(العلمانية وسياسات الدولة اتجاه الدين)

هذا الكتاب هو اطروحة دكتوراة متميزة لباحث تركي قدمها في جامعة واشنطن وقد ترجمت بالعربية ونشرت سنة ٢٠١٢.

الرسالة تقوم على مقارنة الحالة العلمانية في أمريكا وفرنسا وتركيا والسياسات الناتجة عنها في المدارس في ستة جوانب:
* الملابس والرموز الدينية التي يرتديها طلاب المدراس الحكومية
* الشعائر الدينية وأدائها في المدارس الحكومية
* التعليم الديني في المدارس الخاصة
* التعليم الديني في المدراس الحكومية
* التمويل الحكومي للمدارس الدينية الخاصة
* أداء الصلاة داخل المدراس الحكومية

(ومرفق صورة جدول تلخص المقارنة في هذه الجوانب)

الدراسة قامت بداية بتمهيد خلاصته أن أمريكا تعد متسامحة مع الدين بخلاف فرنسا وتركيا، وأن فرنسا أكثر تسامح من تركيا!

يفسر الباحث سبب تسامح أمريكا مع الدين بسبب عدم وجود نظام سياسي قديم في أمريكا بخلاف فرنسا وتركيا، وأيضا خلو أمريكا من تحالف بين رجال الدين والنظام السياسي بخلاف تحالف الكاثوليك مع النظام الفرنسي القديم ، وارتباط العلماء ومشيخة الإسلام بالسلطنة والخلافة العثمانية.
مما جعل الثوار على النظام الفرنسي والسلطنة العثمانية يصطدمون مع حلفائهم رجال الدين فيهما.

وبخصوص كون فرنسا أكثر تسامحا من تركيا مع الدين برغم الغلو العلماني الفرنسي فيفسر الباحث ذلك بسبب الحضور الديمقراطي الفرنسى بخلاف الطابع العسكري الشمولي التركي.

بعد ذلك استعرض الباحث حالة كل دولة على حدة في قسم خاص، حيث أولا يستعرض حالة العلمانية وسياستها في الجوانب الستة، ثم يستعرض تاريخ ظهور العلمنة في هذه الدولة والصراع بين جناحي العلمنة الحازمة/المحاربة والعلمانية السلبية/التعددية، ويسرد كيفية تطور المفهوم وتبدل مواقف الحلفاء في كل طرف.

الكتاب في الحقيقة مفيد جدا وغني بالمعلومات والتحليلات ويسقط التعامل الجامد والصلب مع العلمانية بكونها كتلة مصمتة ذات طبيعة واحدة.
فيكشف عن عدم وجود لمفهوم موحد للعلمانية عند العلمانيين!
وكيف حول كثير من العلمانيين العلمانية لأيديولوجيا أو دين!
ثم الدراسة كشفت عن خرافة تلازم العلمانية بكل من:
الديمقراطية
الليبرالية
الالحاد
التعددية
الحرية
المدنية
ففي فرنسا قام العلمانيين ديمقراطيا بمحاربة حرية الفرد في لباسه!
وفي تركيا قام العلمانيين بمحاربة الديمقراطية والحرية حين عارضوا تصويت الاغلبية ٧٧% بحرية لبس الحجاب!
وفي تركيا انصار الحجاب يلجؤون للمطالبة بالحرية المطلقة في اللباس للوصول لحرية لبس الحجاب، بينما العادة أن العلمانيين هم أنصار الحرية المطلقة لتمرير ممارسة العري!!
وفي أمريكا برغم تسامحها مع اظهار رموز الدين في المدارس إلا أنها في نفس الوقت تعارض وبشدة إقامة الصلاة في المدارس.

الكتاب مهم لكل دارس لتاريخ العلمانية ومناقضتها لبعضها البعض وللفطرة الانسانية
وفصل الصراع في تركيا يكشف جوانب غائبة عن حقيقة الانجاز الذي حققه حزب العدالة والتنمية في مجال حرية التدين في تركيا، والذي لا يزال برغم ذلك لم يصل للحد الطبيعي في كثير من بلاد الإسلام، لكن ضخامة الوقاحة العلمانية العسكرية فوق كل خيال.

في الرابط يوجد صور

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=843980026012393&id=100012012105037