حرب الإسلام من داخله أخطر الحروب

الرابط المختصر
Image
حرب الإسلام من داخله أخطر الحروب

"لا يقطع الشجرة إلا غصن منها" هي القاعدة التي اعتمدها كثير من الجهات عبر التاريخ لحرب الإسلام ومحاولة القضاء عليه، وطبعا فشلت كل تلك المحاولات في الماضي وستفشل بالطبع المحاولات الحالية والقادمة، ولكن مع الأسف هناك الكثير من الناس من يتورط في هذه المحاولات ويخسر روحه وإيمانه في الطريق كما أن هذه المحاولات تعرقل حركة الإسلام أحيانا أو تلحق الهزيمة ببعض أبنائه في بلد أو زمان ويكون لها أثار سلبية على المسلمين والمسلمات.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحرب الداخلية في المستقبل بكل وضوح في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان" رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتى الأئمة المضلون" أخرجه أبو نعيم وصححه الألباني.
ففي هذه الأحاديث تنبيه وتحذير من جهود المنافقين والمخادعين في استغلال الدين لمحاربته واضلال الناس عنه! وأن هؤلاء المنافقين هم من شرائح مختلفة لكن تجمعهم صفة واحدة أنهم قادة ولهم اتباع وتأثير في الناس، فمنهم علماء انحرفوا ومنهم أمراء طمعوا ومنهم عباد جهلة ومنهم اعلاميون يتكسبون، وهم بين خبثاء مدسوسين ليسوا بمسلمين أصلا ولو تظاهروا به، ومنهم مسلمين غلبوا أهوائهم على الحق المبين ومنهم مسلمين انقلبوا على أعقابهم وأصبحوا يحاربونه سرا أو علانية.
وهؤلاء الأئمة المضلين هم: (أئمة الشر) من المفكرين والفلاسفة والإعلاميين الذين نظروا للأفكار والمفاهيم المنحرفة عن الإسلام، ومن الحكام الفسدة الذين حموا ورعوا وروجوا العقائد الباطلة بل وأجبروا المسلمين
على اعتناقها، ومن التجار والسادة الذين بثوا الفواحش ونشروها عامدين قاصدين في المجتمعات الإسلامية تحت ستار الفن والموضة والتقدم والحداثة وغيرها.
ويجتمع هؤلاء جميعاً على حرب الدين والإسلام باسم الدين "يزعم أنه رسول الله"، ومن خلال توظيفهم المتقن لفنون الدعاية والإعلام "عليم اللسان"، وفي هذه المرحلة التي تكاثرت فيها الفتن على المسلم والمسلمة اليقظة والحذر والتنبه من اتباع هؤلاء الأئمة المضلين أو المنافقين الحاذقين.
ومن أمثلة ما تم في العصر الحاضر من حرب للإسلام من داخله ما يلى حتى نقارن ما تم بما سيتم حاليا وفي المستقبل:
* جماعات الغلو والتطرف والتكفير، فإن هؤلاء رفعوا راية نصرة الإسلام والدفاع عنه وحماية المسلمين، لكنهم وقعوا في طامات كثيرة بجهل أو غباء أو عمالة واختراق، فكفروا المسلمين علماء وعامة وساسة ثم قتلوهم وفجروهم وتجرأ بعضهم على استباحة الحرم المكي قبل عقود ومحاولة مهاجمة الحرم المدنى مؤخراً، ثم شوهوا صورة الإسلام بسلوكياتهم المنحرفة في التشدد والتنطع بما يخالف أحكام الشريعة، ومن ثم في عملياتهم الإرهابية والعدوانية في بلاد الإسلام ثم في دول متعددة.
* ويقابل هؤلاء جماعات وأفراد رفعت راية الإسلام والسلام لكنها في الحقيقة هدمت أصول الدين إما بنفي حجية السنة النبوية الذين يسمون أنفسهم بالقرآنيين وهم في حقيقة اتباع الأهواء الآرائكيين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، أو من نفوا الجهاد وأنكروه بالكلية ولذلك رعتهم بريطانيا في الهند أيام احتلالها ثم تطور حالهم حتى ادعى صاحبهم النبوة كالقاديانيين الأحمديين، أو الطرقيين في الجزائر الذين حرموا مقاومة الإستعمار الفرنسي وأباحو وأحلوا محاربة الفرنسين للمجاهدين والمقاومين الجزائريين!
* ومن أئمة الضلال والمنافقين عليمي اللسان كثير من الرموز العلمانية التي خاضت في أمور الشريعة الإسلامية اعتمادا على المناهج العلمانية والحداثية فطوعت الإسلام لكل قذارات الإلحاد والإباحية، فالشك في وجود الله قضية شخصية ووجهة نظر (محترمة) عندهم! والحجاب أصبح لا يزيد عن لبس السباحة النسائي! والخمر والزنا حلال! والقرآن الكريم ليس مقطوعا بصحته وسلامته!
وللأسف أن هذا أصبح متدولا بكثرة في الإعلام والصحف ويبرز أهله ويلمعون حتى اغتر بهم الشباب والشابات وأصبح له وجود بينهم باسم الإسلام العصري والتدين المستنير!
* ومن أئمة الضلال كثير من مرتدى العمائم والجبب الأزهرية زورا وبهتانا أو معتلى المنابر أمام الكاميرات وهم مزيفون لا علاقة لهم بالأزهر ولا بالدراسات الشرعية بل هم أعضاء في أحزاب شيوعية وبعضهم ترك الإسلام واعتنقد دينا آخر والآن يقدم نفسه على أنه مجدد الدين! وثالث طبيب ينتقل بين الأفكار والتيارات المنحرفة أسرع من تنقله بين شاشات الفضائيات وهؤلاء وغيرهم لا هم لهم إلا هدم الثوابت الدينية والطعن في الرموز الإسلامية والتشكيك في كل المسلمات الشرعية، وقد تبين لكل طالب للحقيقة خوائهم من الحق وبعدهم عن الصواب في المناظرات التي دخلوها مع الدعاة والعلماء الصادقين، أو من خلال الردود التي قام بها أهل الرسوخ على أباطيلهم وشبهاتهم، ولكنهم أوتوا حلاوة في اللسان وإباحة للشهوات وترويجا ودعما من فضائيات المجون والفجور، فوافق شن طبقة!
* ومن أئمة الضلال تلاعب الساسة بالدين إما برفع شعارات إسلامية براقة أو التلاعب بالمفاهيم الشرعية وتحريفها أو تصدير بعض المنحرفين كموجهين للتدين والدعوة الإسلامية.
فهذا الخميني يستخدم اسم القدس ليشكل باسمها احتفالية يوم القدس في أخر جمعة من كل رمضان ومن ثم يشكل مليشيات طائفية إرهابية باسم جيش القدس، ليعيث في بلاد الإسلام فسادا وإرهابا يتفوق على إرهاب الدواعش، ويخوض المعارك في كل البلاد إلا القدس!
وهذا جعفر النميري يدغدغ عواطف المسلمين والإسلاميين باسم تطبيق وتحكيم الشريعة لكنه يوظف ذلك لأجندة سياسية خاصة بدلا من مراعاة مصلحة الإسلام في التطبيق والتحكيم فبدأ بالحدود وطبقها على الضعفاء وتجاوز عن تطبيقها على نفسه وحكمه.
وهذا القذافي يدعى أنه رسول الصحراء الذي جاء بالكتاب الأخضر ويخطب الجمعة ويقصى العلماء ويصف مخالفيه بالزنادقة في اضلال للناس عن الحق والحقيقة، ويبدو أننا سنشهد مولد قذاذفة جد في المرحلة القريبة!
وهذا مفتى سابق يوظف لتأليب الجيش على قتل المعارضين السياسيين وإباحة دمائهم في داعشية رسمية أمام الكاميرات والفضائيات، ويتناسي هذا المفتي قوله صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله مِن قتْل رجل مسلم" رواه الترمذي والنسائي، وصحَّحه الألباني. لكن يبدو أن هذا المفتى حن لجذوره الفكرية في تنظيم شكرى مصطفي الذين كفروا كل من لم يكن معهم!
وختاماً فإن المخططات الدولية المعلنة من مراكز الدراسات الغربية والشرقية ودولة اليهود تصرح وتعلن بكل وضوح أنهم سيصنعون ويروجون إسلاما يناسبهم بين المسلمين، وأنهم سيرعون ظهور زعامات دينية وإسلامية تقود هذا الإسلام المزيف.
والعاقل الحريص على سلامته ونجاته في الدنيا والأخرة يلزمه التنبه والتثبت لمصادر تدينه وتعلمه أحكام الشريعة، فالعلماء الثقات والدعاة المخلصين متوافرين والحمد لله، لكن ما يلزم هو الجدية والحرص على التعلم من مصدر معلوم موثوق والإلتزام السليم السديد، والله حافظ دينه وناصر عباده المخلصون.