتى يحذروه ويحذروا منه أبنائهم وأصدقائهم.
وكشف خبث أمثال شحرور يؤكد مجددا حاجة المسلمين اليوم لمنظومة فكرية واضحة وسهلة وقوية وعميقة تكسب شبابنا قواعد فكرية صارمة تظهر لهم ضلال وفتنة ما يطرحه الشحارير هنا وهناك.
يلزمنا الانتقال من حالة الأزمات وردات الفعل وإطفاء الحرائق هنا وهناك إلى مرحلة الفعل والهجوم العلمى بالإيمان والحق على شبهات الضالين والمنافقين والزنادقة وأعداء الإسلام من خارجه.
ختاما أنصحكم بمطالعة هذا الكتاب لمعرفة حقيقة خبث شحرور وخطورة النتائج النهائية لما يبثه من ضلال مجزءا هنا وهناك.
بؤس التلفيق نق\ الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
2019/09/01
الرابط المختصر
Image