سلامة المنهج أول خطوة

الرابط المختصر
Image
سلامة المنهج أول خطوة

كشفت دماء آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال والمسنين على يد الميلشيات الشيعية والإيرانية في عدد من دولنا كالعراق واليمن وسوريا والبحرين والسعودية وغيرها أن الانخداع بإيران والشيعة كان خطأ فادحا، وأنه تكرار لكوارث التاريخ الدامية.
علق الإمام الذهبي على خطورة مسار أهل البدع حين لخص كارثة انخداع وتقريب أبي جعفر المنصور لمؤسس منهج المعتزلة عمرو بن عبيد، بقوله: "اغتر بزهده وإخلاصه، وغفل عن بدعته"، وبعد هذا التقريب للمعتزلة واختراقهم للدولة بسنوات، شهدت الأمة إرهاب المعتزلة بإلزام المسلمين كافة بعقيدتهم الباطلة (خلق القرآن) بالبطش والعدوان، وفي سبيل ذلك قتلوا العلماء وسجنوهم حتى سجنوا الإمام أحمد بعد ضربه وتعذيبه".
وفي هذا الوقت تتكرر الكارثة، فقد غفل البعض عن بدعة الخميني وبدعة البغدادي، واغتروا بشعاراتهم البراقة عن نصرة المستضعفين ومحاربة الكفار والمعتدين، ولكن الحقيقة أن بدعتهم جلبت الكوارث على بلاد الإسلام.
إن التبين والتفحص لسلامة المنهج هو الخطوة الأولى لسلامة المستقبل، وأن لا تضيع جهودنا هباء، وأن لا نكون ضحايا لفئات مجرمة قد نكون بسذاجتنا قد ساهمنا بنموها وانتشارها.
وهذا يلزم معرفة قادة العمل الإسلامي لحقيقة الأفكار المحركة للطوائف والتجمعات، وأبعاد آلياتهم وأساليبهم في التغلغل والتسرب بيننا لإيذائنا والسيطرة علينا، والسبيل لذلك اعتماد العلم والمعرفة ومطالعة التاريخ والواقع في بناء القناعات والمواقف والاعتماد على أهل التخصص الثقات، وعدم الاغترار بالقناعات العاطفية والشعارات الجذابة والتفرد بالقرارات.
لقد عانت أمتنا في السنوات الأخيرة من بروز وتلميع ودعم بعض الشخصيات بسبب طلاوة لسانها وبريق شعاراتها وجاذبية أطروحاتها، وبرغم تحذير بعض العلماء والعقلاء من هذه الشخصيات مبكراً إلا أن الغفلة وحسن الظن ونقص الحزم ساهمت في تصاعد شعبيتها، ولما تعرضت الأمة للمحنة وجدنا هذه الشخصيات في صفوف الأعداء! ومن هذه الأمثلة أبو القعقاع محمود قولا غاصي في حلب، وعلي الجفري في اليمن، وعلي جمعة وعمرو خالد في مصر، وعدنان إبراهيم من المهجر والفلسطيني الأصل، وغيرهم كثير.
أمتنا اليوم تُشن عليها حرب أفكار معلنة، ويجب على قادة العمل الإسلامي أن يكونوا على قدر المعركة بالوعي العلمي المعرفي وإسناد المهمة لأهلها من العلماء والمفكرين الحقيقيين، والاستعداد لمقارعة مختلف الأفكار والشبهات، والبدء بتحصين الأمة فكرياً، من خلال الاستثمار الأمثل لموارد وطاقات الدعوة الإسلامية، وهي موارد كبيرة جداً تحتاج إلى قيادة واعية وخطاب صحيح.
على عاتق نخب أهل السنة اليوم مسؤولية قيادة الأمة، فهل يكونون على قدر المسؤولية ويأخذوها بحقها، ويتبعوا فيها السنة النبوية بتوسيد الأمر لأهله، ولذلك كان سيف الله هو خالد، وليس الصديق.
كتبها أسامة شحادة