متاهة وفخ الانحياز لإيران / إسرائيل – الشيعة / اليهود

الرابط المختصر
Image

لا يزال شؤم اليهود والرافضة يصيب المسلمين بشرره وضرره منذ ظهرت لهم دولة في المنطقة، فعلى الدماء والأشلاء أشادوا سلطتهم، وبالتهجير والتهديم مدوا حدودهم ونفوذهم.

ورغم صراعهم الكلامي وصراخهم العالي إلا أنهم يتناصرون على إراقة دمائنا وسلب أوطاننا، ولم يحدث بينهم اشتباك أو صراع، بل تبادلوا صفقات السلاح وتقاسموا الأدوار وفرقوا صفنا وأشغلونا بأنفسنا عن مقاومتهم ومدافعتهم، فصِرنا نتصارع نحن فيما بيننا خدمةً ونصرةً إما للشيعة وإيران وعدوانها أو خدمة ونصرة لليهود وإسرائيل واحتلالهم وإجرامهم!

وبسبب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي المشؤوم تم تبادل الشتائم والتخوين بين أنصار الإمارات وأنصار إيران، وانقسم الصف الإسلامي والعربي بين طرفين:

طرف يعادي اليهود ويحاربهم ويرفض التطبيع معهم، وأبرز مثال لذلك حركة حماس، ولكنها -كي تحارب اليهود- تزعم أنها لا يمكن أن تستغني عن دعم ومناصرة إيران والشيعة لها، ولذلك يسافر إسماعيل هنيّة رئيس الحركة إلى طهران ليعزي في فقيدها المجرم الإرهابي قاسم سليماني، الذي قتل الآلاف من المسلمين من محبي فلسطين والأقصى وهدم منازلهم ومساجدهم، ورغم ذلك يطلق عليه هنية -زورا وبهتانا- لقب شهيد القدس!

ورغم موجة الرفض الحادة لهذا التصرف الأرعن والأخرق من بعض قادة حماس وأنصارها والمقربين فضلا عن غيرهم، واصل إسماعيل هنية وحركة حماس من خلفه التقدم والتوغل في التطبيع مع إجرام الشيعة ووكلاء إيران وشرعنة كل جرائمهم وتلميع مخازيهم بزيارته قبل أيام لحسن نصر الله في بيروت وتمجيده وحزبه وتمجيد بشار الأسد وحكومته في تنكرٍ تام لدماء الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين الذين سُفكت على يد حزب الله وقوات بشار.

وعلى الهامش من تناقض حماس في قصة التطبيع أن زيارة نتنياهو لقابوس لم تمنع هنية شخصيا من السفر لتقديم العزاء فيه شخصيا، وكأن التطبيع المرفوض عند حماس هو التطبيع الذي لا تستفيد منه ماليا كتطبيع قطر أو الاستفادة منه سياسيا كتطبيع تركيا وعُمان!

وكأن محاربة اليهود تبرر لحماس ومن يناصرها تجاوز كل جرائم إيران والشيعة، وهو النهج الذي أنكره على حماس كثير من العلماء والفضلاء المناصرين لفلسطين وحماس منذ عقود، ولكن حماس –للأسف- تواصل الإعراض عن النصيحة وتكاد تنتقل من مربع الخطأ لمربع الإصرار على الخطيئة.

ويقابل هؤلاء طرف آخر يزعم أن الخطر الإيراني لا يمكن دفعه إلا بالتنازل عن قضية فلسطين والتصالح مع اليهود وإسرائيل لتكوين حلف يتصدى لعدوان الملالي وقادة طهران!

كان يتزعم هذا الطرف في السابق شخصيات علمانية، ولكن إصرار حماس ومن خلفها على إثارة مشاعر الناس بتمجيد جرائم إيران والشيعة والإشادة برموز جرائمهم ولّد ردة فعل عند بعض المتصدين للعدوان الإيراني حتى ورّطتهم في تبرير وتأييد التطبيع مع اليهود وتأجيل أو التخلي عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بدعوى أولوية محاربة العدوان الإيراني كما صرح يوسف العلاونة الفلسطيني، أو بسبب عدم عدوان اليهود المباشر على العراق كما يفعل الإيرانيون في العراق، كما قال د. طه الدليمي.

إن اليهود والرافضة شر وشؤم على كل من ظنّ فيهم خيرا فتحالَف معهم أو تعاون، فلا توجد دولة عربية أو غير عربية استفادت من التطبيع مع اليهود طيلة العقود الماضية.

وأيضا ماذا استفادت حماس وغير حماس من التطبيع مع الشيعة وإيران سوى أنها كانت جسرا عبَر عليه التشيع وممسحة لتلميع سمعة إيران الطائفية والإرهابية؟

من شؤم إيران والشيعة على حماس -لو كانت تعقل- أنها شوّهت سمعتها أولا، وأفقدتها الكثير من المصداقية ثانيا، وساهمت في شرعنة التطبيع مع اليهود لدى بعض الجمهور العربي والإسلامي كردة فعل على دعمها الأحمق للملالي.

ولكن حماقة حماس أو خيانتها لدماء الآلاف من المسلمين ليستا مبررا -بأي حال من الأحوال- لتبرير التطبيع مع اليهود وإسرائيل والتخلي عن القضية الفلسطينية كما يفعل بعض الأبواق المأجورة من الذباب الإلكتروني ولا كما فعل العلاونة والدليمي، خاصة أن تطبيع الإمارات وغيرها قريبا لا علاقة حقيقية له بمقاومة إيران ووقف عدوانها، بل هي أجندات سياسية تكاد تكون أجندة شخصية أكثر من كونها أجندة قطرية حتى!

إن المشروع اليهود الإسرائيلي والمشروع الشيعي الإيراني ليسا مشروعين متناقضين، بل هما مشروعان متنافسان ولديهما تفاهمات دائمة ومتجددة على سقف التنافس، وهو الأمر الذي يجلب لهما الأنصار والحلفاء منا.

فهل يتيقظ مقاومو اليهود والشيعة ومدافعو عدوان إسرائيل وإيران للمتاهة والفخ الذي سقطوا فيه؟