المصري: قضية "التكفير" بدأت بالتطور غير الطبيعي ومطالبون بالحفاظ على مدنية الدولة

الرابط المختصر
Image
المصري: قضية "التكفير" بدأت بالتطور غير الطبيعي ومطالبون بالحفاظ على مدنية الدولة

زاد الاردن الاخباري - أخبار الأردن : أكد رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ضرورة دراسة موضوع 'التكفير'، الذي بدأ يتطور 'بشكل غير طبيعي'، لافتا إلى أن الإسلام 'لا غلو فيه ولا تطرف'. ونبه الى ان المجتمع الإسلامي 'يتفسخ بشكل كبير، وبدأت تنشأ جماعات في أكثر من دولة، تدعي إنها إسلامية، وهي غير ذلك'، مشدداً على ضرورة أن 'نحافظ على مدنية الدولة'. وبين المصري، خلال رعايته أمس لأعمال مؤتمر إقليمي بعنوان: 'التحولات السلفية: الدلالات، التداعيات، والآفاق'، نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية بالتعاون مع منظمة 'طفريدريش ايبرت' الالمانية في فندق اللاندمارك بعمان، إن 'السلفية بدأت تتطور في الآونة الأخيرة، حيث أصبح هناك تطرف في بعض الأحكام والمسارات والجماعات، كما أصبح هناك فئات تريد أن تأخذ الحكم بيدها'. وأضاف 'إننا فخورون، في الوقت نفسه، بسلفنا الصالح الذين أقاموا الدين الإسلامي القوي المعتدل، ذلك الدين الذي ينظم الأمور الحياتية كافة'، موضحاً إن السلف 'منهجه صالح ويتعامل مع مفهوم الدين بالشكل الصحيح'. وناقش سلفيون عرب واردنيون وخبراء متخصصون في الشأن السلفي، خلال المؤتمر، قضية 'التحولات الجذرية' التي شهدها التيار السلفي، في حقبة الربيع العربي، والتي تمثلت اساسا بولوج هذا التيار بوابة العمل السياسي والحزبي، والمشاركة في النقاشات الإعلامية والثقافية في المجال العام. وفي هذا السياق، قال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية الزميل محمد أبورمان أن المشاريكين في المؤتمر 'بحثوا في التحولات العميقة التي حدثت لدى التيار السلفي خلال العامين الماضيين، إذ دخلت حركات سلفية إلى مضمار العمل الحزبي والسياسي في مصر، وتبعها توجه شبيه في تونس واليمن'. وأضاف إن السلفيين 'يثيرون لغطاً وجدالاً من خلال دورهم في أحداث سورية ولبنان'. وتابع أبورمان إن المؤتمر هدف أيضاً إلى دراسة الدور السياسي الجديد للتيار السلفي في أبعاده ودلالاته وتداعياته، من خلال رصد التغيرات التي تحدث داخل التيار السلفي نفسه، أو من خلال تأثير الدور السلفي على المشهد السياسي العربي. وأوضح أن الثورات الديمقراطية العربية تمثل 'نقطة تحول تاريخية' في المسار المعاصر العام للتيارات السلفية، إذ قررت جماعات وتوجهات سلفية ولوج بوابة العمل السياسي والحزبي، والمشاركة في النقاشات الإعلامية في المجال العام. وأشار أبو رمان إلى أن التيار السلفي بصورة عامة، مع استثناءات قليلة، كان 'مستنكفاً عن المشاركة السياسية والعمل الحزبي'، مركزاً جهوده على العمل التعليمي والدعوي والتربوي، مع رفض الولوج إلى اللعبة السياسية، بذرائع ولأسباب متعددة ومختلفة. بدوره، قال مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى اشتيوي ان التيار السلفي اصبح 'لاعباً مهماً في المشهد السياسي العربي'، مضيفاً انه 'رغم تجربة هذا التيار السياسية، التي تعد حديثة، إلا أنها تستحق التوقف عندها، بحثاً ودراسة وتحليلاً'. وأوضح أن هذا المؤتمر ناقش وتدارس أبعاد الدور السياسي الجديد للتيارات السلفية وتحولاتها، خصوصاً خلال العامين الماضيين، أو في مرحلة الربيع العربي. من جهته، بين الباحث في الحركات الإسلامية أسامة شحادة، في ورقة عمل قدمها بعنوان: 'تفاعلات سلفيي الأردن مع الربيع العربي والآفاق المستقبلية'، أن السلفية في الأردن، بصورة عامة 'لا تولي الشأن السياسي أولوية، أو اهتماما لأسباب موضوعية وذاتية، لأن العملية السياسية 'لا تزال عملية هلامية، لا تأثير حقيقيا لها في الإصلاح، ويفتقد طرفا العملية (السلطة والمعارضة) إلى مشروع حقيقي أو رؤية واضحة برغم انخراطهما الكلي في اللعبة السياسية'. ورأى شحادة إن من إيجابيات الربيع العربي على سلفيي الأردن إنه أحدث 'هزة في الأوساط السلفية، ورفع بعض الحواجز' امامهم، فضلاً عن أنه أطلق مبادرات ومواقف، والتي 'لولا الربيع العربي لكانت تحتاج لأعوام كثيرة قبل حدوثها، منها، الموقف من الثورات العربية، إنشاء الجمعيات والمؤسسات السلفية، ترشح بعض السلفيين للانتخابات البرلمانية، محاولات إنشاء أحزاب، الانخراط في الشأن العام، ونمو الدور الاغاثي'. وبعد أن لفت شحادة الى أن الربيع العربي 'جاء مفاجئا للجميع'، وأن الآراء 'لا تزال تختلف حوله، بحسب الفكر والدولة والموقف والموقع الذي ينطلق منه المتحاورون'، اعتبر انه 'ليس من الغريب أن تضطرب ردة فعل السلفيين في الأردن على هذا الربيع'. وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر امس، والتي ترأسها اشتيوي، قدم كل من الباحثين في الحركات الإسلامية أحمد زغلول (من مصر) وفتحي السعيدي (من تونس) ورقتي عمل بعنوان، 'السلفيون في بلدان الربيع العربي'. فيما قدم في الجلسة الثانية، التي ترأستها ميس النوايسة من مؤسسة فريدريش ايبرت، كل من الدكتور عبد الغني عماد من لبنان، والدكتور عبد الرحمن الحاج من سورية، ورقتي عمل بعنوان: 'السلفيون في دول الأزمات العربية'. اما الجلسة الثالثة والأخيرة، التي ترأسها فراس خير الله من مؤسسة 'فريدريش ايبرت'، فقد قدم فيها كل من الباحثين في الحركات الإسلامية أسامة شحادة من الأردن ونواف القديمي من السعودية ورقتي عمل بعنوان 'السلفيين في الممالك العربية'. http://www.jordanzad.com/print.php?id=126861