حماس بين سندان الخوارج ومطرقة الشيعة

الرابط المختصر
Image
حماس بين سندان الخوارج ومطرقة الشيعة

تتواصل الأخبار من غزة هذه الأيام عن تحركات لمجموعات متطرفة تحمل فكراً خارجياً، وقد تصدت لها حماس بقوة، بالرغم أن هناك تقارير صحفية تتحدث عن صفقة عقدت بين حماس وهذه المجموعات تصب في صالح المجموعات المتطرفة.
وفي نفس الوقت تعاني حماس من هجوم إيراني شيعي عليها في الخارج بسبب عدم انسجامها التام مع إيران وحربها الطائفية الفاجرة في سوريا واليمن، ومن أمثلة هذا الهجوم ما شهدته حلقة برنامج (في العمق) على قناة الجزيرة التي شارك فيها ياسر الزعاترة كمقرّب من حماس ووليد المدلل من غزة، ومحمد شريعتمداري من طهران كنموذج للهجوم الإيراني الشيعي على حماس، وأيضاً يمكن الرجوع لتقدير الموقف الذي أصدره مؤخراً مركز أمية – التابع لجماعة الإخوان في سوريا- عن نية إيران تصفية حماس.
وقد نجحت إيران في ترسيخ تنظيم شيعي مسلح في غزة بشكل علني وقوي، وقد كان ذلك من خلال حركة الجهاد الإسلامي، ولكن يبدو أن إيران رأت أن تخرج من رحمها حركة أشد تشيعاً وإخلاصاً لها، فظهرت حركة الصابرين، التي تتكون من الرموز الشيعية في حركة الجهاد سابقاً وترفع شعاراً لها هو نسخة من شعار حزب الله الشيعي.
وإن كان من نصيحة نزجيها لحماس فهي: إن خطر الشيعة عليكم في غزة أشد من خطر الخوارج، فالمتطرفون في غزة عندكم ليس لهم دولة تحميهم وتدعمهم كدعم إيران للشيعة، وهم مفرّقون مشتتون بخلاف حركة الصابرين الشيعة وحركة الجهاد، وليس لهم مؤسسات إعلامية وثقافية وإغاثية كحال متشيعة غزة.
كما أن تجارب المتطرفين المختلفة تدل على سذاجة وغباء، بخلاف تجارب الشيعة التي تدل على مكر ودهاء، فها هو حزب الله يشل لبنان بل ويحتلها باسم المقاومة والممانعة! وها هم في العراق يعيثون فساداً وتطهيراً عرقياً وقتلاً طائفياً باعتبارهم الحكومة الشرعية! وها هم في اليمن يقودون انقلاباً دموياً ضد كل اليمنيين!
فالحذر الحذر من التساهل مع الشيعة في غزة، وعاملوهم معاملة الخوارج بل أشد، وإلا فأخشى أن تكون العاقبة وخيمة بهذا التغاضي عمّن أغراضه مكشوفه وأطماعه معلومة، وعندها لن تنفع الغفلة ولن تجدي الرحمة.