المشروع الشيعي المعاصر وأسئلة المستقبل على أعتاب عقد جديد

الرابط المختصر
Image

أيام قليلة تفصلنا عن بداية العقد الثالث من الألفية الثالثة للميلاد، وبذلك تكون دولة ملالي المشروع الشيعي المعاصر تدلف لعقدها الخامس، ويصادف ذلك تبدل في الإدارة الأمريكية بانتهاء ولاية ترامب الجمهوري المناكف لدولة الملالي وقدوم بايدن الديمقراطي المتساهل مع نظام الملالي فيما يعتقد.

هذه المرحلة الجديدة تستدعي طرح بعض الأسئلة عن مستقبل المشروع الشيعي المعاصر والذي يتسم بالعدوانية المفرطة والطائفية الإرهابية.

ولكن قبل طرح الأسئلة عن المستقبل دعونا نحاول أن نلخّص المشهد اليوم والذي هو حصيلة لسنوات العقد الماضي وخصوصاً سنوات حكم ترامب.

لقد شهد العقد الثاني من الألفية الثالثة -والذي هو على وشك المغيب- اندلاع ثورات الربيع العربي والتي تورطت فيها دولة ملالي قم وطهران بدموية مفرطة حيث ارتكبت الفضائح وأبشع المجازر بشكل مباشر أو عبر وكلائها المحليين الشيعة وغير الشيعة بحق الشعوب في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، ومؤخرا ناصرت قوات حفتر في ليبيا.

وترتب على ذلك احتلال عواصم أربع دول عربية من قبل إيران وأعوانها وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهو الأمر الذي تفاخرت به قيادات إيرانية بشكل علني، وبرغم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني إلا أن إيران لم تنسحب من أي عاصمة عربية، بل ولم يسمح للسعودية بالقضاء على الإرهاب الحوثي، لأن بقاء تهديد شيعي حقيقي للسعودية والسنة عموما هو مطلب استراتيجي لكل القوى الدولية.

وبالمقابل كسبت إيران عداء قطاع واسع من الشعوب العربية والمسلمة بسبب ذلك، كما أن المشروع الشيعي المعاصر خسر ولاء ودعم قطاع لا بأس به ممن كان منخدعاً به من العلماء والمثقفين والعامة.

لكن تداعيات الصراع السياسي في المنطقة بين الأنظمة العربية والإسلامية وظهور محاور متضادة ومتصارعة (السعودية والإمارات ومصر مقابل قطر وتركيا) ساهم بتخفيف الضغط عن النظام الإيراني حيث شعر محور قطر وتركيا بالحاجة للدعم الإيراني مقابل المحور السعودي الإماراتي، ومن جهة أخرى تسببت الحرب المفتوحة من محور السعودية والإمارات على جماعة الإخوان المسلمين باصطفاف قطاع بارز من جماعات الإخوان وعلى رأسها حركة حماس في المحور الإيراني.

ونتج عن ذلك غياب الصراع الصريح مع المشروع الشيعي لصالح الحروب الأهلية والداخلية بين الدول والقوى السنية مما يشكل ربحا صافيا لمشروع الملالي.

ورافق ذلك تضييق على العمل الإسلامي السلفي الشعبي المقاوم للمشروع الشيعي لصالح الجهد العلماني الليبرالي النخبوي للتصدي لأطماع الملالي، كما أن السياسة الإماراتية المراوغة تجاه إيران حيث تتصدر مشهد التبادل التجاري معها وترفض العمل العسكري ضدها وحتى في اليمن تميل للهدنة مع الحوثيين، مما يساهم في إحباط أي عمل حقيقي ضد المشروع الشيعي، لهذا كله رجحت كفة الملالي في هذا الباب!

نعم، يواجه نظام الملالي أزمات اجتماعية واقتصادية وعسكرية تجسدت في ارتفاع حجم البطالة وتصاعد التظاهرات الغاضبة ووتراجع الناتج القومي واغتيال عدد من القيادات العسكرية البارزة في الخارج كقاسم سليماني وفخرى زادة في الداخل، لكن النظام لا يزال يسيطر على الموقف.

ويبدو أن هناك قراراً دوليا بعدم هدم دولة إيران بل تعديل سلوك النظام أو تبديله فقط كما يطالب اللوبي الإيراني في أمريكا والذي يجمع بين الإيرانيين المتأمركين القوميين وأصحاب شركات السلاح والنفط، مما يحقق مصالح استراتيجية عليا تزول مع زوال القوة الإيرانية من المنطقة.

لعل فيما سبق تلخيص مكثف لواقع المشروع الشيعي والقوى المناوئة له، ويأتي دور طرح أسئلة المستقبل لهذا المشروع الطائفي الإرهابي.

- هل ضعفت أو توقفت جهود نشر التشيع في البلاد الإسلامية في خضم تلك المنازعات والمناكفات وتراجع القوة الاقتصادية لإيران؟ وهل يتوقع اليوم رفع للعقوبات الاقتصادية أو تخفيفها على يد إدارة بايدن مما يعيد العجلة لها؟

 

- هل ستتمكن المعارضة الشعبية في داخل إيران من قلع نظام الملالى في العقد القادم؟

- مع كل ضغط إدارة ترامب لم يتزحزح الملالي عن احتلالهم للعواصم العربية، فما هو المتوقع مع تساهل إدارة بايدن؟

- وخاصة موضوع الحوثيين في اليمن هل سنشهد إجبارا للسعودية على مصالحة الحوثيين؟ وهل نقول باي باي يمن؟

- هل سنشهد مزيد من التقارب مع إيران من قبل الإمارات وقطر مع قدوم إدارة بايدن؟

- هل ستنجح مقاومة مشروع طهران الطائفي على يد مشروع علماني يقوده ليبراليون؟

- هل سيبقى الإخوان المسلمون رهينة بيد طهران بسبب خطأ منهجهم الشرعي والسياسي في تقدير المصالح وبسبب السياسات العربية الرسمية المعادية لهم؟

- ماذا تريد إدارة بايدن من نظام الملالي بالتحديد؟ وهل سيكون ذلك على حسابنا؟

- مع تورط العديد من دولنا بالتطبيع مع اليهود هل سيصبّ ذلك في مصلحة الملالى؟ وهل سيعرقل ذلك المشروع السني في مقاومة المشروع الشيعي الطائفي؟

- هل سيكون الخوف من انحياز إدارة بايدن ضد السعودية وتركيا سبباً لإنهاء القطيعة والخصام بينهما وتعاونهما ضد مشروع الملالي؟

 

هذه بعض الأسئلة التي يجب أن يفكر بها المشتغلون بمقاومة المشروع الشيعي الطائفي الإرهابي حتى يكونوا من صناع الفعل والموقف وليس صدى وردة فعل للآخرين، فقد تسبب ذلك في خسائر جمّة كسب منها الأعداء كثيراً.