جاء في بداية الكتاب ص 36 :
" ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ محاﺭﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﳛﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻲ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻨﻪ ﻛﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻫﺘﺔ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ، حيث ﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍلمصاﱀ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺗﻮﻧﺲ، ﺇﺫ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ، ﻭﻟﻜ ﻨﻪ ﻳﺮﻯ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﺧﻮلها ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔبحكم ﺍﻟﺪيمقرﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ تجعل ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺪﺧﻞمجلس ﺍﻷﻣﺔ".
في هذه الفقرة معلومات تاريخية وأسماء غير صحيحة! وتحليل غير سليم!
1- ففي الكويت يوجد جمعية إحياء التراث الإسلامي وليس دار إحياء التراث الإسلامي!!
2- اتهام أمريكا لجمعية احياء التراث بدعم الارهاب كان بعد احداث 11 سبتمبر سنة 2001 وقد رفضتها الحكومة الكويتية ودافعت عن الجمعية ورفضت اغلاقها!
المهم أن الجمعية وتيارها السلفي كان قد دخل العمل البرلماني من سنة 1985م أي قبل هذه الأحداث بـ 16 سنة !!!! وبذلك يكون هذا تحليل خيالي!
وكان ذلك عن اجتهاد مبكر في السياسة الشرعية من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق الذي ألف كتابه " المسلمون والعمل السياسي" والذي أحدث ضجة كبيرة بين السلفيين في كثير من البلاد ، فقد نقد الكتاب الشيخ عدنان العرعور في السودان في محاولة لصد جماعة أنصار السنة المحمدية من الدخول بالبرلمان، وعلى إثر ذلك كتب د. محمد أبو زيد مصطفى بحثا بعنوان: "المفهوم السلفي للعمل السياسي".
وهذا الاجتهاد المبكر بدخول الانتخابات والبرلمانات من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق كان محل اعتراف وتقدير من غالبية المشاركين في مؤتمر " السلفية وآفاق المستقبل" والذي نظمته مجلة البيان في تركيا سنة 2011.
ومشاركة سلفيي الكويت وإحياء التراث بالبرلمان من وقت مبكر معلومة معروفة وشائعة بين أبسط المهتمين بالحركات والتيارات الإسلامية!
وخطأ ما ورد في الكتاب يتعاظم حين نعرف أن الشيخ سفر الحوالى كانت له صلة جيدة بسلفيي الكويت وبسبب ذلك كانت الطبعة الأولى من كتابيه "العلمانية"
و"منهج الأشاعرة في العقيدة" في ثمانينيات القرن الماضي في الدار السلفية بالكويت والتابعة لتيار سلفيي إحياء التراث!!
والخلاصة مما تقدم نحن أمام خيارين:
1- أن يكون المؤلف لكتاب المسلمون والحضارة الغربية هو الشيخ سفر، لكن إما بسبب المرض والوضع الصحي للشيخ شافاه الله وعافاه أو بسبب ما يمرر له من اخبار ومعلومات ممن يساعده ويعاونه، فإن هناك أخطاء في المعلومات وهناك خلل في التحليل.
2- أن يكون الكتاب ليس للشيخ سفر أو فيه مشاركة من غير الشيخ سفر أو جمع بعض محاضرات ومجالس للشيخ مع خلطها بأشياء ليست من قلمه، وعندها تكون هذه الملاحظات السابقة بيان لمدى صحة وسلامة ثقافة من خلط كلامه بكلام الشيخ سفر!!
هذه معلومة صدمتنى في مطلع الكتاب ورأيت غيرها من تصفح سريع ومن خلال ما عرضه بعض الإخوة ولكن أظن هذه الملاحظة تكفى لعدم التسرع بالجزم بنسبة الكتاب أو متانته وتميزه!
تعقيب حول كتاب المسلمون والحضارة الغربية
2018/07/01
الرابط المختصر
Image