كلنا يلحظ تغييراً في أولاده وأصدقائه لم يعهده من قبل خاصة مع ضعف جهود الدعوة الإسلامية وانشغالاتنا بأمور الحياة، كما نلمس قبول كثير ممن يحيط بنا لتحليلات سياسية واقتصادية تتصادم مع الرؤية الإسلامية، فما هو السرّ يا ترى؟ إنه الإعلام يا صديقي، حيث أصبح الإعلام اليوم ركنا أساسياً في حياة الأفراد والمجتمعات والدول، ويحتل مساحة كبيرة جداً من حيث الوقت الذي نستغرقه في التعرض للإعلام أو من حيث تأثير الإعلام بسلوكنا وأفكارنا وحياتنا أو من حيث دور الإعلام في صياغة سياسات تتحكم بنا على المستويين المحلي والعالمي. وهو أداة تنبه لها أعداؤنا قبلنا بزمن طويل واستخدموها ضدنا، ويكفي أن نعرف أن بروتوكولات حكماء صهيون تدور على أربعة محاور أساسية كلها تتعلق بالإعلام: الدعاية والتشويق، الصحافة وكيفية استغلالها، طرق تضليل الرأي العام، تنظيم التشويش العالمي. وتعبر مؤتمرات اليونسكو عن مركزية الإعلام اليوم بعبارة صريحة تقول: "يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة"، وذلك أن الإعلام المحلي المحدود قد انقرض مع انفتاح الفضاء لآلاف القنوات والإذاعات وثورة الإنترنت والميديا، وبدون وعي بالإعلام ودوره وآلياته ستكون مجتمعاتنا ضحايا سهلة له ومعصوبة الأعين. كما أن الدعوة إلى الله عز وجل تعد جزءا من منظومة الإعلام، لذلك أصبح من المحتّم على الدعاة فهم حقيقة الإعلام ودوره وكيفية تأثيره وكيف نستفيد منه لصالح الدعوة الإسلامية مع القفزات الهائلة التي تحدث فيه في زمن الإعلام الجديد.
مقدمة حول الإعلام .. واقعه وتوظيفه دعويا
2017/01/01
الرابط المختصر
Image