قبل أكثر من ربع قرن وربما كان في منتصف عقده الثاني كان يمر على مكتب مغلق دون المكاتب المجاورة له! ولما تساءل عن هذا المكتب وماذا يكون؟ قيل له هذا مكتب مجلة ستصدر قريباً، مما جعله في شوق للتعرف على هذه المجلة الجديدة.
فقد كان يطالع الجريدة اليومية وهو في الثالث الإبتدائي لأنه نشأ في بيت تتوفر فيه الصحف يومياً وعدد من المجلات، ذلك أن والده كان هاوياً للقراءة وفي نفس الوقت هو يعمل في مهنة طباعة الصحف والمجلات، مما جعله مغرماً بالصحافة والإعلام.
ولما افتتح المكتب ودارت عجلته وصدر العدد الأول من مجلة الفرقان كان هذا الفتى من أول المطالعين لها والمتابعين لأعدادها الشهرية قبل تحولها لمجلة أسبوعية، ولا يزال ذلك الفتى لليوم يحتفظ بالمجلد الأول من اعداد مجلته مجلة الفرقان.
في ذلك الزمن وقبل ظهور عالم الفضائيات ومن ثم الإنترنت وبعدها وسائل التواصل الاجتماعي وتحول العالم لقرية كونية، كانت مجلة الفرقان تقدم لقرائها وجبة ثمنية من التوجيهات الفكرية السلفية في زمن أوج الصحوة الإسلامية مما ساهم بقوة في ترشيد مسار قطاع كبير من الشباب الملتزم في العالم، كما أنها كانت جسراً للتعرف على كثير من العلماء والدعاة والمؤسسات العلمية والدعوية السلفية في أقطار الأرض وجهودهم العلمية والدعوية والاجتماعية والسياسية.
واليوم وبعد أن أوشك هذا الفتى على توديع عقده الرابع أصبح ذلك الفتى يكتب في مجلة الفرقان، ويترقب أعدادها بشوق دوماً، ورغم ما تعانيه الصحافة الورقية الآن من أزمات عالمية، إلا أن الفرقان بجمعها بين النسخة الورقية والنسخة الإلكترونية التي يسهل تداولها على الهواتف الذكية توصلت لمعادلة ذكية تخفف أعباءها المالية وتواصل إيصال رسالتها الإعلامية بقوة.
ومع وصول الفرقان للعدد الألف، فإن أحلام وأمنيات ذلك الفتى تجاه الفرقان لم تتوقف، فهو يأمل أن تقفز الفرقان لتصبح سابقة للحدث وصانعة للخبر من خلال تركيزها على نشر التوعية والثقافة اللازمة لترسيخ مناعة فكرية تقي من شبهات التغريب والعلمنة والإلحاد القادمة بقوة على عالمنا الإسلامي عبر ثقافة السوق والاستهلاك والتي يأججها توظيف الصورة بشكل إغرائي.
وأن تواصل الفرقان نشر الدروس والعبر من تجارب العمل الإسلامي وربط ذلك بالتطبيقات السليمة للسياسة الشرعية لوقاية شباب المسلمين من دعوات الغلو والتطرف والتي يساعد على انتشارها مناخ الظلم والفساد تجاه المسلمين والدعم الخفي لقيادات التطرف والغلو من قبل قوى إقليمية وعالمية كما نشاهد في سوريا والعراق.
وجانب ثالث آمل أن تتسع له صفحات الفرقان في أعداد الألفية الثانية وهو تقديم حلول ومقترحات لكثير من جوانب واقع المسلمين، فقد أصبح من المحتم الخروج من مربع تشخيص الأزمات إلى مربع تقديم الحلول والبدائل.
لقد كانت الفرقان عبر مسيرتها المباركة منارة علم وبركة وستبقى بإذن الله منبر علم وحكمة وتتقدم المسيرة لتقودها نحو مستقبل مشرق وغدٍ واعد بإذن الله.
حكاية فتى مع الفرقان
2019/03/01
الرابط المختصر
Image