أكرمنى المؤلف د عزمى شافعي بإهدائى كتابه الجديد هذا فبارك الله فيه.
وموضوع الكتاب مهم في هذه المرحلة حيث يواجه المشروع الإسلامى عقبات وعراقيل ومؤامرات تستهدف القضاء عليه سواء من الأعداء في الخارج أو القوى العلمانية المتطرفة من الشيوعيين واليساريين بالدرجة الأولى ثم غلاة الليبرالية.
وأيضا يعانى المشروع الإسلامى اليوم من تخبطات وتخليطات كثير من قادة (الإسلام السياسي) سواء من أساء إدارة الأمور وتشدد وتصلب فيما لا يحسن فيه التصلب حتى نبذ من المشهد أو ممن يقدم التنازلات العقدية بلا حساب من أجل البقاء في المشهد بعد أن شاهد عاقبة (الثور الأسود)!
ولذلك كان من أهم مباحث الكتاب في ظني مبحث مركزية سيادة الشريعة في النظرية السياسية الإسلامية.
وكنت أتمنى أن المؤلف إلى جانب التنظير لما يجب أن تكون عليه النظرية السياسية الإسلامية قام بتقديم محاولة في الإجابة عن حلول سياسية إسلامية لمشاكل وأزمات العالم اليوم نتيجة النظريات السياسية العلمانية من الرأسمالية والشيوعية والليبرالية وووفي مجالات حقوق الإنسان وحقوق العمال والانتخابات ووو فلعله يبحث ذلك في كتاب قادم إن شاء الله.
وعودة لموضوع السيادة فإن (الإسلام السياسي) قد بالغ في موضوع تحكيم الشريعة والسيادة قديما لدرجة الغلو مما حدى بالشيخ أبو الحسن الندوي لانتقاد ذلك في كتابه "التفسير السياسي للإسلام في" مرأة كتابات الأستاذ أبو الأعلى المودودي والشهيد سيد قطب "
ثم أصبح هناك تراخى وتهاون فرغ الشعار من محتواه ليطابق الطرح العلماني في الحقيقة وهو ما كشف عنه د عصام المراكشي في كتابه "العلمنة من الداخل رصد تسرب التأصيلات العلمانية إلى فكر التيارات الإسلامية المعاصرة"!
وأظن أننا نحتاج باحث جاد ومنصف يقوم بدراسة تجارب مشاركة الإسلاميين في الحكم في عدد من الدول ومدى تحقيقهم لمفهومهم لحاكمية الشريعة وتطبيق شعارهم الإسلام هو الحل، على المستوى العملي والنظري.
وأين هو موطن الخلل الذي حرف المسيرة عن غايتها؟ وكيف نتجنب ذلك مستقبلا.
وفي ظني أن هذا من الأهمية بمكان حتى لا تبقى الأمور تسير بانحدار في التجارب والمحاولات القادمة.
والله أعلم