هذا كتاب مهم جدا من جهة موضوعه ومن جهة كاتبه.
فهو يتناول تاريخ ضياع حيفا/ فلسطين سنة ١٩٤٨ من خلال رؤية أحد معاصرى الأحداث والمشاركين في احداثها من داخل حيفا.
أما جهة المؤلف فهو شخصية فلسطينية مركزية في الحركة العربية عموما والمؤتمر السوري العام وقضية فلسطين بشكل خاص وتنظيم الشيخ عز الدين القسام.
كما أنه من الشخصيات المتميزة اداريا واقتصاديا فقد كان مدير البنك العربي في حيفا من سنة ١٩٣٠!
وأسس العديد من الجمعيات والمؤسسات المدنية.
الكتاب يرصد تطور الحركة الوطنية في فلسطين من سنة ١٩٢٠ إلى سنة ١٩٤٩.
وبسبب علاقة الكاتب بالمفتي الحاج أمين الحسيني لمدة ٣٢ سنة، فالكتاب يدور جزء كبير منه على بيان شخصية المفتي المتميزة على الصعيد الشخصي، وبيان فشل وخلل سياساته العامة من وجهة نظر الكاتب!
حيث تكرر في الواقع أن بعض الشخصيات العظيمة (المفتي، صدام، اردغان) يمكن أن يجمع بين شخصية ومواقف وانجازات متميزة، وفي نفس الوقت يتبن سياسية كارثية في جوانب اخرى!
أيضا يتناول الكتاب تعامل الدول العربية مع حرب ومفاوضات ١٩٤٨ حيث تميزت بالاضطراب وعدم التعاون!
مما يزيد في قيمة الكتاب المقدمة الثرية والطويلة التحليلية للدكتور وليد الخالدي.
الكتاب يضيف الكثير للباحثين في القضية الفلسطينية.