أسامة شحادة لـ "الأمة": المشروع الإيرانى الطائفي يهدد المنطقة العربية

الرابط المختصر
Image
أسامة شحادة لـ "الأمة": المشروع الإيرانى الطائفي يهدد المنطقة العربية

http://www.al-omah.com/
 
حوار مع موقع صحيفة الأمة الإلكترونية
نشر في 2015/2/22 
حوار : علي حامـد
 المشروع الإيراني في المنطقة العربية أو كما يطلق عليه "المشروع الشيعي"، صار هو الشغل الشاغل وحديث الناس بعد التقدمات التي أحرزها هذا المشروع والإختراقات في صفوف الدول والشعوب حتى أصبح القتال موجودًا في غالبية الدول العربية وأصبح يمثل تهديداً للدول التي ليس بها قتال مثل البحرين والسعودية والكويت. التقينا في جريدة الأمة بالمتخصص في الشأن الشيعي المحلل الأردني الشيخ أسامة شحادة ليحدثنا عن المشروع الإيراني وطبيعة العلاقات الإيرانية الخارجية.

- ما هي أهم أسباب التوغل الشيعي في المنطقة؟
القضية الأساسية هي خلل في الرؤيا تجاه المشروع الشيعي والإيراني من الناحية العقدية والسياسية وهذا الخلل موجود عند عدة أطراف، وهذا الخخل موجود عند عدة أطراف، موجود عند السلطات العربية التي هي بخلفية علمانية وليبرالية لا تلقي بالاً للبعد الديني والعقدي في المشروع، وهي تتعامل مع إيران على أنها نظام سياسي يمكن الوصول إلى مصالحه بسهولة التفاهم على مصالحات، بينما في الحقيقة إيران والتشيع فكر عقدي لديه قيم مختلفة للمصالح.
هو فكر يقوم علي تكفير الآخر وإقصاءه وقتله ونفيه، وهذا لا يطبق فقط على السنة إنما الشيعي الذي لا يؤمن بولاية الفقيه والذي لا ينصاع للقيادة، وقد رأينا ما فعلوا بـ "خاتمي" وما فعلوا بـ "موسوي" وبـ "أبطحي".. بشخصيات تعتبر قيادات.
ولقد رأينا كيف قام الخميني بالحجر على شريعة "المداري" وهو المرجع الذي كان أكبر من الخميني، ورأينا ما فعل الخميني بنائبه "منتظري" حين خالفه في موضوع "ولاية الفقيه". إن التشيع في إيران هو تشيع دموي تكفيري إقصائي.
- كيف ترى المشروع الإيراني؟
علينا أن نعرف جيدًا أن المشروع الإيراني يقلد بالضبط المشروع (الإسرائيلي)، فلدينا إسرائيل تقتل غزة وتقصف أبناءها ثم يخرج المتحدث باسم جيشها أنهم في حالة دفاع عن النفس.
لذا، فإيران تقلد المشروع الإسرائيلي في الإعلام وحقوق الإنسان والسياسة والإقتصاد بشكل كامل؛ وللأسف يتم ذلك في عجزنا وغيابنا.
- وماذا عن استغلال الفكر الشيعي لمطالب الشعوب؟
بالتأكيد هم يفعلون ذلك، فأمامنا العراق مثلا حيث استولوا عليها بالإنتخابات المزورة لصالح نوري المالكي على حساب إيادي علاوي الذي كان فائزًا. كذلك، هم يستخدمون أشياء كثيرة جدًا عبر شعارات فضفاضة ثم لما تمكنوا ظهرت العصا الخشنة، لكن طبعا في البداية كان الأمر بالوسائل الذكية والناعمة.
وفي لبنان مثلاً، نرى حزب الله يتمدد بوسائل يمكن أن نسمها "مدنية وإعلامية" ويقول سلاحي ضد إسرائيل وهو في الحقيقة موجه ضد النظام اللبناني وضد شركائه في الوطن من السنة والنصارى.
- الحوثي تقول "الموت لأمريكا" وفي نفس الوقت تتوددها.. ما رأيك؟
دعني أقلك: إنهم يعرفون حدود اللعبة.. يعرفون أنهم يتمددون على حساب السنة في المنطقة طالما أنهم لم يمسوا بمصالح الغرب، بل إنهم يعدون بالحفاظ على هذه المصالح وتنميتها.
لذلك، فهم يجيدون اللعب على هذه القضية والمشي بين "الفخاخ" لتحقيق مصالحهم وكفى.
- كيف تنظر إلى التحالفات الإيرانية وعلاقتها مع أمريكا؟
بداية، يجب أن نبتعد في تحليلاتنا السياسية عن "أبيض وأسود"، هناك مئات درجات الألوان بين الأسود والأبيض، يجب أن نصل إلى هذه القضية ونفهمها فالله –عز وجل- والنبي –صلى الله عليهم وسلم- أخبرونا بأن هناك اختلافات كثيرة بين المشركين، بين النصارى وبين المسلمين أنفسهم.
وقد شاهدنا الحرب العالمية الأولى والثانية بين النصارى في أنفسهم، شاهدنا حرب بريطانيا  وفوكلاند وحرب بريطانيا وفرنسا وحروب متعددة جدًا بين الثقافة الواحدة والدين الواحد.
أما من ناحية العلاقات الإيرانية الأمريكية فقد مرت بمراحل متعددة، مراحل التخادم ومراحل التعارض ومراحل صراع حقيقي ومراحل تعاون من جديد. وهنا ينبغي التنبيه على أن المنطلق الذي ينطلق منه المشروع الأمريكي تتصادم تمامًا مع المعتقدات الإيرانية. الأمريكان مثلا يؤمنون بالتعايش والديموقراطية والتعددية وكل هذه الأشياء، وهذا كله مرفوض في المشروع الإيراني فهي دولة ثيوقراطية لا تؤمن بالحوار ولا الديموقراطية ولا التعددية.
- هل ترى أن الفقر عامل أساسي في انتشار الفكر الشيعي؟ 
ليس الفقر وحده، إنما خليط من الأسباب، فلا شك أن الأسباب المعيشية كان لها دور وكذلك الخطاب الثوري البراق الجذاب للخميني وظروف الحرب مع إسرائيل لها دور، والأهم من هذا كله هي الخطة الإيرانية في تصدير الثورة وبناء مجد جديد للشيعة في المنطقة. فاستغلوا هذه الظروف وفعلوها وسيروها في الإتجاه الذي يناسب مصالحهم.
- هل يمكن تحديد بداية لتقبّل الناس للفكر الشيعي؟
وجود الشيعة في لبنان وجود قديم، بل إن شيعة لبنان العرب هم أساس نشأة الدولة الصفوية، ولذلك فإن من المغالطات التي يروجها بعض القادة والمفكرين الإسلاميين والجماعات الإسلامية أن هناك فارق بين التشيع الصفوي أو الفارسي أو الإيراني والتشيع العربي. فالدولة الشيعية لم تقم إلا على أكتاف العرب من لبنان ومن العراق من جبل عامل ومن جبل الكرك ومن العراق. هؤلاء العلماء الشيعة في لبنان هم من ذهبوا إلى الدولة الصفوية وأسسوا المذهب الصفوي، والصفويون في الأصل قبائل تركية وليست فارسية وهي في الأصل قبائل سنية وإنما تشيعت لإيجاد مبرر لخلافها وصراعها مع أبناء عمومتها من الدولة العثمانية حتي يخدع الناس أنه ليس صراع على السلطة والملك إنما هو صراع ديني.
- الحوثيون في اليمن كيف تراهم، وكيف ترى مخططهم في الخليج؟
جزء من المشكلة أن صف أهل السنة في اليمن غير موحد وسيلعب الحوثيون والإيرانيون على شق الصف وعدم التوحد لتفتيت الصف، فمثلا نرى الآن خمسة أقاليم في اليمن رافضة لانقلاب الحوثي لكن إذا دعم الحوثيون انفصال الجنوب فإن التوحد سيتفكك وتتضارب الآراء ويقف الحوثي يتفرجون على ذلك، كما فعلوا في سوريا حيث اخترعوا داعش لضرب الثورة السورية ووقف النظام السوري يتفرج على ما فعلته داعش ولم يستطع النظام نفسه لفعله.
علي اليمنين أن ينتبهوا لدروس المنطقة ويعلموا أن الحوثيين والإيرانيين عندهم أطماع لا تنتهي ولا يؤمنون بشراكة ولا حل لهم إلا العدل وإعطائهم حجمهم الحقيقي فيعاملون في كل شئ على أنهم 2% من الشعب وفقط.
- كيف تحذر الناس من المشروع الشيعي الإيراني؟
من لم يتعظ بغيره فهو مجنون. للأسف سقطت العراق فلم يتعظوا.. سقطت سوريا فلم يتعظوا.. سقطت لبنان فلم يتعظوا.. سقطت اليمن فلم يتعظوا والدور قادم للجميع. وتهديدات الشيعة للدول العربية قائمة ومعلنة وصريحة وواضحة. فإذا كان هذا كله لا يوقظ الناس ولا يوقذ السلطات والأنظمة الحاكمة فإذًا هذه أمة تستحق الموت.
نحن نعيش للأسف في مرحلة تشبه عصر التتار، كانت التتارية تأتي لجمع من الرجل وتقول لهم: "انتظروا سآتي بسكينة وأذبحكم". وهذا ما حدث، فصنعاء كانت تنتظر الموت وكثير من المحافظات غيرها مثل عمران والجوف (شمال صنعاء)، والآن القضية في تعز وفي مأرب، وأصبح أهلهم بين خيارين: هل تواصل هذه المحافظات الصمود وتقلب السحر على الساحر أم يتم التحايل عليهم وخداعهم بشعارات وطنية وسياسية ويقبلون وساطات عربية ودولية من دون ضمانات من أناس لا يرغبون في أهل السنة إلا ولا ذمة.