اليسار الأردني يتبنى العلمانية المتوحشة ويصطف خلف الولي الفقيه الإيراني!

الرابط المختصر
Image
اليسار الأردني يتبنى العلمانية المتوحشة ويصطف خلف الولي الفقيه الإيراني!

على مدى يومين في جلسات مؤتمر "الأردن في بيئة إقليمية متغيرة" والذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسة بالتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية، كانت هناك عدة ملاحظات صارخة على حالة اليسار الأردني بمروحته المتنوعة.
فمن الواضح في جلسات المؤتمر ومن المقالات والتصريحات في الصحف قبل المؤتمر من وجود حالة هوس ونشوة عند رموز التيار بحلول فرصة سانحة لفرض رؤيتهم واعلاء صوتهم في ظل التوافق في رفض "داعش" وفكرها الإرهابي، فلماذا لا يستغل الرفاق الموجة لتقديم ما لديهم كبديل عن "داعش"، في هذه المرحلة المضطربة والمتسارعة والتي قد تكون "جمعة مشمشية" خاصة مع تصاعد الدعوات لحل سياسي في سوريا!
من هنا رأينا من يكتب تحت عنوان "من أين جائنا النقاب؟"، ورأينا حملة محمومة على المناهج المدرسية بحجة "الدعشنة"!
وفي المؤتمر سمعنا النائب د. مصطفى حمارنة ينتقد تطرف داعش وتصلب السلطة في الإصلاح السياسي بحجة الانشغال حرب داعش، ويقدم البديل عن ذلك بضرورة مزاوجة السعي في حرب داعش مع المضي في الإصلاح السياسي وإقرار المواطنة والمساواة، وضرب لذلك مثالاً بهدم الحواجز الدينية في قضايا الزواج فلا يمنع مسيحي من الزواج بمسلمة!! في دعوة صريحة ومباشرة لإهدار قيمة واحترام الشعائر الإسلامية، وكل ذلك تحت يافطة المواطنة والمساواة الكاملة، وهي في الحقيقة دعوة للعلمانية المتوحشة والإلحادية الكاملة، لإن في ذلك فتح الباب على مصراعيه لتشريع الشذوذ فيما بعد، ثم رفض أحكام المواريث الشرعية، ومن ثم نبذ احكام الطلاق والحضانة بحسب الشريعة الإسلامية، للوصول لحالة رفع وصاية الدين عن قضايا الأحوال الشخصية، وهي من أخر ما تبقي من أحكام شرعية في حياة المسلمين، وهذا هو النتاج الحقيقي لاتفاقية سيداو المطلوب منا التسليم والرضوخ لها.
الملاحظة الثانية كانت حالة الاصطفاف والتماهي اليساري مع أجندة دولة الولي الفقيه الإيراني! من الدعوة العلنية للحوار مع إيران، ومن رفض أي نقد للدور الإيراني، ومن الاعتراض على أي رؤية مخالفة لتوجهات الولي الفقيه سواء من المحاضرين أو المعقبين!!
العجيب يدعوننا للحوار مع إيران على صيغة رابح رابح، ونحن نشاهد الحوار القائم مع إيران في تركيا على تفريغ منطقة الزبداني بريف دمشق من أهله وتهجيرهم واستبدالهم بسكان شيعة من قرية الفوعة وكفريا من ريف إدلب في تنفيذ عملي لدويلة علوية، وإلا مواصلة القصف والحصار الظالم، هذا هو الحوار الرابح الرابح الذي يدعونا إليه أركان اليسار الأردني مع إيران!
الملاحظة الثالثة أن اليسار الأردني يدعونا للحوار مع إيران ووضع الأوراق على الطاولة والحوار مباشرة وجه لوجه، ولكنك تواجه بسيل من التهم المعلبة حين تعترض وتقدم وجهة نظر مخالفة ورافضة لهذا الحوار على خلفية الخبرة التاريخية بالحوار الإيراني سواء مع الغرب والذي استمر 9 سنوات مع كل أوراق الضغط الغربية، وأن إيران تعلمت من إسرائيل الكثير في كيفية تظليل المفاوضات للوصول لحالة من العدم كحال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
يا دعاة التفاوض مع إيران إلى كم ستفاوضون وما هي أوراقكم للضغط وكيف ستتجنبون المراوغة الإيرانية؟ طبعا لا جواب عندهم، لأنهم يعرفون أن المطلوب فقط تعويم إيران في الشارع العربي بعد أن سقطت إيران في نظر الشارع العربي وأصبحت أحد أكبر المجرمين في حق شعوبنا.
الملاحظة الرابعة د نبيل العتوم قدم ورقة في الجلسة الثانية من المؤتمر وتناول فيها الرؤية العربية المتخوفة من المشروع الإيراني، وعرض بالأدلة المدعمة حقيقة النوايا والممارسات الإيرانية تجاه العرب من حشو المناهج المدرسية والجامعية بالتحريض والعدوان على العرب والسنة، وتعدد مراكز القرار التي تتعمدها إيران لتمرير خطابات دبلوماسية تخدع السذج من بعضها، ومن البعض الأخر من هذه المؤسسات تنفذ أجندات عدوانية إرهابية على غرار مسلسل الخلايا النائمة في الأردن ودول الخليج والكثير من دول أفريقيا والعالم.
العجيب أن المحاضر تعرض لهجوم مباشر وصريح بأنه "يشيطن إيران" من رئيس الجهة المنظمة! والأعجب أن التغطية الصحفية لكلمة العتوم في احدى الصحف المحلية تحولت لكلمة مدح وثناء على إيران!
أما أحد مراسلي المواقع الإخبارية العربية البارزة مؤخراً فقد أسقط كلمة العتوم بالكامل من تقريره واكتفى برصد كلمة المتحدث الإيراني والمتحدث الأردني الأخر د. جواد العناني!
الملاحظة الخامسة والأخيرة أحد المتحدثين الأردنيين اعترض مرتين على زملائه المتحدثين العراقيين في جلسة الشأن العراقي لأنهم تحدثوا بتفصيل عن المشكلة السنية في العراق ودور السلطة والشارع الشيعي في حصولها!!
ونائب يساري انتقد الهجمة على إيران الآن بينما في زمن الشاه لم يكن هناك هجوم عليها، برغم أن الشاه احتل الجزر الإماراتية الثلاث كما يقول، ولا أعرف هل يعرف هذا النائب أن دولة الملالى التي يمجدها اليوم هذا النائب لا تزال تحتل الجزر بعد 35 سنة على رحيل الشاه، وترفض التحكيم الدولي والمصالحة!! وتقوم سياسة الملالى على قاعدة صهيونية بسيطة: ما تحقق في زمن الشاه لا نفرط فيه!