ابن تيمية والمغول تاريخ لم يقرأ

الرابط المختصر
Image

هذا كتاب بديع من تأليف الصديق المهندس محمد براء ياسين
ووكانت لفتة ذكية ما جاء في العنوان: تاريخ لم يقرأ!
وكم هو التاريخ الذي لم يقرأ مما يترتب عليه عدم الاعتبار والاستفادة والتحوط!

الكتاب ماتع في موضوعه واسلوبه ومنهجيته ويكشف كم تحتاج هذه المرحلة التاريخية والتي شهدت غزو المغول لبلاد الاسلام من دراسة متعمقة كونها مرت بمراحل عدة تغيرت فيها الظروف والمعطيات.
حتى اصبحت صراعا بين دولة مغولية تزعم الاسلام تغزو وتحتل بلاد مسلمة!!
وتكشف كيف تباين تعاطى وتعامل شيخ الإسلام مع الدولة المملوكية وجيوشها عبر الحروب المتعددة لها مع المغول.
فمرة يحجم عن المشاركة معهم في القتال في سنة ٦٩٩ ه لغلبة الاستغاثة الشركية والبدع على الجيش! 
ثم يشارك بعد اعوام قليلة ويجزم بالنصر له!
ورغم ادانته لما في دولة المماليك وجيشهم من معاصى وظلم وانحراف الا أنهم يعدهم الطائفة المنصورة!
وهذا يفتح الباب واسعا لبحث التطبيق العملي لشيخ الاسلام ابن تيمية لباب السياسة الشرعية، مما نحتاجه بشدة في هذا الزمان لكثرة الفساد اليوم إما بدعوى الجهاد والقتال أو التنازل بدعوى السياسة والمصلحة لدى كثير من التنظيمات الاسلامية!

الكتاب يقدم وجبة شهية لطلاب العلم والمعرفة لكنه ايضا يفتح الطريق لاسئلة كثيرة بحاجة لاجابات.

اظن لايزال القارئ اليوم يحتاج مزيدا من الشرح لماهية المغول وما الفرق بينهم وبين التتار ومتى اسلموا ومتى حسن اسلامهم
فهذه التفاصيل غائبة في بطون المراجع ولا تعرض بشكل سلسل.
واقترح الشيخ براء في طبعة قادمة اضافة بعض الخرائط ليربط القارئ بين التاريخ والجغرافيا خصوصا مع تبدل الاسماء القديمة للاماكن بأسماء جديدة، وهذا يساعد الذهن على تصور الروابط والعلاقات بشكل اسهل وأوضح.

عموما هذا الكتاب يشجعنى على مطالعة كتابين حول المغول هما:
المهول من نبأ من خدم المغول، لأبى الفضل القنوى.
دور ابن تيمية في جهاد المغول الاليخانيين، لمريم محمد بن لادن.