المخاطر العقدية في قنوات الأطفال العربية دراسة تحليلية للمخاطر الوثنية والتنصيرية

الرابط المختصر
Image
المخاطر العقدية في قنوات الأطفال العربية دراسة تحليلية للمخاطر الوثنية والتنصيرية

أصبح التلفزيون اليوم موجّه الجيل وقدوة المجتمع، وأصبح من الشائع الاحتجاج بالتلفزيون على صدق معلومة أو صحة سلوك!
ولأن الأطفال هم أكثر الشرائح تعلقا بالتلفزيون وتأثراً بما يعرض من خلاله، قام الأستاذ الهيثم زعفان بهذه الدراسة لفحص وتحليل مضمون أشهر وأهم القنوات العربية المخصصة للأطفال مثل: إم بي سي 3، سي إن كرتون، سبيس تون، طه، وبعض برامج الأطفال الرائجة مثل (عالم سمسم).
جاءت الدراسة في 120 صفحة من القطع المتوسط وصدرت عن مركز البيان للبحوث والدراسات عام 1436هـ.
مهّد الزعفان للدراسة بالتحذير من خطر برامج التلفزيون بعامة على الأطفال بحسب توصيات الخبراء الذين كشفوا أن الطفل في عمر 11 سنة يكون قد شاهد نحو 20 ألف حالة قتل أو موت، وأكثر من 80 ألف حالة اعتداء، وأنه حتى مرحلة الثانوية العامة يكون قد قضى 14 ألف ساعة في المدرسة لكنه بالمقابل يكون قد قضى 22 ألف ساعة أمام التلفزيون!
وهذا يكشف لنا عن الموجّه الحقيقي لأبنائنا وعن الجريمة التي نرتكبها بإهمال متابعة نوعية ما يشاهدونه وكميته.
وقد أثرت هذه الصلة بالتلفزيون على الأطفال بتفضيل العزلة والانطواء، والميل للعدوانية، والزهد في القراءة والمطالعة، والولع بالاستهلاك ومتابعة الموضات مما يفقر الأسر ويفككها، وخلخلة اللغة العربية في تكوين الأطفال، ودخول عالم الجنس مبكرا ومن الباب الخطأ، وتعود الإباحية والانحلال!
في الفصل الأول عالج الباحث المخاطر الوثنية والتنصيرية على أطفال المسلمين من خلال فحص محتويات برامج الأطفال، فبرغم أن هذه القنوات في غالبها ذات صبغة علمانية وليبرالية والقليل منها تنصيري تبشيري، إلا أنها تنشر بين الأطفال أفكارا وعقائد تتناقض مع العلمنة والليبرالية، فهي تنشر العديد من الخرافات والجهالات من خلال تقديم مفاهيم وثنية للأطفال من تعدد الآلهة، وامتلاك الجمادات والأشجار لقوى خارقة، وهذا مناف للواقع والعلم والإسلام!
كما أنها تصادم الواقع والعلم حين ترسخ في أذهان الأطفال خرافة القوة المتحولة، كـ (سوبرمان) و(بات مان)، والتي أصبحت وسيلة مفضلة في الإعلانات الموجهة للأطفال!
وهذا يتناقض كلياً مع أبجديات الإسلام التي نعلمها للأطفال في الأسرة والمدرسة، ومن هنا يخرج لنا جيل مشوّه فكرياً ومفاهيمياً تجاه الدين والواقع.
أيضاً تقوم هذه القنوات وعبر برامج الأطفال بإعادة نشر خرافات وكذبات التنجيم والفلك في عقول الصغار، وترويج السحر وتجميله في عيون الصغار، عبر قصص الساحرات والمكنسة الطائرة ومؤخراً أفلام هاري بوتر، فبعد أن غابت هذه الأمور بفضل انتشار الدين الصحيح والعلم السليم، تعود العلمنة والليبرالية لنشر الخرافات!!
أما على صعيد المخاطر التنصيرية على أطفال المسلمين فنجد الكثير من برامج الأطفال -لكونها مدبلجة ومترجمة من ثقافة مسيحية-، تحتوي على الكثير من الإشادة والصور والأسماء المتعلقة بالكنيسة والصليب وبابا نويل والكريسماس، مما يتناقض مع الإسلام، فالطفل الذي أول ما يحفّظه أهله أو المسجد أو الأسرة سورة الصمد التي تتعلق بالوحدانية، يصطدم بالتثليث والتعدد والشرك عبر صور جذابة وقصص جميلة، مما يرسخ في ذهن الصغار ويحدث فيها بلبلة.
ومن هنا يأتي واجب الأسرة أولاً في رعاية عقيدة أبنائها من هذه البرامج بمقاطعتها تماماً، وبالاهتمام البالغ في ترسيخ الإيمان الصحيح في عقول وقلوب أبنائها، فهذا الواجب لن يقوم به الإعلام أو المدرسة أو حتى المسجد مع الأسف!
في الفصل الثاني تناول الباحث المضمون الشيعي لقناة طه الشيعية والمخصصة للأطفال،  ورغم أن الباحث ركز على المخاطر العقدية على أطفال المسلمين من متابعة هذه القناة ومثيلاتها من قنوات الشيعة، إلا أن هذه القنوات والبرامج تكشف لنا عن شخصية وقناعات الجيل الشيعي القادم أيضاً!
فقد تبين للباحث أن مضمون برامج الشيعة للأطفال تدور على ترسيخ العقائد الشيعية بطرق غير مباشرة ولكن شيقة وجذابة، تعتمد على حسن الصورة والشكل للأطفال المشاركين فيها وحسن الصوت، مع التركيز على مواضيع الأخلاق والوضوء والصلاة وهي ما قد يخدع كثيرا من الآباء والأمهات عن حقيقة هذه القناة.
فبرامج الأطفال الشيعية تركز على الاستغاثة بغير الله عز وجل وزيارة الأضرحة عبر أناشيد ولطميات يقوم بها أطفال صغار، مما يرسخ الشرك في أذهانهم، وتعظيم بعض الأماكن والشعارات والوسائل الشيعية كقم ومشهد من خلال الخبث الإعلامي بربط صور مكة والمدينة بمدن الشيعة، وشعارات لبيك يا حسين، والمهدي عجل الله فرجه، ورايات الشيعة وأعلامهم.
كما تقوم بشحن الأطفال بمظلومية الحسين وآل البيت عبر تقديم مسرحيات عن ذلك معتمدين على قصص مكذوبة غالبا، فيتسرب كره الصحابة رضوان الله عليهم لقلوب الصغار مع الغلو الزائد في حق آل البيت رضوان الله عليهم، وتربيتهم على الحقد على أهل السنة من خلال شعارات وأناشيد الثأر والانتقام.
ولعل من أخطر ما تبثه هذه القنوات في قلوب الأطفال، خاصة من الشيعة، التربية على العمل العسكري المليشياوي، حيث تبث أناشيد للأطفال بالزي العسكري ويقومون بحركات عسكرية مع أناشيد من نحو "إن شاء الله نكون جنودك" يخاطبون المهدي فيها، وقد رأينا جيش القدس وجيش المهدي ومدى حقدهما على المسلمين ومدى إجرامهما بحقهم فلم يتورعوا عن قتل المسلمين وتعذيبهم واغتصاب نسائهم وحرق أطفالهم.
وفي الخاتمة نبه الباحث على أن المشكلة الأساسية هي في قلة الإنتاج الإعلامي الجيد مضموناً ومستوىً والموجه للأطفال، وأن هذه الثغرة لابد من حلها، وقدم بعض التوصيات في ذلك.
والدراسة هي صرخة تحذير لكل مخلص وغيور بضرورة وقاية أطفاله وأطفال المسلمين من السم الذي يدس لهم في (عسل) التلفزيون، وأن خطر ذلك سيكون وبيلاً في المستقبل على الجيل بأكمله وليس على فئة دون أخرى، فلا بد من الوقاية أولاً بالبعد عن هذه القنوات وبرامجها، ومن العلاج ثانياً بتوفير البديل الجيد والمناسب وهذا يحتاج إلى عمل دؤوب وضخم.