"ثغر المصطلح" اسم فخم لكتاب جديد مهم للجيل الحاضر
وهو هدية من المؤلف الشيخ الدكتور حمزة المجالى حفظه الله وسدده دوما.
الكتاب مجلد لطيف يدور على شرح محور من حقيقة أن كل أمة وحضارة تقوم على مقومات ثلاثة:
الدين
اللغة
التاريخ
وأن العبث بهذه المقومات يطمس هوية الأمة ويمسخ ثوابتها.
يورد المؤلف المقولة المركزية لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية : "فأصل ضلال بني آدم من الألفاظ المجلة والمعاني المشتبهة، خاصة إذا صادفت أذهانا مخبطة، فكيف إذا انضاف إلى ذلك هوى وتعصب".
من هنا ينطلق المؤلف ليوضح جانب مهم من العدوان على أمة الإسلام من ثغر المصطلح، والثغر يقصد به نقطة الحراسة على حدود البلاد التي يخشى تسلل العدو منها.
والمصطلح هو أحد أهم مكونات اللغة التي تقوم عليها الحضارة والأمة، والعبث به ينتج خلل كبير في قوة الأمة في لغتها ودينها أيضا.
وبين المؤلف أن العبث بالمصطلح يكون من خلال أربعة صور:
١- أحداث مصطلح جديد لمعنى منحرف والاحتكام له، ومثل له بمصطلحات علم الكلام (الجوهر، العرض، الجسم)، ومصطلح الإرهاب.
٢- توسيع دائرة دلالة المصطلح السليم ليشمل معاني منحرفة، ومثل له بمصطلح اليقين عند الصوفية ومصطلح الحرية عند المعاصرين من الساسة والمفكرين.
٣- تضييق دلالة المصطلح على معنى محدود لنبذ المعاني الأصح عن قصد، ومثل له بمصطلح التأويل عند المتأخرين، ومصطلح التكفير في الإعلام.
٤- استعمال مصطلح حسن لقصد خبيث، ومثل له بمصطلح التنزيه عند الأشاعرة، ومثالية الشريعة عند العلمانيين.
والمزج في الأمثلة بيم الأمثلة القديمة والحديثة والمصطلحات الشرعية والفكرية والسياسية أعطى الكتاب رونقا خاصا يوجه الأنظار لضرورة سعة الأفق في إدراك شمولية العدوان على أمة الإسلام.
جزى الله الشيخ أبو رشد على هذا الكتاب والهدية وبانتظار نتاج جديد لقلمه الرائق الرشيق.