اقرأ عن فلسطين

الرابط المختصر
Image
اقرأ عن فلسطين

العدوان الهمجي اليهودي الإسرائيلي على غزة هذه المرة كان مختلفا في نواحٍ كثيرة ومتناقضة، فمن الجهة الإيجابية كان صمود المقاومة الفلسطينية وبالتحديد كتائب القسام أول صمود عسكري للشعب الفلسطيني يحقق النصر على أرض فلسطين، وبجهد فلسطيني شبه كامل.
وأيضاً حقق هذا الصمود الخارق توحدا غير مسبوق للشعب الفلسطيني على هدف واحد هو فكّ الحصار الظالم عن غزة، كما أن المقاومة الباسلة جعلت اليهود يعيشون شيئا بسيطا مما يعانيه الشعب الفلسطيني من الخوف والرعب بسبب القصف والصواريخ، فضلا عن محاصرة اليهود في الملاجئ أو عبر إيقاف العمل بمطار تل أبيب.
أما في الجانب السلبي فهذه أول مرة تعتدي فيها إسرائيل على الفلسطينيين ولا تكترث الدول العربية بما يجري ولو على المستوى الشكلي من تداعٍ لاجتماع قمة أو وزراء الخارجية أو لقاء في الجامعة العربية، بل لأول مرة نجد أصواتا عربية وقحة تخرج علانية في وسائل الإعلام أو عبر شبكات التواصل وتجاهر بتأييد إسرائيل في عدوانها على غزة، بحجة الانتقام من حماس باعتبارها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
وللأسف فإن قطاعات من الجماهير العربية تبنّت هذا الخطاب الخائن والشائن وأصبحت تردده، مما يكشف عن أزمة حقيقية في الشارع العربي اليوم، وهي نتيجة لسياسات مقصودة عبر الإعلام والتعليم قصدت إخراج جيل ضائع تائه مشغول إما بلقمة عيشه في واقع قاس يطحنه، أو جيل لاهث خلف شهواته ونزواته في واقع استهلاكي سريع الإيقاع يمتص أموال الأغبياء ليصب في خزائن الخبثاء من صناع الموضة والصرعات والفن والإعلام والإجرام، ومن أخر كوارث هؤلاء ما جرى في "مهرجان الألوان" الذي أقيم الأسبوع الفائت في عمان في تقليد للهنود في الوقت الذي تقصف فيه غزة بالصواريخ، كانت المجاهرة بالفسق ومظاهر الإنحلال والتفلت من الإخلاق وأحكام الشريعة.
ومن هنا أصبح هناك فراغ معرفي هائل بحقيقة القضية الفلسطينية وتاريخها ومساراتها وتضحيات الفلسطينيين والعرب والمسلمين ومستقبل القضية، فضلا عن الجهل بحقيقة العدو اليهودي الإسرائيلي وأطماعه وألاعيبه وخداعه وإجرامه.
وفي ما يلي تعريف سريع بخمسة كتب مهمة في القضية الفلسطينية لمن يرغب من جيل الشباب أو غيرهم في تفهم القضية بشكل أفضل حتى يكون له موقف ودور أوضح وأنجح في حلها والعمل من أجلها.
1- كتاب "أسباب كارثة فلسطين" للحاج أمين الحسيني، مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا الفلسطينية، وقد صدرت طبعته الأولى سنة 1948 عن الهيئة العربية العليا وكان عنوانه "حقائق عن قضية فلسطين"، لكن دار الفضيلة بالقاهرة أعادت نشره قبل سنوات باسم الفصل الأخير منه.
الكتاب عبارة عن إجابات الحاج أمين الحسيني لأحد عشر سؤالاً عن خفايا القضية الفلسطينية، وهو يشكل شهادة الحاج أمين على مجريات الواقع الذي كان أحد أبرز الفاعلين فيه، وتناولت قضايا مفصلية مثل: هل باع الفلسطينيون أرضهم؟ وبيان حقيقة جهاد الشعب الفلسطيني عن فلسطين بكل ما يملك، وحقيقة المواقف البريطانية الخيانية للعرب وفلسطين والانحياز لليهود، والموقف من قرار التقسيم، والموقف الأمريكي المبكر والمؤيد لليهود ودور التيار البروتستانتي في ذلك، والأطماع الصهيونية وكيف تسلل اليهود لفلسطين، وأسباب كارثة فلسطين وكيف يمكن حلها؛ وألحق بالكتاب ملاحق ووثائق وصورا مهمة.
والكتاب يكشف عن وعي سياسي عميق ومبكر، ويوضح أولية الدور الإسلامي وريادته في قيادة القضية الفلسطينية وأنه هو التيار الوطني الحقيقي النابع من أعماق وجذور الشعب الفلسطيني، قبل نشوء التيار العلماني بمختلف تلاوينه، فالحاج أمين كان أحد تلاميذ مدرسة رشيد رضا "مدرسة الدعوة والإرشاد" في القاهرة.
2- كتاب "كيف ضاعت فلسطين" للدكتور عيسى الماضي، وقد صدر عن دار المعلا بالكويت سنة 1988، ورغم قلة صفحاته (150)، إلا أنه حلل البيئة الاقتصادية والثقافية والسياسية التي أفرزت ضياع فلسطين من أمة الإسلام، وهذا الكتاب بحق كما وصفه مؤلفه بقوله: "لعل هذا اللون من الدراسة يعد رائداً في موضوعه حيث لم أعثر على مثله فإن الذين كتبوا عن السياسة والاقتصاد والثقافة في فلسطين كانت كتابتهم منحصرة في المواضيع التي كتبوا فيها ولم يكن غرضهم بيان أثرها في ضياع فلسطين".
وقد درس د.الماضي الجوانب الاقتصادية لفلسطين قبل ضياعها من ناحية ثرواتها المتنوعة، ثم مسيرة الاقتصاد بعد الاحتلال وأثر ذلك على ترك الزراعة والأعمال اليدوية والعمل عند اليهود، ورغم أن الغاية من هذه السياسة الاستعمارية بيع الفلسطينيين للأرض بسبب الضرائب الباهضة، ولكن لم تتجاوز نسبة ما بيع لليهود 5% من أرض فلسطين، علما بأن الذين باعوا هم ملاك من سوريا ولبنان وليسوا فلسطينيين.
وفي الناحية الثقافية درس المؤلف واقع التعليم والطباعة والصحافة والأندية والجمعيات الثقافية والإذاعة والترجمة، وأيضا دور إرساليات التبشير في فلسطين وذلك كله بالمقارنة بين الفلسطينيين واليهود.
وفي الناحية السياسية تناول النظام الإداري في فلسطين زمن الدولة العثمانية، ثم ظهور المسألة الشرقية وتأثيرها على الأتراك والعرب، ودور السلطان عبد الحميد في حماية فلسطين، ثم خداع بريطانيا للعرب والشريف حسين حتى احتلت فلسطين وسلمتها لليهود.
والخلاصة المهمة أن فلسطين لن تعود إلا بزوال الأسباب التي أضاعتها، ومن هنا تأتى أهمية الكتاب والتوسع في الموضوع.
3- كتاب "بنو إسرائيل في القرآن الكريم" للدكتور محمد عبد السلام محمد، والكتاب أصدرته دار الفلاح بالكويت سنة 1988، ومعرفة حقيقة اليهود وبني إسرائيل من القرآن معرفة ضرورية ومهمة لأنها تكشف لنا حقيقة العدو الذي نواجهه، وقد رأينا أن انحراف الساسة العرب عن رؤية القرآن لليهود والتي تحذر من غدرهم وخيانتهم ونبذهم للعهود واستعلائهم واستعانتهم بالآخرين، جعلت العرب يدخلون متاهة السلام بدون أوراق قوة، ويكتفون بكلمة الشرف أو ضمانة أمريكية، فكانت النتيجة تواصل العدوان البربري بالقتل للأبرياء، وتواصل التمدد الاستيطاني بالسرقة والاغتصاب، وتواصل الحفر تحت الأقصى حتى بات مهددا بالانهيار.
استعرض الكتاب من خلال القرآن الكريم، وهو أصدق كتاب عرفته البشرية، تاريخ بني إسرائيل، لأن ما يشيع اليوم عنهم كثير منه من كذبهم وافترائهم، ولكن القرآن هو الذي يقدم الحقائق التاريخية الأكيدة عنهم عبر التاريخ من نشأتهم من زمن يعقوب/إسرائيل عليه السلام وحتى إجلاء المسلمين بني قينقاع وبني النظير عن المدينة وفتح خيبر.
ثم تناول ما عرضه القرآن الكريم عن عقائد اليهود وشريعتهم، ثم تناول قصص أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام، وختم الكتاب بإبطال مزاعمهم من كونهم شعب الله المختار وأصحاب أرض الميعاد، مع بيان صفاتهم التي وسمهم بها القرآن الكريم.
4- كتاب "وليتبروا ما علوا تتبيرا" للشيخ عمر الأشقر، وقد صدر في عمّان سنة 2010 عن دار النفائس، والكتاب يشكل ثقافة فلسطينية عامة للجيل الجديد حول قضية فلسطين، وحقيقة اليهود، وبشائر النصر القادم ودلائله.
وقد توزعت مباحثه بين عرض التآمر اليهودي لاغتصاب فلسطين، والجهود التي بذلها المسلمون في فلسطين وخارجها للدفاع عنها، وأهمية فلسطين ومكانتها في الإسلام، وتعريف الجيل الجديد باليهود وحقيقتهم، وإبطال مزاعمهم في فلسطين، وبشائر قرب عودة فلسطين للمسلمين، وطريق استرجاعها، والتي لخصها الشيخ في: الالتزام بالإسلام وأن نصبح ربانيين، والوحدة على أساس التقوى والإصلاح، وبناء القوة العسكرية الفائقة، وتولي ونصرة الله ورسوله والمؤمنين.
5- كتاب "قاموس الخداع الصهيوني" وهو كتاب مترجم عن العبرية من قبل مركز الدراسات السياسية بغزة، وأصله كتاب سمي "دليل إسرائيل 2009" أعده خبير تواصل أمريكي كان مستشارا لإدارة بوش الابن، وقد أصدرته مؤسسة "مشروع إسرائيل" التي أسستها مجموعة من السيدات، وذلك بعد اهتزاز صورة إسرائيل إعلاميا عقب عدوانها على غزة سنة 2008، وهو ما حدث اليوم أيضاً لكن للآن لا توجد جهود عربية منظمة وقوية ومدعومة من الدول العربية تعمل على استغلال تساقط سمعة إسرائيل لمحاصرتها وإضعافها سياسياً واقتصاديا.
والكتاب هو دليل عملي لأفضل الطرق للدفاع عن إسرائيل في وسائل الإعلام العالمية والعربية، وهو مخصص للساسة والدبلوماسيين والإعلاميين الإسرائيليين، وهو يكشف لنا عن عميق إدراك إسرائيل للإعلام وحاجتها للدعم الخارجي، وأن الوسيلة لذلك هو مخاطبة الرأي العام باحتراف ومهارة.
فهو يقدم مثلا 25 قاعدة للاتصال الفعال في الحديث عن قضايا إسرائيل في وسائل الإعلام بشكل عام، ثم يخصص فصلا لمعالجة كل قضية على حدة مثل: الإرهاب الفلسطيني، حماس وإيران، الجدار العازل، السلام، القدس، المستوطنات، الأطفال، الأمم المتحدة، وهكذا. 
والكتاب مفيد جدا لكل من يتحاور في الإعلام أو مباشرة مع الجمهور غير العربي لمعرفة كيفية ترويج إسرائيل لباطلها، فيتم تفكيك منطق الخطاب الصهيوني من جهة وعكس استخدامه عليهم باستخدام تكتيكاتهم الإعلامية في التعريف بحقائق القضية الفلسطينية العادلة.