أسباب تفتت بلاد الشام وضياعها

الرابط المختصر
Image

 

من يطالع تاريخ بلاد الشام المعاصر ويدرس كيف تفتت لدويلات وضاعت واحتلت، يجد أن من أسباب ذلك:

١- عدم وجود قيادة واعية موحدة، وخاصة في فلسطين.

بل كان هناك تصارع على القيادة، وكان هناك انفراد بالقرار من بعض الشخصيات المركزية، بل لدرجة أن احدهم أبنائه من مساعديه لم يكونوا يعلمون عن اتصالاته واتفاقاته مع الإنجليز!

وبالمقابل كان هناك تباين بين القادة ممن هم مطلعين على الخفايا من ضعف القدرات الذاتية للعرب والمسلمين والتهديدات الإنجليزية والفرنسية، وبين القادة الذين لا يدركون تلك الأمور!

عدم معرفة كثير من القادة للمؤامرات الدولية ضدنا، والثقة بوعودهم!

أيضا كان هناك تباين بين القادة الذين عاشوا تحت الاحتلال الإنجليزي أو الفرنسي أو عاشروه في مصر أو الهند أو دول شمال أفريقيا وبين القادة الذين لم يمروا بتلك التجربة.

هذا الخلل في القيادة كان بيئة مناسبة لتغلغل الخبث الاستعماري الإنجليزي والفرنسي ولحقهم الخبث اليهودي والصهيوني لكسب واستمالة بعض القادة والشخصيات أو ضربهم بعضهم ببعض!

٢- عدم وجود جيش منظم للعرب في الشام! بل حتى الجيش الذي قاده الأمير فيصل ودخل دمشق بعد رحيل الجيش التركي التابع للاتحاديين، سرعان ما تم حله!

ولم يدرك العرب هذه الكارثة إلا حين كشفت فرنسا عن غدرها وهجمت على سوريا، فتلفت الشعب فلم يجد جيشا عربيا يتصدى للجيش الفرنسي الغادر!

وبقيت المأساة مستمرة بضعف الجيوش العربية وسيطرة الإنجليز عليها في تلك الفترة، وكانت القيادة الانجليزية هي سبب عرقلة الجنود العرب عن هزيمة وابادة اليهود في حرب ٤٨ بفلسطين!

وحين احتل الامريكان العراق في ٢٠٠٣، قاموا بحل الجيش العراقي مما تسبب في فوضى عارمة وشيوع الطائفية الشيعية بأبشع صورها.

٣- قلة السلاح عند العرب، فبينما كان الإنجليز والفرنسيين مدججين بالأسلحة مما مكنهم أصلا من هزيمة الدولة العثمانية، لم يكن لدى العرب سوى القليل من السلاح الخفيف.

ولما دعم الإنجليز هجرة اليهود لفلسطين ساعدوهم بالسماح لهم بتهريب السلاح بكميات ضخمة، ولما قرروا مغادرة فلسطين سلموهم كل سلاحهم الثقيل!

بينما كان الإنجليز يعدمون أي فلسطيني أو عربي يجدون عنده سلاح قديم أو تالف!

ولليوم لا يزال ميزان السلاح مع العرب والمسلمين ميزان خاسر ومتأخر!

من يتأمل هذه الأسباب في التاريخ، يدرك ضخامة الإنجاز الذي قامت به المقاومة في فلسطين عامة وحماس خاصة.

من وجود قيادة، وتكوين نواة جيش، وتكوين نواة صناعة عسكرية.

نعم لا يزال هناك فارق كبير بيننا وبين عدونا، لكن قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح.

نعم لا يزال هناك أخطاء عند القيادة الفلسطينية وصراعات وتفاوت بالوعي وتحالفات خاطئة، لكن الأمل بالتصحيح والتصويب، خاصة أن الفرصة اليوم أكبر مع زيادة وعي الجماهير وامكانية تحركهم بشكل إيجابي لتصحيح مسار القيادة عبر سهولة التواصل والتأثير من خلال صناعة الرأي العام.