ثلاث كتب في تقويم وتقييم منهج العمل الاسلامي

الرابط المختصر
Image

في الأيام الماضية سعدت بمطالعة ثلاثة كتب للباحث النبيه أحمد الشحات وفقه الله، وكلها تدور حول محور مهم وهو تقييم وتقويم منهج العمل الإسلامي المعاصر تنظيرا وتأصيلا وتطبيقا وواقعا
الأول كتابه الفوائد الجلية في فتح مكة والحديبية نصيحة موضوعية لأبناء الحركة الإسلامية، حيث اعتمد بفطنة على مراجع معتبرة لدى غالبية الشباب الإسلامي كسيد قطب ومنير الغضبان ومحمد الغزالي محمود شيت خطاب وعلي الصلابي، لبيان دروس السيرة النبوية والمنهج المحمدي في بناء الدولة وسياسة الشأن العام.
وكانت هناك اشارات سريعة لمباينة الواقع القائم في العمل الإسلامي لدروس السيرة وعبرها!
وختم ذلك بفصل قصير عبارة عن خطاب لأبناء الحركة الإسلامية بين فيه وجهة نظره للدروس والعبر المطلوب استحضارها في العمل الدعوى ونقد مسار العنف والصدام أو المراهنة المطلقة على العمل السياسي وخاصة المشاركة البرلمانية.
الكتاب الثاني المسيرة السياسية لحزب النور، وهو كتاب ضخم ينقض كتاب حزب النور من المسجد إلى البرلمان.
هذا الكتاب في ظني مهم لكل باحث حول تجربة الإخوان والسلفيين في مصر في سنوات الثورة المصرية.
ميزة الكتاب أن لغته هادئة ويخلوا من الشتم والادعاءات يقدم وجهة نظره وأدلته وتحليله حول مواقف حزب النور وكذلك سبب تباين موقف النور عن موقف الإخوان وحزب العدالة.
ويرافق ذلك تأصيل وتنظير للعمل السياسي والجماعي من منظور سلفي يكشف الفرق بين الرؤية السلفية والإخوانية.
الكتاب سيبقى وثيقة تقدم وجهة نظر لقضية خلافية كبيرة لكن دراسته ودراسة غيره مهم جدا لتصويب مسار العمل الإسلامى المعاصر حتى لا نبقى نكرر الأخطاء سواء كانت أخطاء السلفيين أو أخطاء الاخوان، خاصة من تكشف كثير من المعلومات والحقائق اليوم مما يسمح بتكوين صورة أدق للصواب والخطأ فيما حدث.
ومما يعزز ضرورة هذه المدارسة للمختصين والمهتمين بالعمل الإسلامى مقارنة تجربة اخوان مصر وحزب العدالة بتجارب زملائهم في المغرب وتونس والجزائر والأردن والعراق واليمن ولبنان، هل هي تجارب متطابقة أم متباينة؟ ولماذا؟ وهل تعلم الإخوان الأخرون من أخطائها ؟
وأظن هذه مادة ثرية للبحث تنتظر الجادين من الباحثين (مركز الشرق الأوسط بالأردن كان اصدر كتاب فيه أوراق عمل مؤتمر عن تجارب العمل الإسلامى فيه نواة لمثل هذا المشروع).
الكتاب الثالث بعنوان كربلاء العصر رابعة بين الحقيقة والبهتان، والكتاب أيضا هو فحص وتطبيق للتأصيلات للعمل الإسلامى على أرض الواقع من خلال مقارنة ثلاثة تقارير.
الأول تقرير لقناة الجزيرة يتبنى رواية الإخوان، وتقرير لمؤسسة حقوقية رسمية يتبنى رؤية الدولة/الانقلاب، والثالث تقرير لمؤسسة حقوقية محايدة تقريبا.
والكتاب أيضا سيكون على طاولة أية باحث يرغب باستخلاص الدروس لمستقبل العمل الإسلامي بدلا من التوهان المستمر في دوامة التخوين والاسقاط بين متعصبى الطرفين.

ختاما أشكر الأستاذ الشحات على هذا المجهود الكبير والمتميز والذي رافقته في الأسبوعيين الماضيين، و سبق أن طالعت له كتابه الكبير العنف الكامن وكتاب ثورة قلم فجزاه الله خيرا.
ولا هذا يعنى عدم وجود ملاحظات وتعقبات لي وتباين في بعض وجهات النظر مع طرحه، لكن ليكن طرح الأستاذ الشحات نموذج يقتدى به شباب وانصار حزب النور: أدب جم ومعلومة موثقة، بدلا من تورط البعض في مناكفات وترديد اشاعات وشائعات وتنكب لمنهج السلف في الأسلوب أو المضمون أحيانا.