الكتاب يقوم على خلل منهجي علمي وخلل عقدي ديني وهو أنه ينكر أن التوراة كتاب تعرض للتحريف!
فالتوراة الحالية فيها معلومات وأخبار متناقضة لا يمكن أن تصدر عن الخبير العليم، وتحريف التوراة يقر به اليهود والعلمانيون وغيرهم فكيف ينكر ذلك باحث مسلم!
ففي التوراة قصة موت موسى عليه السلام، فكيف يمكن ان يكون هذا أنزل على موسى؟ وفي التوراة أن يعقوب صارع الرب فغلبه والعياذ بالله، فكيف يكون هذا الهراء وحيا وكتابا ربانيا!
أما القرآن الكريم فينص على تحريف التوراة، قال تعالى: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا".
والكتاب يقوم على فرضية لا أصل لها وهي أن العبرية لغة عربية قديمة! فيمكن قراءة التوراة بالعربية مع شيء من تحوير الأحرف! وقد أنكر عليه عدد من المختصين باللغة على حسابه في تويتر فكان الجواب هو الحظر!
وهذه فرضية من بنات أفكار المؤلف، وهو طبيب وليس عالم لغة بالمناسبة.
إذا تعارض خبر في التوراة المحرفة وخبر في القرآن الكريم والسنة فهو يقدم خبر التوراة على القرآن والسنة!
قام المؤلف بشطب كلام كل علماء المسلمين من المفسرين وشراح الحديث والفقهاء وغيرهم بحجة أنه تسرب لكلامهم الإسرائيليات، بينما هو يعتمد التوراة المحرفة أم ومصدر الإسرائيليات!
المؤلف يصل لنتائج خطيرة جدا منها تحريف النسب النبوي الشريف بحيث يجعل "عدنان" من نسل إسحاق عليه السلام وليس من نسل إسماعيل عليه السلام وهو بهذا يكذب النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو يزعم أن هاجر وإسماعيل حين بلغ عمره ١٤ غادرا مكة!
وبعد ذلك يقرر المؤلف في نهاية الكتاب أن غالبية سكان السعودية اليوم هم من نسل إسحاق ويعقوب عليهما السلام وليسوا عربا من نسل إسماعيل!
وهو يقبل مطاعن اليهود بحق داود عليه السلام بافتتانه بزوجة أحد القادة وهي تستحم ثم دبر هلاك زوجها ليتزوجها! ص ١٧٨
وهو يؤكد أن مقر دولة داود وسليمان عليهما السلام هو في مكة المكرمة، وأن الكعبة هي معبدهما وهيكلهما الأول، ص ١٨٤، ويعود في نهاية الكتاب ليقلل من شأن هذا في تعزيز مطالبة غلاة الصهاينة بمكة والكعبة.
المؤلف يجعل كل أحداث تاريخ بني إسرائيل في الجزيرة العربية، وبذكاء/خبث يفرغ الجزيرة من العرب!
المؤلف لا يتبع المنهج العلمي فهو لا يعزو كثيرا من الأقوال والمعلومات لمصدر رغم أنها مهمة! وحتى حين يستشهد بالتوراة لا يذكر النص، وحين تعود له تجد التوراة تتحدث بخلاف قوله!