"تحصيل الأنس لزائر القدس"

الرابط المختصر
Image
"تحصيل الأنس لزائر القدس"

يأتى صدور كتاب "تحصيل الأنس لزائر القدس" المتعلق بالقدس في وقت تتعرض فيه مدينة القدس إلى هجمة يهودية شرسة جديدة، تحاول ابتلاع القدس وسلبها من أهلها عبر التهجير والإستيلاء والإستيطان الغاشم، والاعتداء على المسجد القصي والقدس لم يقتصر على الجانب المادي فقط بل يمتد إلى الجانب المعنوي من خلال ترويج الأكاذيب ضعف مكانة الأقصي والقدس في الإسلام بعكس مكانة القدس والهيكل في اليهودية!! وأن مكانة القدس لدى المسلمين هي من صنع الامويين فقط!!
ولما للقدس من مكانة عظيمة عند المسلمين فقد تتابع العلماء على إفراد الكتب في فضائل بيت المقدس والمسجد الأقصي، وعلى منوالهم سار ابن هشام الأنصاري في كتابه، فقد جمع فيه بعض الآيات والأحاديث والأثار في فضل المسجد الأقصي وبركته وبركة الأرض المقدسة حوله، وشد الرحال إليه، مما يوطن في النفوس حب المسجد الأقصي وحب بيت المقدس، ويربط المسلمين كافة بأولى القبلتين بروابط محكمة لاتنفك، ولذلك رغم مرور قريب من نصف قرن على احتلال القدس إلا أن أحفاد المرابطين في القدس من المغرب وافريقيا وغيرهم لا يزالون يرابطون في احيائهم المعروفة القدس القديمة برغم المعاناة التي تطالهم من اعتقال وحصار وقتل، في امتداد لمسيرة أجدادهم المرابطين والمجاهدين في القدس.
لأول مرة يطبع كتاب "تحصيل الأنس لزائر القدس" وهو من الكتب غير المعروفة لجمال الدين أبي محمد عبدالله بن هشام الأنصاري، النحوي الشهير مؤلف " قطر الندى" و "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" و"الإعراب عن قواعد الإعراب"، ومن هنا تأتي أهمية خروج هذه المخطوطة إلى عالم النور بعد مئات السنوات.
وقد قام على إخراج هذا الكتاب وضبطه وتخريجه وكتابة مقدمة مهمة حول رد شبهات المستشرقين واليهود حول المسجد الأقصى الأخوين الكريمين عيسي القدومي وخالد نواصره، وذلك عن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية.
كما نبه ابن هشام على بعض المفاهيم والسلوكيات غير الصحيحة حول القدس والمسجد الأقصي، مثل زعم بعض الناس أن دكة المؤذنين في الأقصي هي عرش بلقيسّ!! أو اجتماع البعض يوم عرفة عند الصخرة وبعضهم يطوف بها!!! وعند الغروب ينفرون ويرجعون القهقرى!! وهذا كله مما لايصح شرعاً بل هو ضلال.
ومما زاد الكتاب قيمة المقدمة الضافية والقيمة حول تفنيد مزاعم اليهود بعدم قدسية ومكانة القدس عند المسلمين، هذه المزاعم التي روجها بعض المستشرقين والباحثين اليهود، والتي اعتمدوا فيها على روايات مكذوبة ومخترعة في بعض كتب الشيعة تعتبر أن المسجد الأقصي هو مسجد في السماء!!  وخرافات تبنتها شخصيات وفرق ضالة كالقاديانية التي تزعم أن المسجد الأقصي هو في قاديان بالهند!! وبعض من القاديانيين يجعل المسجد النبوي هو المسجد الأقصي!! وهذا يوضح سبب دعم إسرائيل لإنتشار القاديانية بين الفلسطينيين.
رصدت المقدمة المسجد الأقصي في كتابات اليهود والمستشرقين، وفندت مزاعمهم نذكر منها النقاط التالية:
زعمهم أن المسجد الأقصي مسجد في السماء، وهذا قول باطل لم يعرف إلا في بعض مصادر الشيعة، وقد تبناه اليوم جعفر العاملي في كتابه"المسجد الأقصي أين" وكتابه"صحيح السيرة"، ومن الغريب أن جعفر العاملي هو ضيف دائم في قناة المنار!!
والقرآن قد نص على وجود بركة حول المسجد الأقصي فكيف بورك ما حوله وهو في السماء؟ والنبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا " أنه ثاني مسجد وضع في الأرض" فكيف يكون في السماء ؟
زعمهم أن الأمويين هم الذين روجوا أحاديث فضائل القدس والمسجد الأقصي بواسطة الإمام الزهري، نكاية في ابن الزبير!! وهذا من أبطل الباطل ففضل الأقصي والقدس ورد في القرآن الكريم أصلاً، ولم ينفرد به الأمويين أو الزهري!! كما أن الزهري لم يقابل الأمويين إلا بعد وفاة ابن الزبير !! وبعد هذا كله فإنه لم يذكر هذه الفرية إلا المؤرخ اليعقوبي وهو شيعي كاره لبنى أمية!! 
 زعمهم أن علماء الحديث أنكرو احاديث فضائل بيت المقدس، وهذه الفرية مثال عملي لخداع وخيانة اليهود والمستشرقين للبحث العلمي، فالحقيقة أن علماء الحديث لدقتهم وأمانتهم العلمية بينوا بطلان بعض الروايات في فضائل بيت المقدس لعدم استيفائها الشروط الدقيقة، ومع تعظيمهم للأقصي وبيت المقدس إلا أن هذا لا يبرر اعتماد وترويج روايات لم تثبت بشكل علمي، ففي الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة غنية عن الروايات الضعيفة والمكذوبة.
 زعمهم أن المسجد الأقصي والقدس لم يكن لهم دور في الإسلام كمركز للثقافة والحضارة، وفي هذا تجاوز على بدهيات التاريخ التي منها أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب قد قدم بنفسه من المدينة المنورة لفتح القدس، وأذن بها بلال لأول مرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سكن القدس العديد من الصحابة رضوان الله عليهم لما للقدس من مكانة ودور وقد كلف الفاروق الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنه القضاء والتعليم في بيت المقدس.
وقد تتابعت المدارس في القدس بعد ذلك حتى بلغت في بعض الحيان أكثر من ستين مدرسة، وقد عرف التاريخ الإسلامي العديد من العلماء الذي نسبوا للقدس وعرفوا باسم "المقادسة" أو "المقدسي".
زعمهم أن مكانة المسجد الأقصي والقدس كانت موضع خلاف في بداية الإسلام وأن هذه المكانة حديثة العهد، ويبطل هذا أن فضل الأقصي والقدس ذكر في القرآن، ولم يستطع هؤلاء اليهود والمستشرقين إيراد نص عن أي عالم مسلم يدل على زعمهم هذا، بل تاريخ القدس في الإسلام يبرهن على أن القدس كان يستقبل الكثير من المسلمين من مختلف البلدان للمجاورة في القدس وفي أوقات الجهاد كانت القدس وجهة كثير من المرابطين للجهاد فيه.
لقد أحسن الأخوين الكريمين عيسي القدومي وخالد نواصره في إخراج هذا الكتاب لعالم النور وتنفيد شبهات أعداء الأقصي والقدس في هذا الوقت العصيب من تاريخ القدس، من خلال الجمع بين التراث والمعاصرة لتكتمل العدة في الدفاع عن القدس.