أثارت حادثة عمرو خالد في الحج ضجة كبرى في وسائل الإعلام، والعجيب أن مَن قاد هذه الحملة هم أنفسهم الذين كانوا قبل سنوات يحرقون له البخور ويحتفلون به وصناعته للحياة، لكنهم اليوم لا يرون فيه إلا صناعة الموت والخراب!
وهذا الأمر قد تكرر مع عدد من نجوم الفضائيات من الدعاة الجدد، فعلي الجفري كان ملء السمع والبصر عند كثير من الشباب والتيارات الإسلامية لكنه اليوم أصبح في مربع الإدانة والخيانة!
وعدنان إبراهيم كان البعض ولا يزال يحتفي به ويثني على طروحاته الكارثية والمليئة بالجهل والكذب وقلب الحقائق والقفز من موقفٍ لنقيضه، لكن حين دخل مؤخرا في تنفيذ أجندة محاربة التيار الإسلامي عبر برنامج "صحوة" على قناة روتانا بدأت تشحن ضده النفوس وكلما تصادم مع التيار الإسلامي سياسياً ستتصاعد ضده حملة الرفض والكراهية!
ومِن قَبل صفّق قادة كثير من الجماعات الإسلامية للخميني وشدوا الرحال إلى باريس وطهران لزيارته وتأييده، وعادوا يتحدثون عن تواضعه وبساطته، بينما كان يَقتل الآلاف من الأبرياء، ولم يستفق بعضهم إلا بعد أن سالت دماء أهله غزيرة في سوريا، ولا يزال كثير منهم لم يفق بعد!
وهذه الظاهرة تدلّ على خلل متواصل في منهج الفهم والوعي لدى قادة وشباب الجماعات الإسلامية وعموم المتدينين، وتدل من جهة أخرى على صحة سلامة منهج وموقف السلفيين الذين كانوا من البداية يحذّرون وينبّهون على فساد هؤلاء النجوم من الدعاة الجدد وخطورة تأثيرهم في المستقبل.
ونقطة التباين في الموقف من هؤلاء الدعاة الجدد هو في تفعيل قاعدة سلفية رواها الإمام مسلم في صحيحه عن التابعي الجليل الإمام محمد بن سيرين الذي قال: "إن هذا العلم دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم".
طالما تمسك السلفيون والمسلمون بالتفتيش عن حقيقة منهج من يتصدرون للدعوة والعلم نجوا من دعاة الفتنة والدعاة على أبواب جهنم من الدعاة الجدد المنحرفين وما أكثرهم، ومن دعاة الغلو وما أصخب صوتهم، ومن دعاة التجريح وما أقبح كلامهم، وطالما فرّط شباب الجماعات الإسلامية والمسلمين في التفتيش عن حقيقة منهج من يتلقون الدين منه سيسقطون في الفخاخ دوما ويصطدمون بالحائط مرة بعد مرة! وخسارتهم الأعظم هي في التدين المغشوش الذي يبهرهم!
إن هذا العلمَ دين
2017/09/01
الرابط المختصر
Image