(السلفية العالمية)

الرابط المختصر
Image

هذا الكتاب في الأصل أوراق قدمت في مؤتمر عن السلفية بوصفها حركة عابرة للقوميات وعقد في هولندا سنة ٢٠٠٧ ثم ترجم ونشر بالعربية سنة ٢٠١٤.

وكعادة غالب الكتب الغربية عن السلفية تجد غالب الباحثين غير مسلمين وغالبا ما تكون كتاباتهم تخدم أغراض أمنية استخبارية أكثر من كونها لغايات البحث العلمي النزيه والمجرد.
ولكن الثابت الدائم أن الباحثين في السلفية سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين فهم معادون للسلفية إلا النادر النادر، وينعكس هذا بوضوح في أبحاثهم.
وهم يحاكمون السلفية لمعايير فكرية علمانية وحداثية ويقيمونها على ذلك الاساس!
فمثلا جوهر المؤتمر والكتاب هو قدرة السلفية على الانتشار (عابرة للقوميات) ويجعلون ذلك علامة خطر وتهديد!
بينما هم يمنحون أنفسهم حق عبور القوميات لدراسة السلفية في غير أوطانهم! ولمصالح أمنية!
وأيضا هم يدرسون ويفحصون السلفية لابطال مفعولها الأممي لكنهم يعطون أنفسهم حق عولمة وعبور القوميات العلمانية والديمقراطية والليبرالية والنسوية والشذوذ والالحاد باسم العدالة والحرية والتعددية....!!!

هذا نقد عام لمنهج الكتاب وغاياته هو وامثاله لكنه تميز عن غيره بسوء صياغة الاصل أو الترجمة فكثير من فقراته ركيكة غير معبرة ولا تقدم شيء مفيد.
لكن تجد فيه معلومات مبعثرة تكشف عن ضخامة جهد الباحثين الاجانب في جمع تفاصيل خلافات وصراعات ومسيرة السلفيين في البلاد وبالتأكيد مختلف الحركات الاخرى.
لعل من أهم الاشارات التي التقطتها من الكتاب هي:
أن الجاليات الاسلامية والسلفيين خصوصا في الغرب نتيجة كوارث وجرائم العنف والإرهاب الذي تقوم التنظيمات المنحرفة كالقاعدة وداعش يقع عليهم ضغط كبير جدا وبسبب عدم توفر كفاءات شرعية كبيرة وذات تجربة فإن القيادات المحلية الشابة تنزلق في مواقف كثيرة لتتخلى عن ثوابتها وهويتها السلفية وربما الاسلامية حتى!
وهذا الامر عرض في الكتاب من خلال نموذج سلفيين لندن وضغط احداث ٩/١١ عليهم، واليوم وبعد ١٣ عام نجد أن هذا الضغط يرغم سلفيين في بلاد عربية على تنازلات كبيرة لم تكن متخيلة!
مما يقتضى مبادرة العلماء الكبار لقيادة مسيرة الدعوة وترشيدها وعدم تركها للطاقات الشبابية مهما كان مخلصة ومجتهدة.