خطوات لممارسة الإصلاح (12)

الرابط المختصر
Image
خطوات لممارسة الإصلاح (12)

الإصلاح مسؤولية مجتمعية عامة، كلٌّ بحسب موقعه ودوره، قال عز وجل: "وما كان ربك لِيهلك القرى بظلمٍ وأهلُها مصلحون" (هود: 117).
7 – الشباب
في ختام هذه السلسلة أخاطب الشباب، الذين هم أمل الغد وعلى أكتافهم قامت أمجاد الإسلام، ولا نزال نشاهده لليوم مشاركتهم في أعمال الخير والبر والتكافل والإقبال على العلم والتعلّم والعمل والبناء، وهم الذين نصروا الجهاد حين تعرضت البلاد لعدوان المحتلين الغزاة أو ظلم الظالمين، فدافعوا عن الدين والروح والعرض والمال.
من أجل ذلك يتكالب الأعداء من كل حدب وصوب لحرف الشباب المسلم -من كلا الجنسين- عن صلتهم بالله عز وجل ودينه وصلتهم بأمّتهم ولغتهم عبر بث طوفان الشهوات بكل الوسائل والأساليب، أو عبر الغزو الفكري وبث الشبهات من مختلف الجهات والأفكار والفلسفات، أو عبر القمع والسجن والتعذيب والاضطهاد والقتل، سواء من العدو الخارجي أو العدو الداخلي، وكيلاً كان أو تنظيماً مليشياويا كالحوثيين وداعش، فالجميع يتفقون على غاية واحدة وهي تحطيم صمود الشباب المسلم في وجه العدوان.
ولذلك؛ فعلى الشباب والشابات من أمة الإسلام اليوم الوعي الصحيح بأنهم في دائرة الاستهداف، وأنهم في حالة حرب معلنة عليهم سواء كانت حرباً ناعمة أو خشنة، وأن نجاتهم وخلاصهم من هذا العدوان هو فقط باللجوء إلى الله عز وجل، واعتماد العلم بشرعه والعلم بدنياهم كوسيلة للثبات والمدافعة والانتصار في المعركة.
فكيف ينتصر جيل الشباب إذا كان لا يدرك أنه في داخل معركة رهيبة تُشن على  الأفكار والعقول والقلوب والعواطف، وتسخر لها إمبراطوريات الإعلام ومليارات الدولارات؟
وكيف يصبر جيل الشباب على آلام ماكنة القمع السياسي والتضييق الاقتصادي والنبذ الاجتماعي إذا لم يستوعب أبعاد المعركة الدائرة عليه؟
وكيف يصمد جيل الشباب بوجه البراميل المتفجرة والقذائف الموجهة وتهديم المنازل على رأسه ورؤوس أهله من قبل الغزاة والطغاة إذا لم يفهم حقيقة الصراع العالمي على ثروات أمته وضمان سلامة اليهود أعداء الأمة؟
وبعد ذلك كله إذا لم يكن العلم الصحيح بشريعة الله عز وجل سلاح جيل الشباب لعبور الفتن والمحن فإنه على خطر عظيم، إذ قد ينحرف فيتبع إحدى فرق الضلال فيخدم سياسات الأعداء باسم الله! أو يعجز عن الصمود فيرتد على أعقابه كحال كثير ممن فضحته منابر الفضائيات.
كما أن اكتساب العلم السليم بإدارة الأمور وسياسة الواقع هو درع جيل الشباب لتجنب كوارث التجارب الماضية التي اكتفت بالعواطف والحماسات عن المطالعة الجادة للأكفياء وتتبّع خبرات الناجحين لتكوين ملكة إدارية وسياسية تقود العمل الدعوي والسياسي والإعلامي لتحقيق نتائج إيجابية مستمرة ومتراكمة تسهم في بناء قوة أمتنا ومجتمعاتنا لنصل إلى سدة المجد.
باختصار: العلم بشموليته هو سلاحكم يا جيل الشباب والقراءة الجادة للأكفياء هي بداية الطريق، "اقرأ باسم ربك الذي خلق" بداية الوحي، والنتيجة: "اقرأ وارتقِ" في الجنة والدنيا.