فاعلية الإصلاح (1)

الرابط المختصر
Image

فاعلية الاصلاح عند الاتجاهات الاسلامية الحديثة والمعاصرة
دراسة تقويمية

هذا كتاب جديد للدكتور سعد الكبيسي صدر عام ١٤٤٣ - ٢٠٢١ عن مكتبة الاسرة العربية باسطنبول، ويقع في ٥٥٠ صفحة.

الكتاب مهم في بابه ومنهجه خاصة في هذه المرحلة المفصلية من مسيرة الدعوة الاسلامية والتي تكاد تكون فارقة بين عهدين.

فكرة الكتاب تقوم على ضرورة وجود منهجية علمية تقيس فاعلية الاصلاح = نتائج جهد العمل الاسلامي المعاصر او الصحوة الاسلامية.
ويقصد بالفاعلية اثر ونتيجة عمل الدعوات والجماعات والاحزاب الاسلامية في الواقع وكم تحقق من اهدافها وغاياتها.
لذلك يعد الكتاب ضمن فئة الكتب المتميزة في النقد الذاتي والموضوعي للعمل الاسلامى المعاصر.
وللوصول لتصور رقمي علمي وليس انطباعات وعبارات انشائية اعتمد المؤلف المنهجية التالية:
١- بعد احصاء المؤلف ٥٤ دعوة او جماعة او حزب او تجمع اسلامي معاصر اختزلهم في ٥ اتجاهات كبري هي: الشمولية، السلفية، التربوية، السياسية، النهضوية.
وللاسف لم يجعل جدول يوضح فيه اعضاء كل اتجاه حتى تتوضح الصورة، وان كان قد نبه ان هناك نوع تداخل في تعيين بعض الجماعات او الدعوات في اتجاه محدد.
٢- ثم اختار المؤلف ٥ مجالات لفحص فاعلية الاصلاح الاسلامي = نتائج الدعوات والجماعات الاسلامية ضمن الاتجاهات الخمسة على أرض الواقع.
٣- جعل لكل مجال معيار واحد له ٦ مؤشرات ليتم قياسه وفحصه بشكل اوضح وادق، وترتيب المؤشرات بحسب الاهمية.
وبذلك تصبح خريطة او هيكلية البحث كالتالي:
المجال الاول: فاعلية قراءة واقع الاصلاح، ومعياره : الدقة.

المجال الثاني: فاعلية اهداف الاصلاح، ومعياره: الصلاحية.

المجال الثالث: فاعلية مناهج الاصلاح، ومعياره: الجدوى.

المجال الرابع: أدوات الاصلاح، ومعياره التأثير.

المجال الخامس: فاعلية التعامل مع مرجعيات الاصلاح، ومعياره: الصحة.

 وبعد استعراض المنهجية كان التطبيق العملي من خلال:
عرض مجمل للمجال
استعراض لبعض نماذج المجال فكريا وعمليا
ثم استعراض مواقف الاتجاهات الخمسة من هذه النماذج
ثم تطبيق المؤشرات عليها.
والكتاب مزود بخرائط تلخص تقسيماته، لكنها بخط صغير لا يقرأ احيانا.
والان نعرض المجال الاول: فاعلية قراءة واقع الاصلاح، ومعياره : الدقة، ومؤشراته.
حيث أن القصور في فهم وقراءة الواقع ما زالت تشكل التحدى الاكبر لاتجاهات الاصلاح بحسب المؤلف وهو مصيب في ذلك.
واورد ٨ نماذج لتوضيح مفهوم مجال قراءة الواقع هي:
أهمية فهم الواقع، أدوات فهم الواقع، مفهوم الدولة الحديثة، التحفيز الواعي (قصد التحذير من المبالغة في الحماس والعاطفة المندفعة)، القضية العراقية نموذج للتعقيد، المثالية/الخيالية والواقع، قراءة الواقع الذاتي، نظرية المؤامرة والمبالغة فيها.
وبعد توضيح هذه النماذج تم بيان مواقف الاتجاهات الاصلاحية منها وكان القصور فيها اكثر من التمام مع الاسف لدى غالب الاتجاهات على تباين فيما بينها

ثم انتقل المؤلف لفحص المؤشرات الستة لمعيار الدقة في مجال فهم وقراءة الواقع وهي:
١ - مؤشر دقة المعلومات: فتبين ان كثيرا من اتجاهات الاصلاح التي تدندن بفقه الواقع لا تملك مصادر معلومات دقيقة من مراكز بحثية او مصادر موثوقة.
وهذا الخلل سبب للخلل في بقية المؤشرات.
٢ - مؤشر دقة التحليل الذي يستحيل ان يكون دقيق مع نقص المعلومات الدقيقة اصلا.
٣- مؤشر دقة الاحتياجات والذي بدوره يقوم على دقة ما قبله من تحليل ومعلومات
٤- مؤشر دقة الاولويات والتي ستكون غير دقيقة في غياب ما سبق
٥- مؤشر دقة توازن الالويات
٦- مؤشر دقة التوصيف

بذلك يكون انتهى عرض ملخص ما كتبه المؤلف في المجال الاول حول مدى فاعلية فهم وقراءة الواقع لدى الاتجاهات الاصلاحية المعاصرة وكانت النتيجة سلبية في الغالب، وهو ما يؤكده الواقع اليوم بشكل جلى، ويتبين في كتابات واحاديث كثير من الباحثين المستقلين والمحبين للتيارات الاصلاحية كعبدالله النفيسي وهبة رؤوف.
وما لم يحرص الشباب الجديد والجيل الصاعد على حسن فهم وقراءة الواقع على أسس علمية وموضوعية فغالبا سيكرر تجارب الفشل المعاصرة.
والعجيب أن كثير ممن يدندن بفقة الواقع من الجماعات كان يرفض رؤية وتحذيرات بعض العلماء الربانيين من خطورة الانحراف في فهم الواقع ومن أمثلة ذلك مثلا اعتبار حزب الله وايران انصار للعمل الاسلامي وحليف موثوق والتهوين من ضلالهم العقدي ونفسهم الطائفي حتى كشفت سيول الدماء البريئة في لبنان والعراق وسوريا واليمن الغشاوة عن البعض، بينما البعض الاخر لا يزال سادرا في غيه وضلاله!
ونكمل لاحقا عرض المجالات الباقية