أضواء على الخطة السرية دراسة في الأسلوب الجديد لتصدير الثورة الإيرانية

الرابط المختصر
Image
أضواء على الخطة السرية دراسة في الأسلوب الجديد لتصدير الثورة الإيرانية

~~أضواء على الخطة السرية
دراسة في الأسلوب الجديد لتصدير الثورة الإيرانية
الأسباب – الخطوات – التطبيقات
اعداد  أسامة شحادة
تمهيد:
نشرت رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن - رسالة سرية للغاية، موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، تحتوي هذه الرسالة على خطة عمل مفصلة في نشر الثورة و تصديرها، ولكن بأسلوب جديد دون حرب أو إراقة دماء. 
وإن المتابع للحركة الإيرانية في العالم والنشاط الشيعي كذلك يرى أن هذه الخطة موضع تطبيق واضح  وقد بدأت تحقق نجاحات واسعة للأسف.
في هذه الدراسة نسلط الضوء على هذه الخطة بهدف معرفة الأسباب التي دعت لها أولاً وأنها ظروف موضوعية وذاتية للثورة الإيرانية.
ومن ثمَ سوف نحلل مضمون هذه الخطة حتى نعرف تطبيقها، وبعد ذلك نتناول ما استطعنا معرفته من تطبيقات الخطة.
وهذه الدراسة كانت بقصد كشف الحقائق الغائبة على الأمة لتنهض للدعوة إلى الله ونصرة دينها والدفاع عنه.
لماذا هذا الأسلوب الجديد في تصدير الثورة؟
لقد قاد الخميني ثورة انقلابية شيعية على الشاه في إيران حققت نجاحاً جعله يحاول نشر هذه الثورة في أماكن أخرى من دول الجوار (العراق، دول الخليج العربي، لبنان..)، وكان يطلق على هذه الطريقة مصطلح "تصدير الثورة".
فها هو الخميني يعلن في بيان الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة في 11/2/1980:
"إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم"(1).
وهذه الثورية هي مبدأ حزب الخميني، كما قال علي خامنئي حينما سئل عن البرنامج  الاقتصادي والاجتماعي والسياسي فقال: "أول أهداف حزبنا هو بث التوعية الإسلامية السياسية والتربية الثورية بين صفوف الشعب الإيراني(2).
وبسبب هذا الهدف والغاية أنشئت التنظيمات الداخلية والخارجية الخاصة بتصدير الثورة على أسلوب العمل الثوري الانقلابي، وقامت بالعديد من الأعمال في لبنان والكويت والسعودية، وأقامت العلاقات مع أغلب الحركات الإسلامية السنية التي كانت في حالة صراع مع الأنظمة القائمة(3).
وتصدير الثورة نابع من عقيدة الشيعة بأن أهل السنة كفار يجب قتلهم وقتالهم وتغيير دينهم إلى دين الشيعة، يكفي هذا النص من كتاب "الغيبة" للنعماني: "ما بقي بيننا و بين العرب إلا الذبح"(4)!!! لمعرفة نوايا الشيعة الحقيقية من أهل السنة.
ولكن بسبب هزيمة إيران أمام العراق والتحولات في العلاقات الدولية ووفاة الخميني تغير هذا الأسلوب لضرورات ذاتية وموضوعية.
الظروف الذاتية:
يقول السيد عباس نخي وهو كويتي عاش في إيران منذ عام 1981 وغادرها بعد وفاة الخميني: "أنا أفصل بين الثورة وبين فترة ما بعد وفاة الإمام الخميني الذي سار طوال مسيرته على أساس مبادئها وقيمها، غير أن أول تخلف سجله الإمام الخميني تجاه هذه القيم تمثل في قبوله وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية، ولعله التخلف الوحيد؛ فنهج الخميني مرتبط بالعمل بالتكليف ومقولة إما النصر أو الشهادة"(5).
ويقول: "لكن بعد وفاته (الخميني) عاشت الثورة خلطاً هدف إلى كسب الشارع الإيراني، حيث أبقت على الشعارات الثورية لكنها في نفس الوقت بدأت تميل إلى ضرورة تغيير اللغة الثورية والعمل وفق المصالح السياسية".
ويكتب محمد صادق الحسيني – أحد المتابعين للشأن الإيراني - في كتابه "الخاتمية المصالحة بين الدين والحرية": "وكما تقول مصادر مقربة من حكومة الرئيس رفسنجاني، فإن متطلبات المرحلة الراهنة التي تفرض أولويات معينة على برامج الحكم في إيران مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية؛ هي التي دفعت إلى ظهور تيارات سياسية جديدة من داخل النظام الإسلامي تدعو في طليعة ما تدعو إليه إلى رسم استراتيجيات عمل واقعية، ويجمع هذه التيارات عنوان رئيس "هو المدنية الإسلامية المعاصرة"(6).
أما على صعيد السياسة الخارجية تقوم سياسة هذه التيارات على "ضرورة تفعيل الدبلوماسية الإيرانية من خلال رسم استراتيجية طويلة الأمد في مجال السياسة الخارجية التي تقوم على المصالح الوطنية العليا بما يؤمن شروط ما اصطلح على تسميته في إيران بالحكمة والمصلحة والعزة"(7).
وفي مقابلة مع الدكتور عطاء الله مهاجرانى أثناء حملة الانتخابات الرئاسية التي شارك فيها خاتمي لأول مرة، سئل عن السياسة الخارجية الإيرانية فقال: "الواقع إننا كحكومة ثورية إسلامية كنا بحاجة منذ أول يوم للانتصار إلى إقامة أحسن العلاقات مع دول الجوار، وأعتقد أنها حاجة عامة لكل الثورات حتى تتمكن من إعادة هيكلة نظامها السياسي والاجتماعي واقتصادياتها لمدة لا تقل عن عقدين من الزمان"(8).
والخلاصة:
إن الثورة الإيرانية بسبب تأثيرات الحرب على المجتمع الإيراني اقتصادياً وسياسيا أولاً، ثم الهزيمة ثانياً، ووفاة الخميني ثالثا أصبحت بحاجة لإعادة نظر في واقعها وسياستها هذا فيما يتعلق بالضروف الذاتية.
الظروف الموضوعية:
فبسبب انهيار الإتحاد السوفيتي، وتفرد أمريكا بزعامة العالم، وزيادة انتشار القيم الليبرالية مثل الحرية، والديموقراطية، واقتصاد السوق، كان لا بد أن يأخذ قادة إيران ذلك بعين الحسبان، ولذلك كتب رئيس جريدة "الإيرانية" المعروفة بولائها لنظرية ولاية الفقيه يقول: "في هذه الأيام يعيش العالم أكثر من أي وقت مضى بما فيه إيران الإسلامية تحت وطأة هجوم الليبرالية(9).
لكل هذا كان لابد للثورة الإيرانية من أن تنحني للعاصفة حتى تحافظ على نفسها ولو كان ذلك على حسب مبادئها ونظرياتها، وحتى لو اصطدمت ببعض الجامدين والمتجبرين، كما قال خاتمي في رسالة استقالته حين اصطدم معهم فقال: "إنني أرجح أن أقوم بعيداً عن هاجس المسؤولية التنفيذية بالحرية والاختيار المناسبين للواجب الديني والثوري والإنساني الخاص في الدفاع عن الإسلام ومصلحة النظام كما أراها و أفهمها أنا، والمواجهة مع أشكال الجمود والتحجر والرجعية والتخلف والتي أعتبرها من أكبر آفات الحكومة و النظام الديني المتصدي لشؤون السلطة، وهو ما كان يشغل ذهن الإمام المبارك لا سيما في السنوات الأخيرة من عمره(10).
ولهذا فإن هذه السياسات الجديدة والواقعية لرفسنجاني وخاتمي من بعده نابعة من قلب النظام الخميني ولمصلحته وإن كانت على غير أسلوبه المعهود، وذلك للحاجة إليها، ولأن الخميني مال إليها في آخر حياته كما في النص السابق للخاتمي. فكما يقول محمد صادق الحسيني مقيّماً فترة رفسنجاني: (ولاشك بأن الواقعية الرفسنجانية إذا ما صح التعبير استطاعت تخليص إيران من أزمات خطيرة عديدة وربما تأهيلها لتأخذ مقعدا دوليا مناسبا لها في نادي الأمم بعد أن كانت في نهاية الحرب العراقية الإيرانية على شفا الانعزال التام وربما الانقراض المحتمل)(11).
أما عن خاتمي فإنه: (سيكون تواصلاً مع متطلبات داخلية ملحة)(12)، و(من هنا فإن المتوقع من جانب الرئيس الخامس لإيران أن يحدث نقلة نوعية في نمط معالجته لعديد من الملفات الخارجية، أي يحدث تحولا في الأداء وليس في المبادئ والأحوال تماما كما هي الحال في معالجة ملفات الداخل)(13).
والخلاصة: 
(المراحل الثلاث التي مرت بها الثورة الإيرانية على الشكل التالي: كانت مرحلة الخميني والإسلام، أولا حفاظا على أهل الثورة، ثم جاءت مرحلة رفسنجاني، مرحلة إيران أولاً الدولة الإيرانية، واليوم جاءت مرحلة خاتمي ثالثا لتكون مرحلة المجتمع أولا أو الناس لبناء المجتمع المدني)(14).
ويقول السيد عباس نخي عن نظام خاتمي: (فالسيد خاتمي يسعى لإنقاذ النظام في الحقيقة)(15).
وهذا كله داخل عباءة الخمينية بعد ذهاب الجيل الأول للثورة الذي لم يبق منه إلا خامنئي ورفسنجاني ومجيء الجيل الثاني (فالبعد الواحد للخميني في أيامها الأولى بات بعدين في نهاية العقد الأول لانطلاقها وها هو اليوم يتحول إلى عدة أبعاد وتالياً عدة تيارات تتكلم جميعها باسم الخمينية فيمتد تأثيره على امتداد ألوان الطيف)، وبالنسبة لخاتمي (فإنه لا يخفي تعلقه الشديد وارتباطه الوثيق بالخمينية منطلقاً ومنهجاً وهدفا)(16).
وبعد هذا العرض لتطورات الثورة الإيرانية والذي ترتب عليه تغيير السياسة الخارجية الإيرانية من سياسة تصدير الثورة إلى سياسة أخرى أكثر فاعلية وأخف صدى وضرراً على الثورة.
وفي هذا الصدد يكتب المعارض والمفكر الشيعي أحمد الكاتب على شبكة الإنترنت "إنها فرصة للتوقف والتفكير ومراجعة المسيرة الثورية والتفكير بتصحيحها والعمل من أجل تطويرها نحو الأمام"(17).
والنتيجة التي نخرج بها أن هذا الأسلوب الجديد هو لمصلحة الثورة وليس تعديلا عليها أو تنازلا عن مبادئها؛ فلذلك يجب الانتباه للمضامين وليس للأساليب، وفكرة تصدير الثورة في مفهومها الجديد!!! تطبيقا لهذه السياسة الجديدة أصدرت مؤسسة تنظيم و نشر تراث الإمام الخميني في طهران كتابا جديدا بعنوان "تصدير الثورة كما يراه الإمام الخميني"(18)، أكدت فيه أن تصدير الثورة هو منهج ثابت للخميني(19)، لكن (مبدأ تصدير الثورة لا يعني الهجوم العسكري وتحشيد الجيوش ضد البلدان الأخرى مطلقا)(20)!!!
وكانت فصول الكتاب كالتالي:
الفصل الأول: تصدير الثورة سمة ملازمة للثورة الإسلامية.
الفصل الثاني: فكر صادق وعزم راسخ على طريق تصدير الثورة.
الفصل الثالث: الثورة الإسلامية مثال القيم المنشودة.
الفصل الرابع: ماذا نعني بتصدير الثورة؟
الفصل الخامس: تصدير الثورة الدوافع والسبل والأهداف.
الفصل السادس: أصدقاء الثورة الإسلامية وأنصارها.
الفصل السابع: تصدير الثورة يزرع الرعب في نفوس الأعداء.
الفصل الثامن: تصدير الثورة الإسلامية حقيقة واقعة.
لكن الذي تخرج به من قراءة الكتاب أن تصدير الثورة هو: "تصدير المعنويات التي وجدت في إيران"، "فنحن لا نريد أن نشهر سيفاً أو بندقية ونحمل على الآخرين"، "نتطلع إلى تصدير ثورتنا الثقافية"(21).
"نتطلع إلى إيجاد مصالحة بين الشعوب وحكوماتها"(22)، نتطلع إلى "تصدير الثورة "عن طريق الإعلام والتبليغ"(23)، هدفنا "أن نعرف الإسلام على حقيقته في حدود قدراتنا الإعلامية وعن طريق ما بحوزتنا من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وكذلك من خلال الوفود التي تبعث إلى الخارج"(24).
أما الأساليب لتصدير الثورة فهي: "تطبيق الإسلام في إيران" (ص85)، "العاملين في السفارات" (ص86)، "مجلات الطلبة في الخارج" (ص87)، "الاتحادات الإسلامية في الخارج" (ص89)، "الزيارات الشعبية" (ص92)، "الحجاج الإيرانيين" (ص100).
أي أن الكتاب يحارب فكرة العمل الثوري العنيف "الانقلابي"، ويمشي وراء سياسة خاتمي "الانفتاح الثقافي" و"حوار الحضارات"، ويتناسى الكتاب تاريخ تصدير الثورة في تفجيرات مكة المكرمة أو حوادث اختطاف الطائرات أو التفجيرات في دول الخليج وخاصة في الكويت أو حتى حزب الله في لبنان وفروعه في الدول الأخرى.
وهذا يتماشى مع الخطة السرية كما سيتضح لنا فيما يأتي:
خطوات الخطة أو تحليل مضمون الخطة السرية:
- في مقدمة الخطة نجد التأكيد على أن تصدير الثورة هو أساس سياسة إيران، ولذلك وضعت الخطة وليس لشئ آخر تقول الخطة: "فنحن وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين، نحمل واجباً خطيراً وثقيلا وهو تصدير الثورة"، "ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات" (ص6 – 7).
- وعن الدافع لذلك تقول الخطة: "لكن نظراً للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية لا يمكن تصدير الثورة، بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة" (ص7)، "والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة خلافا لرأي كثير من أهل النظر ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى رد فعل من القوى العظمى" (ص10).
- أما العدو الأخطر لإيران فهو: "الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية" (ص7). وسوف نعود لهذه النقطة فيما بعد.
- أما لمن أعدت هذه الخطة فهي لداخل إيران، ولذلك "يجب علينا أن نزيد نفوذها في المناطق السنية داخل إيران وبخاصة المدن الحدودية" (ص9)، وخارجها كما في صفحات (10 -14).
- ومن الواضح أن هذه الخطة قام على إعدادها مجموعة من الخبراء في عدة مجالات، ولذا يظهر عليها الصبغة الاجتماعية والسياسية والتاريخية والاقتصادية وهو ما يذكرك ببروتوكولات حكماء صهيون من حيث أن فريقا أعدها وتناولت مواضيع عديدة!
- زمن الخطة خمسون سنة وليس ذلك بالوقت الطويل (ص15).
- أركان الخطة الأساسية تحسين العلاقات مع الآخرين (ص14)، وتهجير عدد من العملاء إليه (ص15).
- الخطة حوت تحليلاً لعناصر القوة في الدول وهي "قوة السلطة، والعلم، والمعرفة، والاقتصاد" (ص10).
- كذلك حوت الخطة تحليلاً لدول الجوار وعناصر التشكيل السكاني فيها (ص12)، وما بعدها.
مجالات تطبيق الخطة:
أولاً: المدن والمناطق السنية في إيران (ص9).
ثانياً: الدول الأخرى التي يسهل فيها نشاط الشيعة مثل: تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان والبحرين (ص18).
ثالثاً: الدول الأخرى التي يصعب فيها نشاط الشيعة مثل: دول الخليج باستثناء البحرين والأردن ومصر وغيرها (ص18).
العمل في داخل مناطق السنة في إيران:
1. بزيادة النفوذ الشيعي في مناطقهم عن طريق إنشاء الحسينيات وتغيير التركيبة السكانية بالهجرة الشيعية إليها وترحيل السنة منها وتغيير الإدارات السينية فيها (ص9).
2. العمل في الدول السهلة يبدأ من المرحلة الثانية ضمن أربع مراحل وسوف نفصلها في الفقرة التالية.
3. العمل في الدول الصعبة يكون على خمس مراحل وكل مرحلة لها مدة عشر سنوات.
المرحلة الأولى: يمكن أن نطلق عليها مرحلة التأسيس ورعاية الجذور وذلك بالقيام بالخطوات التالية:
1. إيجاد السكن والعمل لأبناء المذهب الشيعي المهاجرين في هذه الدول.
2. إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤولين الإداريين في الدولة.
3. محاولة خلخلة التركيبة السكانية عن طريق تشتيت مراكز السنة وإيجاد تجمعات شيعية في الأماكن الهامة.
المرحلة الثانية: ويمكن أن نطلق عليها مرحلة البداية:
وهى العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه، ومحاولة الحصول على إذن للأنشطة كي تعتبر فيما بعد وثائق رسمية، ومحاولة التسرب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية، والسعي للحصول على الجنسية للمهاجرين الشيعة، وهذا يكون في النصف الأول. أما في النصف الثاني فيركز على الوقيعة بين علماء السنة "الوهابيين" والدولة من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم! ووقوع أعمال مريبة! وإثارة الاضطرابات بسبب ذلك، ثم تحريض الدولة عليهم. والذي يراد التوصل إليه هو إثارة أهل السنة على الحكومات حتى تقمع تلك الحكومات أهل السنة. فيتحقق لهم ما يلى:
1. سوء ظن الحكام بكل المتدينين من أهل السنة وكل أنشطتهم.
2.  نمو الحقد والعداء بين الطرفين.
3. ضياع مكانة أهل السنة وسلطتهم المادية والمعنوية.
4. إحجام الحكام عن المساعدة في نشر الدين.
المرحلة الثالثة: ويمكن أن نطلق عليها مرحلة الانطلاق:
وعندها تكون قد ترسخت العلاقة بين الحكام، وهؤلاء العملاء "الشيعة"، وزاد التغلغل في الأجهزة الحكومية والعسكرية مع عدم التدخل في الأنشطة الدينية. ويرافق ذلك إبراز أن الشيعة مذهب لا خطر منه عليهم "أي الحكام"، ليزداد التغلغل في أجهزة الدولة. ويأمل المخططون أن تكون القدرات الاقتصادية والبنية التحتية في إيران قوية في ذلك الوقت ليضربوا اقتصاد هذه الدول السنية، فتتحول رؤوس الأموال السنية إلى إيران مع إعطائهم الحرية في العمل الاقتصادي في إيران من أجل المعاملة بالمثل فتزداد السيطرة على اقتصادياتهم لأننا- الشيعة - نخطط لذلك وهم إنما يتحركون بشكل فردى ومن اجل الربح فقط ).
المرحلة الرابعة: ويمكن أن نطلق عليها مرحلة بداية قطف الثمار:
ستكون أحوال الدول كالتالي: دول تشهد فرقة بين الحكام والعلماء والاقتصاد على وشك أن ينهار والشعب ليس له ولاء لبلده بسبب الأحوال السياسية والاقتصادية. وسيكون عملاؤنا جاهزين لاستغلال الفرصة للوصول إلى المناصب الحساسة والتقرب إلى الحكام أكثر وسوف نحارب المخلصين من أهل السنة عن طريق الوشاية بهم وثمار ذلك كله:
- سيطرة عناصرنا على مقاليد الأمور.
- زيادة سخط أهل السنة على الحكام بسبب نفوذنا.
وعلى عملائنا الوقوف دائما مع الحكام وحث الناس على الهدوء وعدم الفوضى، وعليهم زيادة نفوذهم وشراء الأراضي والعقارات.
المرحلة الخامسة وهي مرحلة النضج:
تكون الدول قد فقدت مقومات القوة (الأمن، الاقتصاد، الهدوء)، والسلطة تواجه اضطرابات شديدة. عندها سنقدم أنفسنا كمخلصين من خلال اقتراح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع ومساعدة الحكام على ضبط البلد وسيكون عملاؤنا هم أغلب أعضاء المجلس؛ ولذلك تزداد النفرة بين العلماء والحكام وبذلك تتحقق السيطرة على هذه البلدان ونتمكن من تصدير الثورة دون إراقة دماء أو حرب. وإذا لم يتحقق هذا من خلال عمل هادىء فلا مانع عند ذلك من إثارة ثورة شعبية وسرقة السلطة من الحكام.
الخلاصات العامة للخطة:
- الهدف تصدير الثورة وإيران بدون تصدير الثورة لا حياة لها (ص6).
- هذا الهدف لا بد له من خطة وبرنامج مدروس ولو استغرق وقتا طويلاً (ص17).
- المحور الأساسي هو تحسين العلاقات مع الآخرين وزرع العملاء بينهم "المهاجرين" (ص14).
- الأسلوب الأساسي في تنفيذ الخطة هو ضرب العلماء بالحكام.
- الحكام هم أيضا أعداء للشيعة وليس العلماء فقط.
- يجب استغلال القانون والسلطة والتعاون معها وليس الصدام.
- الجمهور تبع للقوة السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية ويجب العمل على امتلاكها.
- التقرب من الحكام نافع جداً في الوصول إلى ما نريد.
- يمكن إثارة ثورة شعبية ضد السلطة حين يضمنون النجاح لصالحهم.
- ضرب الاقتصاد لهذه الدول يصب في صالحهم.
هذه حقيقة الخطة السرية والواجب على أهل السنة أن لا يقعوا في هذا الفخ المنصوب لهم وهو العداء مع السلطات القائمة لأن هذا يصب في مصلحة الشيعة.
وأن خطة مثل هذه لا يمكن محاربتها بالفوضى والارتجال وردود الأفعال، فالفوضى لا تغلب النظام.
وإن كسب السلطات جزء من الدعوة الإسلامية وعامل مهم في كسب النصر على الشيعة. 
ولذلك يجب مراجعة ودراسة كيفية تسرب الفكر الثوري الانقلابي لأهل السنة في هذا الزمن الذي تخلى فيه اليساريون عن العنف الثوري ومن بعدهم الشيعة وأصبح أهل السنة هم قادة العنف الثوري في العالم ، فكيف حصل هذا؟؟؟؟
وهل حقق هذا العنف مقاصده؟؟
وهنا يجب مراجعة كتاب نتنياهو "محاربة التطرف"، وكذلك مراجعة تجربة العمل الجهادي في مصر لنرى هل نحن نتقدم إلى الأمام أم نحن نعمل في تطبيق خطة العدو؟؟ أي عدو سواء كان العدو الغربي أو الشيوعي او الصهيوني أو الشيعي.
مقارنه بين الخطة القديمة والخطة الجديدة
في كتاب "وجاء دور المجوس" لعبد الله محمد الغريب بين المؤلف خطة الشيعة لغزو الخليج منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وهذه الخطة هي من خلال دراسة المؤلف لتحركات الشيعة، والمؤلف من الباحثين المختصين بهذا الشأن وسوف نذكر عناصر الخطة كما توصل إليها الغريب ثم نقارنها بالخطة الجديدة.
عناصر الخطة القديمة(25):
1. التعاون مع الإنجليز في غزو الخليج.
2. إقامة صلات مع شيوخ الخليج وهذا خاص بالتجار وأصحاب المؤهلات.
3. تدفق العمالة الإيرانية.
4. احتكار بعض الأعمال كالمواد الغذائية والصيرفة وغيرها.
5. تهريب السلاح وتخزينه ليوم الحاجة.
6. التنظيم وله مظاهره:
- التغلغل في أجهزة الدولة الحساسة.
- الترابط في أي مؤسسة يتواجدون بها.
- إقامة الحسينيات.
- الإنفراد بأماكن خاصة بهم للسكن.
- التجنس. 
ولو حللنا هذه الخطة نجد أنها تقوم على الأمور التالية:
- التعاون مع القوة الموجودة (الإنجليز وشيوخ الخليج).
- هجرة العملاء إلى هذه الدول (تدفق العمالة، التجنس، التغلغل في الأجهزة الحساسة).
- السيطرة على الاقتصاد (الشراكة مع الحكام، احتكار بعض الأعمال).
- الاستعداد العسكري (تهريب السلاح).
- التنظيم والترتيب.
- إيجاد مراكز لهم (حسينيات، مناطق سكنية).
المقارنة بين الخطة القديمة والخطة الجديدة:
- كان المدخل قديماً هو التعاون مع القوة القائمة لعدم وجود مبرر لهم بالتواجد بين أهل السنة لكن المدخل الآن هو إقامة العلاقات الجيدة مع الآخرين.
- هجرة العملاء لا تزال موجودة بسبب كونهم الأداة المنفذة للخطة.
- خطوة إقامة العلاقات الجيدة مع الحكام والتغلغل في دوائر السلطة الحاكمة لا تزال قائمة.
- محاولة السيطرة على الاقتصاد موجودة في الخطتين.
- التنظيم والترتيب أساس نجاح الخطتين.
- الاهتمام بوجود تجمعات سكنيه خاصة بهم ليسهل عليهم العمل من خلالها دون أن يشعر بهم أحد.
الشيء الوحيد الذي تغير هو العمل العسكري الذي لا نجده في الخطة الجديدة ذلك أن الظروف الدولية الآن لا تتسامح مع هذا وتعده من الإرهاب ولذلك يجب ترك هذا الأسلوب وتصديره إلى الأعداء "أهل السنة" وهذا ما حصل للأسف. فهل نعمل نحن من خلال خطة العدو دون أن ندري؟‍ فبعد أن كان الشيعة هم مصدر الخطر على الأنظمة السنية الحاكمة أصبح مصدره أهل السنة وللأسف بواسطة الحركات المتطرفة كالقاعدة وغيرها.
تطبيقات الخطة الجديدة في واقعنا:
أولاً: تحسن العلاقات مع الآخرين مدخل الخطة
لقد حققت إيران نجاحاً كبيراً حيث تحسنت علاقاتها بأغلب الدول الإسلامية والعالمية حتى عقد في طهران مؤتمر القمة الإسلامي الثامن وهذا لم يكن ممكنا في مرحلة الخميني، واستعادت إيران التبادل الدبلوماسي مع العديد من الدول الإسلامية التي لم يكن لها علاقات من قبل بسبب الحرب العراقية الإيرانية، وهذا تحقق دون أن تتنازل إيران عن شيء من سياستها الخارجية تجاه الجزر الإماراتية مثلا أو أوضاع أهل السنة في داخل إيران أو زيادة التسلح ومحاولة الحصول على قدرات نووية.
ولقد زار خاتمي السعودية كأول رئيس إيراني يزور السعودية بعد الثورة وغيره من المسؤولين الإيرانيين الكبار الذين زاروا السعودية ومن هذا التحسن تصريح وزير التجارة السعودي أسامة فقيه: "إن التهديدات الأمريكية ضد إيران توطد العلاقات الإيرانية السعودية"(26).
ومن المعلوم أن السعودية هي العدو التقليدي لإيران سابقاً، ومع ذلك فإن زيادة حجم النشاط الإيراني في السعودية بهذا المقدار يدل على مدى ما وصل إليه في غيرها من الدول؛ فمن هذا النشاط الإيراني في السعودية احتفال السفارة الإيرانية بذكرى الثورة الإيرانية الثالثة والعشرين في قصر الثقافة بالرياض بحضور الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السابقة(27).
وكذلك عقد المعارض الإيرانية في السعودية حيث أقيم المعرض الرابع للصناعات الإيرانية بالظهران في 9/3/2002.
ومن ذلك أيضا مشاركة الوزير الإيراني السابق عبد الله مهاجراني في فعاليات المؤتمر الدولي لحوار الحضارات الذي أقامته مكتبة الملك عبد العزيز(28)، ومن هذا أيضاً توقيع اتفاقيه أمنيه بين إيران والسعودية، وقد كتب أحد المعلقين الإيرانين في صحيفة إطلاعات "الأخبار" مقالاً عن آثار ونتائج هذه الاتفاقية فقال:
"نظراً لما للسعودية من نفوذ سياسي واقتصادي بين الدول العربية وخاصة منطقة الخليج فمما لا شك أن تدعيم العلاقات بين طهران والرياض سيؤدى إلى تحسين العلاقات بين طهران وهذه الدول:
- التأثير الايجابي على العلاقات الإيرانية مع باكستان ومصر.
- الإقامة المناسبة لشعائر الحج.
- زيادة توافد الزائرين الإيرانيين للسعودية خاصة في موسم الحج"(29).
وهذا يدل على مدى النجاح الإيراني في تطبيق الخطة حيث أن الإيرانيين يحاولون الاستفادة من هذه الفرص في اللقاء مع الآخرين وتحقيق أي إنجاز ولو كان صغيراً، كما يقول محمد علي التسخيري أحد رجالات إيران الذين يمثلونها في مؤتمرات وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في كتابه "مع بعض المؤتمرات الإسلامية لوزراء الخارجية" حيث يقول:
"ما زلنا نعتقد أن اشتراكنا في هذا المؤتمر كان ذا أثر إيجابي"(30)، وذلك يبدو رداً على بعض من ينتقد هذه المشاركة.
ثم أخذ يعدد النجاحات التي نتجت عن المشاركة في هذا المؤتمر ومنها "عرض وجهة النظر الإيرانية في مختلف القضايا"، "عقد لقاءات مع كثير من وزراء الخارجية ورؤساء الوفود..."، "اللقاءات الصحفية".
ومن هذه النجاحات تحسين العلاقات مع مصر كذلك وهي من أهم الدول العربية ولذلك تحرص إيران على إقامة العلاقات معها، وقد بدأت بعض الخطوات في ذلك، ومنها تغيير اسم شارع في طهران يحمل اسم خالد إسلامبولي مع بقاء لوحة جدارية تحمل صورته!(31).
وكذلك نجحت إيران في التقارب مع الأردن الذي كان أهم مناصر للعراق في حربه مع إيران، ومن ذلك إعادة التبادل الدبلوماسي بين البلدين، وإنشاء اللجنة الأردنية الإيرانية على مستوى الوزراء، وتوجيه الدعوة للملك عبدالله الثاني لزيارة إيران، وعرض المساعدة الإيرانية في إعمار ضريح جعفر الطيار بمنطقة المزار في محافظة الكرك، وكذلك المساعدة في مشروع جر مياه الديسي. وهذا كله من نتائج سياسة "نبذ التوتر وبناء الثقة(32).
ثانياً: الوقيعة بين أهل السنة والحكام
إن هذا الأمر يتضح في تنصل إيران وأتباعها من ممارسة الإرهاب والتنكر لماضيها الدموي وكذلك في الموقف من أحداث تفجيرات أمريكا وإليك بعض الأمثلة:
- في مجلة النور الشيعية التي تصدر من لندن كتب عبد المجيد الخوئي(33) أمين عام مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن في الافتتاحية: "إننا شئنا أم أبينا نقف أمام نقطة تحول حاسم وفاصل بين أن نبني مواقفنا على أساس ماضينا المؤلم فقط أو بناءً على وضعنا الحاضر ورؤية المستقبل وبمعنى آخر هل علينا أن نسعى من أجل أن نلعب دوراً مسؤولاً في المرحلة القادمة"(34).
- وأيضاً أعدت مجلة "النور"(35) ملفاً عن الإسلام السياسي فقالت عن العنف المسلح: "فقد ولج الساحة العربية من بوابة العمل الوطني تحرير الأرض تأسياً بتجارب الجزائر وفيتنام وغيرها لينمو ويزدهر في أتون الدعوة إلى تطبيق الشريعة وأسلمة "المجتمع الكافر"، ثم عرض الملف للحركات السنية "الأفغان العرب، الإخوان، الجهاد، طالبان، حركات الصومال واليمن، وقصة الظواهري، وجماعة العدل والإحسان في المغرب".
ولم يذكر شيئاً عن حركات الشيعة في إيران أو الخليج أو لبنان أو باكستان أو أفغانستان وكأن الإسلام السياسي هو سني فقط لا دخل للشيعة فيه(36).
- لوحظ في السنوات الأخيرة أن العمل الشيعي المسلح قد توقف سواء ضد الأنظمة السنية "مثل تفجيرات مكة أو محاولة اغتيال أمير الكويت أو خطف طائرة الجابرية"، أو ضد الآخرين كالأمريكان "تفجير المارينز وغيرها".
- وفي نفس الوقت تصاعد العمل السني ضد الأنظمة في مصر والجزائر ولبنان "حادثة الضنية"، وأيضاُ العمل السني ضد الآخرين "تفجيرات الخبر والرياض"، تفجير المدمرة كول في اليمن وغيرها من الأحداث.
فهل هذه الأعمال تدخل في قول الخطة "وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب بطريقه سرية وغير مباشرة استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم".
وأترك المجال للقارىء الكريم أن يعيد قراءة هذه الفقرة ويفكر فيما يحدث على الساحة هل له علاقة بهذا أم لا ؟؟
ثالثاً: استغلال القانون في تنفيذ الخطة
من الواضح اتخاذ الخطة طابعاً سلمياً للخطة وإتباع أساليب المجتمع المدني "النقابات، المراكز، البعثات الصحفية والجامعية، تبادل العلاقات الدبلوماسية والزيارات بين المسؤولين"، ووصول الإعلام الإيراني لهذه الدول من خلال معارض الكتب وغيرها لعقد المؤتمرات، ومن الأمثلة على ذلك:
حالة مصر:
إعادة ترميم المساجد الفاطمية بإشراف زعيم البهرة تحت غطاء التصوف فأعادوا ترميم ضريح السيدة زينب وبعض المساجد الأثرية، ثم أصبحت مراكز لهم تقدم الخدمات للفقراء والأيتام في هذه الأحياء القديمة من القاهرة وهي من الأحياء الفقيرة و مع هذه الخدمات تقدم الدعوة الشيعية(37).
وكذلك نشر الكتب الشيعية لمؤلفين مصريين معاصرين مثل صالح الورداني والدكتور السيد فهمي الشناوي والدكتور أحمد راسم النفيس ومحاولة إنشاء دور نشر لهم، وقد أصبح لهم كتاب في بعض الصحف والمجلات وحاول أحدهم وهو المدعو الشيخ حسن شحاته أن يروج التشيع في خطب الجمعة(38)، ومن ذلك أيضاً سماح الأزهر بتوزيع كتب للشيعة بعد أن كانت تمنع وتصادر(39).
ولم ييأس الشيعة من محاولات إعادة إحياء "دار التقريب بين المذاهب" في مصر، وكذلك اللقاءات المستمرة مع شيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر(40). وكانت مجلة النور(41) قد ردت على أحد الكتاب الشيعة المصريين يستنكر عدم تناول المجلة أحوال شيعة مصر بعد اعتقال مصر لرموز الشيعة فقالت المجلة ترد عليه: "ننشر لك رأيك موضحين أن النور تبتعد عن الإثارة وتتوخى الدقة والموضوعية خصوصاً في أمور حساسة كالتي وردت في رسالتك"‍؟؟؟
حالة السودان:
العمل الشيعي في السودان بدأ بالمنح للدراسة في طهران ثم تطور إلى ما يعرف بالمراكز الثقافية الإيرانية وبعد ذلك أنشأت السفارة الإيرانية جمعية الصداقة الإيرانية السودانية. وأصبح للشيعة في السودان العديد من المراكز الرسمية سوى المراكز السابقة مثل المكتبات العامة والمدارس والمعاهد وبعض المؤسسات الاقتصادية وهذا كله تحت مظلة القانون(42).
حالة الأردن:
ليس في الأردن شيعة إلا حديثاً، واغلب الشيعة الموجودون هم من العراقيين. بدأوا يمارسون نشاطهم في مدينة الكرك (عند مقام جعفر) تحت إشراف الدولة. وكذلك للسفارة الإيرانية نشاط كبير في إقامة معارض الكتاب الإيراني في بعض الجامعات، وزيارات المسؤلين الإيرانيين للأردن قوية وتلح إيران على التساهل في منح التأشيرات للإيرانيين وفتح خط جوي مباشر بين البلدين.
ويبلغ عدد الذين يحضرون مراسم عاشوراء حوالي 16 ألفاً، وهم ينفذون الخطة التي تنص على: ("يجب حث الناس على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية وبكل تواضع وبناء المساجد والحسينيات لأن هذه التراخيص سوف تطرح مستقبلا ًعلى اعتبار أنها وثائق رسمية(43).
حالة الكويت:
من تطبيقات هذه النقطة (استغلال القانون) مطالبة الشيعة بإنشاء دائرة للأوقاف الشيعية(44).
والخلاف بين الشيعة في الكويت حول الأوقاف خلاف بين أتباع الإصلاحيين والمحافظين الذين وصفهم خاتمى بـ (المتحجرين)(45)، وأتوقع أن تكون هذه الدائرة بداية للمطالبة بالاستقلال عن السنة في كل شيء على غرار ما حدث في لبنان سابقاً (مجلس شيعي أعلى، دائرة إفتاء وغيرها)، ثم تكون هي صاحبة الكلمة العليا ذلك أن القائمين على أمور الشيعة هم علماؤهم الذين هم القادة أيضا بينما أهل السنة القائمون على هذه الإدارات غالباً موظفون.
ومن ذلك أيضا مطالبة الشيعة بعطلة رسمية في يوم عاشوراء وبث الاحتفالات على التلفاز تعبيرا عن الوحدة الوطنية(46).
حالة البحرين:
بعد أن كانت الشيعة تتزعم المعارضة البحرانية وهى منفية في الخارج ومطاردة في الداخل أصبحت تتواجد في البحرين على شكل جمعيات سياسية ويؤخذ رأيها في الميثاق الوطني وتعديل الدستور(47).
وقد أصبح لهم خمس جمعيات هي: العمل الوطني الديمقراطي، الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، المنبر الديمقراطي التقدمي، المنبر الوطني الإسلامي، الوفاق الوطني الإسلامية(48).
ومن النجاحات في هذا الأسلوب عزم وزير التربية على تدريس المذاهب والفقه المقارن في المعهد الديني وتخصيص مدرسين من كل مذهب لتدريس مذهبه مع تعديل المناهج لتناسب ذلك. وكالة الأنباء الشيعية 5/2/2002.
وقد تقرر لأول مرة في البحرين نقل مراسم عاشوراء على أجهزة إعلام الدولة بأمر ملكي. وكالة الأنباء الشيعية 25/3/2002.
حالة لبنان:
من المعلوم أن الشيعة لم يكن لهم كيان في لبنان قبل مجيء موسى الصدر إلى هناك في عام 1958، وأسس المجلس الشيعي في عام 1966، وأصبحت الشيعة طائفة معترفاً بها رسميا في لبنان(49).
وبعد ذلك أسس الصدر حركة المحرومين (أمل) التي انبثق عنها حزب الله عام 1982. 
ولقد كان توجه حزب الله هو معاداة الدولة اللبنانية في الفترة 1985-1990، وذلك من خلال رسالته المشهورة ولكن تغيرت هذه المعادلة مع وفاة الخميني وبزوغ سياسة إيران الجديدة، ولذلك تم تغيير رئيس حزب الله من صبحي الطفيلي (صاحب ثورة الجياع في الجنوب)، إلى عباس الموسوي وبعده حسن نصر الله ولذلك شارك حزب الله في الانتخابات اللبنانية عام 1992، وما بعدها، وكذلك بدأ يشارك في كافة الانتخابات النقابية والطلابية(50)، وأثمرت هذه السياسة الجديدة للحزب فأصبح أهم الأحزاب الدينية في الشارع العربي(51). "ونجح في ما فشلت فيه الجيوش العربية"(52).
ومن هذه الثمار أيضا مشاركة حزب الله في مؤتمر الأحزاب العربية وفتح قنوات اتصال مع الجامعة العربية مؤخراً.
رابعاً: تطبيقات جزئية للخطة:
(أ) محاولة إيجاد تجمعات سكنية خاصة لهم:
- قامت السلطات الإيرانية بتغيير تركيبة تجمعات أهل السنة في إيران بعد وضع الخطة(53).
- في الأردن قام زعيم البهرة بشراء منزل له عند مقام جعفر بمدينة الكرك ويخشى أن يكون هذا بداية لإنشاء تجمع لهم وذلك أنه يقوم بتوزيع الأموال على القائمين على المقام.
- في مصر كذلك نشاطهم في الأحياء القديمة والفقيرة.
- في السعودية لهم مناطق خاصة في المدينة والشرقية وغيرها.
- في الكويت كذلك من المعروف أن لهم أحياء خاصة(54).
- في البحرين لهم قرى خاصة بهم.
(ب) التجارة والاقتصاد:
فعلت إيران الكثير في موضوع المعارض الإيرانية التجارية والصناعية في البلدان الأخرى، وكذلك نجد أنهم يمدون نشاطهم الاقتصادي في بعض الدول كالكويت ومناطق من السعودية، وفي الأردن أصبح العديد من المصانع في المناطق الصناعية الكبرى لعراقيين شيعة وكثير من مصانع الأردن تعمل للسوق العراقي فقط. وفي لبنان لهم العديد من المؤسسات الاقتصادية التي تدعم نشاطهم بالإضافة إلى المؤسسات التي تقدم الإغاثة والإعانة للمحتاجين منهم!!
(ج) التجنس:
هذا موضوع هام؛ لأنه يسمح للإيرانيين بقيادة الشيعة في هذه البلدان ويصبح الحديث ليس عن رعاية إيرانية لتجمعات شعبية بل مواطنين يطالبون بحقوقهم السياسية!!
ومن ذلك في الماضي تجنس موسى الصدر في لبنان عام 1958(55).
والآن تجدهم في السعودية يحاولون أن تكون عملية الولادة في مناطق سنية لتكون شهادة الولادة من مناطق السنة، وكذلك لتكون النسبة للمناطق السنية فيما بعد (النجدي، وغيرها).
وأصبح لهم تواجد في الأجهزة العسكرية وكذلك بعض الوزارات(56). وهذا بعد المصالحة مع الدولة مع نهاية حرب الخليج الثانية 1991. وهنا يجب تذكر كلمة عزمي بشارة (النائب في الكنيست) "دولة لكل مواطنيها"، أي أن المواطن في أي دولة له الحق أن يكون منتمياً لأي طائفة وله كل الحقوق السياسية، وهذا ما يستغله هؤلاء وغيرهم في الدول السنية دون أن يستفيد أهل السنة منه في دولهم فضلا عن إيران وذلك لأننا مشتتون والله المستعان.
الخاتمة:
بعد أن عرفنا أن هذا الأسلوب الجديد هو لزيادة انتشار الثورة الشيعية لكن دون دماء أو ضجة، وأن خاتمي يعمل لمصلحة إيران والشيعة قبل كل شيء.
وأن هذه الخطة هي تعديل لخطة قديمة، وقد نجحت الخطة الجديدة في مواقع كثيرة، فما هو موقف أهل السنة من ذلك؟؟
أعتقد أنه يجب علينا أن نفعل الآتي:
- زيادة الاهتمام بدراسة السياسة الخارجية لإيران وتطورات الفكر الشيعي وتياراته لمعرفة توجهاتهم مبكراً وكذلك الاستفادة من الصراعات الداخلية بينهم.
ومن الوسائل المساعدة في ذلك المجلات المختصة بإيران والسياسة مثل السياسة الدولية ومختارات إيرانية وبعض الإصدارات عن المراكز المختصة كمركز الإمارات.
- مراجعة عميقة لموضوع العلاقة بين أهل السنة والحكام من تجارب السابقين والمعاصرين ونشرها بين الشباب الملتزم بوضوح حتى لا نقع دائما في فخ الخصوم بحسن نية.
- لابد أن يقدم أهل السنة البديل وملء الفراغ الذي يحاول الشيعة أن يسدوه من العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي في العديد من الدول.
- لا يجوز أن تبقى دعوة أهل السنة محصورة بطلبة العلم والدعاة بل لابد أن يكون لكل مسلم سني دور في هذه الدعوة من خلال أن معرفة موقعه كسني أولا ويتصرف على ضوء مصلحة أهل السنة والدين ثانيا في كل أنشطة حياته.
هذه صرخة في سبيل الله، نسأل الله تعالى أن يجعل لها قبولا عند أهل السنة، والحمد لله رب العالمين.
(1) - تصدير الثورة كما يراه الإمام الخميني ص 39 .
(2) - مقابلة مع مجلة الوطن العربي عدد 109.
(3) - يمكن مراجعة مجلة الوطن العربي بالتحديد في فترة الثمانينيات لرصد هذه الأعمال ،و كتاب "سراب في إيران" لأحمد الأفغاني ص 44.
(4) - ص 155، و للمزيد راجع كتاب د.القفاري "بروتوكولات آيات قم ".
(5) - في مقابلة مع جريدة "الوطن” الكويتية،2 أوكتوبر 2001 م.
(6) - (ص26).
(7) - المصدر السابق، (ص63).
(8) - المصدر السابق، (ص125).
(9) - المصدر السابق، (ص71).
(10) - إيران (ص25).
(11) - "الخاتمية" (ص80).
(12) - ص202 .
(13) - ص276 .
(14) - ص203 .
(15) - "الوطن الكويتية" 2 اكتوبر2000م .
(16) - إيران (ص32).
(17) - مقال له بعنوان "بعد 21 عاما من الانتصار كيف تستمر الثورة وتجدد شبابها ".
(18) - الطبعة الأولى عام 1997 م .
(19) - (ص17).
(20) - (ص22).
(21) - ص 73.
(22) - ص 74.
(23) - ص77.
(24) - ص79.
(25) - "وجاء دور المجوس"،( ص311).
(26) - "الحياة"  8/2/2002.
(27) - "الشرق الأوسط" 14/2/2002.
(28) - "الشرق الأوسط" 21/3/2002.
(29) - "مجلة شؤون إيرانية" عدد (17).
(30) - (ص118).
(31) - أنظر مقابله مع د.عبد الجواد الريحاني حول موضوع العلاقات الإيرانية العربية في مجلة شؤون إيرانية عدد 16 نقلاُ عن مجله إيرانية.
(32) - مجلة إطلاعات" الإيرانية 2/10/2001 عن شؤون إيرانية عدد 17.
(33) - والده الخوئي علامة الشيعة ومرجعهم المعاصر، قتل عبدالمجيد سنة 2003م على يد أتباع مقتدى الصدر بالصحن الحيدرى بمدينة كربلاء!!
(34) - "النور" عدد 125.
(35) - العدد 128.
(36) - مجلة "النور" العددان: 128و129.
(37) - راجع موقع ليلة القدر على الإنترنت مقال "جحافل الشيعة تزحف نحو معاقل السنة"، وكذلك مجلة "التوحيد" المصرية العدد الثاني سنة 1419.
(38) - مجلة الوطن العربي عدد 1026 –1/11/1996.
(39) - "الشرق الأوسط" 10/6/2001.
(40) - انظر مجلة "الأزهر" باب أخبار الأزهر وشيخ الأزهر في أعداد مايو 99 أغسطس 99 يوليو 2000 يوليو 2001 و مجلة النور عددي 122 ،123.
(41) - عدد 69 عام 1997.
(42) - مجلة "البيان" عدد 166.
(43) - ص19.
(44) - الوطن الكويتية 10/5/2001.
(45) - السياسة الكويتية مقابلة مع القلاف 13/3/2002.
(46) - الرأي العام 22/3/2002 - الوطن 23/3/2002.
(47) - الشرق الأوسط 4/6/2001.
(48) - الشرق الأوسط 10/3/2002.
(49) - راجع "حقيقة المقاومة" (ص52).
(50) - "اللواء الأردنية" 32/5/2001.
(51) - مجلة "النور" عدد 128.
(52) - المجلة 10/6/2000.
(53) - انظر تعليق د. عبد الرحيم البلوشي – من علماء السنة في إيران - على الخطة ص10.
(54) - راجع "وجاء دور المجوس" (ص 329).
(55) - "وجاء دور المجوس" (ص410).
(56) - مقال "الرافضة في الخليج"، نشر في شبكة الفجر على الانترنت.