يقول العلامة السعدي في تفسير هذه الأية: "هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره"، فكيف نصر الله عز وجل اليوم؟
1- "فاستقم كما أمرت"
من أول مظاهر نصرة الله عز وجل هو الاستقامة على دينه وشرعه، خاصة في هذه المرحلة التي نشهد فيها ترويجاً للإلحاد والكفر باسم حرية الرأي والتعددية، وهناك دعوات لا تنتهى لاعتماد العلمانية بنسختيها الليبرالية والإشتراكية وما توالد منهما وتقاطع كحل لحالة الضعف في العالم الإسلامي!
ويرافق هذا مخططات دولية لدعم بعض الاتجاهات والفرق الإسلامية المنحرفة لتكون هي السائدة والقائدة للمسلمين وهي تتنوع بين تيارات قديمة يتم احيائها وترويجها ودعمها كالصوفية والطرقية المنحرفة والموالية للانظمة الكافرة في الشرق والغرب، والأشعرية الغالية لاشعال صراع عقدي جديد في داخل أمة الإسلام على غرار فتنة خلق القرآن زمن إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل وسجنه وتعذيبه، ومحاكمات شيخ الإسلام ابن تيمية وسجنه وموته في السجن، والعجيب أن القمع والإرهاب والمصادرة والإقصاء والإعتداء على حريات الخصوم في الفتنة القديمة وفي الفتنة الجديدة يتم تحت شعارات التنوير والعقلانية وقبول التعددية والرأي الآخر!!
ومن الانحراف عن منهج الاستقامة الرباني دعوات التشيع والتي تقصف قلوب المسلمين عبر منابر الشيعة الإعلامية في كل مكان وبلغات متعددة.
ولم يكتف أعداء الإسلام بذلك بل شجعوا بعض المفتونين على اختراع مذاهب ونحل وأديان جديدة كالقاديانية في الهند والبهائية في إيران والقرآنيين في أمريكا والأحباش في لبنان.
وبعد هذه الموجة جاءت مساهمة العلمانيين العرب خاصة اليساريين (لكسر) احتكار العلماء للدين! فظهرت شخصيات ماركسية وعلمانية وملحدة على منابر الاعلام تعيث فساداً في دين الله وتضل المسلمين والمسلمات صبح مساء!
ولا يقل في الضلال عن هذه الفئات دعاة الغلو والتطرف والإرهاب الذين يكفرون عموم المسلمين ويقتلونهم بلا شفقة أو رحمة صغارا وكبارا، والذين يفجرون في كل البلاد ويقتلون الأبرياء من كل دين ولا يدينون إلا دين الإسلام بغبائهم وخبث بعضهم!
إن نصرة الله عز وجل هي بالاستقامة على دينه الصحيح وتجنب هذه السبل الضالة، وعلى كل مسلم تعلم الحق والإستقامة عليه، وعلى طلبة العلم والدعاة والعلماء تعليم الناس الاستقامة على الحق واستغلال كل المنابر لذلك كالدروس وخطب الجمعة في المساجد ومنصات الإعلام كالصحف والإذاعات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل.
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" 1
2017/12/01
الرابط المختصر
Image