انتبه أنت في حالة حرب!

الرابط المختصر
Image
انتبه أنت في حالة حرب!

يظن كثير من الناس أنه يعيش في سلام بخلاف إخوانه في دول أخرى كسوريا والعراق واليمن والتي تشهد عدوانا إيرانيا شيعيا وروسيا علمانيا فضلا عن عدوان خوارج العصر "داعش" لعبة أجهزة الأمن الدولية والإقليمية والمحلية، أو ما يلقاه أهل أفريقيا الوسطى على يد المليشيات المسيحية أو الرهونجا الذين يذبحهم البوذيون، وقبل ذلك اليهود وإجرامهم في فلسطين، وغيرها من صور العدوان.
وهذا الظن غير صحيح إذ أن جميع المسلمين يتعرضون لحرب معلنة من نوع آخر، إنها حرب الأفكار، وهي حرب عدوانية سطرها ربنا في القرآن، فقال تعالى: "وقالت طائفة من أهل الكتاب آمِنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلّهم يرجعون"، وذلك بغرض تشكيك المسلمين بدينهم بأن أهل الكتاب اكتشفوا خطأ وبطلان الإسلام فتركوه! وهذا عين ما يقوم به جهات وشخصيات كثيرة هنا وهناك.
وفي عصرنا الحاضر يمكن القول إن بدء حرب الافكار كان على يد منظري اليسار والماركسية منذ عدة عقود من خلال محاولة تحريف فهم الإسلام بعد فشلهم في هزيمة الإسلام أو إقصائه كما حصل قديما بالجمهوريات الإسلامية في روسيا، أو تجربة أتاتورك.
ومع تواصل فشل الماركسيين وسقوط الاتحاد السوفييتى فقد غيروا طريقتهم، وتحالفوا مع المعسكر الغربي تحت يافطة الليبرالية، وأصبحوا في طليعة تنفيذ استراتيجية الغرب بحرب الأفكار ضد الإسلام والمسلمين.
فهذا رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق يقول في أكتوبر 2003م: (نريد لشعوب الشرق الأوسط أن يكون إسلامها كإسلام الشعوب المسلمة في شرق أوروبا)!
ثم كرر ذلك فصرح لصحيفة الواشنطن بوست في (27/3/2006م): (نخوض حرب أفكار، مثلما نخوض حرباً عسكرية، ونؤمن إيماناً قوياً بأن أفكارنا لا مثيل لها) ، أما توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ففي مؤتمر صحفي عقده في 17/4/2007م، قال: (إن الوقت قد حان لتتوحد إدارات الحكومة البريطانية، من أجل تحقيق النصر في حرب الأفكار)، ولقد أصبحت تعرف هذه الحرب بعنوان واسم حرب كسب العقول والقلوب.
باختصار: تغيير فهم الإسلام واعتقاد متبعيه هو الحرب الراهنة على العالم الإسلامي، وستبقى هذه الحرب قائمة وإن سكنت المدافع.
ما هي الأفكار التي يحاربونها؟ ما هي الأفكار التي يريدون زرعها؟ ما هي وسائل هذه الحرب؟ ماذا تحقق من خلال هذه الحرب؟ كيف استغل الشيعة هذه الحرب؟ كيف تنجو من هذه الحرب؟ هذا ما سنتناوله في الحلقات التالية.