حول الحرس الثوري الإيراني ومليشياته المتعددة

الرابط المختصر
Image
حول الحرس الثوري الإيراني ومليشياته المتعددة

هذين الكتابين يتكاملان بعرض البنية العسكرية لنظام ملالى طهران واذنابه التخريبية في المنطقة العربية وقد صدرا قبل عام تقريبا.
الأول (المؤسسة العسكرية في إيران بين الثورة والدولة) صدر عن المعهد الدولى للدراسات الايرانية، وهو في الأصل اوراق قدمت لورشة بنفس العنوان بالرياض.
خطوط ومحاور الأوراق تدور على :
خوف نظام الملالى من جيش الشاه جعلهم يهتمون بإنشاء قوة عسكرية شعبية رديفة مع تحجيم الجيش عبر اعدام مئات القادة منه وتسريح الالاف من جنوده.
ومع الايام تشكل الحرس الثوري الذي عهد له بمهمة حماية عقيدة الثورة في الداخل من الانقلابات وفي الخارج خلال الحرب مع العراق.
هذا جعل الحرس يتضخم عدديا ويتعاظم نفوذه حتى أصبح الجيش هو الفرع والحرس هو الاصل، وهذا يتبدى بكون ميزانية الحرس تفوق الجيش كثيرا وتسليحه افضل وقياداته أكثر نفوذا وقوة.
مع انتهاء الحرب مع العراق وجه رفسنجانى الحرس الثورى لتعمير ايران بعد الحرب ليشغلهم عن السياسية ويستغلهم مما فتح لهم باب الهيمنة الاقتصادية على ايران حتى ان ما يزيد عن ٤٠ % من الاقتصاد تحت سيطرتهم وهذا اقتضى تغلغلهم السياسي لاحقا.
وبرغم ذلك فإن المرشد والذي هو القائد الاعلى للحرس يحرص على عدم جمع قوة الحرس الثوري بيد شخص سواه ولذلك لا يوجد قائد عام للحرس ولكن يوجد عدة قادة لأجنحة الحرس الثوري البرية والبحرية والاعلامية وو
ولما كان من مهمات الحرس الثوري حماية وتصدير الثورة كانت الاستراتيجية المعتمدة لذلك (عسكرة التشيع) من خلال تحويل جيش الشاه لجيش يتبنى عقيدة ولاية الفقيه الشيعي (خميني/خامنئي) وذلك داخل ايران
و في التجمعات الشيعية خارج ايران انشاء مليشيات عسكرية مسلحة.
وهذا ينقلنا للحديث عن الكتاب الثاني (الأذرع المسلحة الايرانية في المنطقة العربية) صدر عن مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات .
حيث استعرض كلا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، والحشد الشيعي بالعراق، وحزب الله في لبنان وفروعه في سوريا والعراق واليمن والبحرين والسعودية والكويت، والحوثيين، ولواء الفاطميون الافغان.
والكتاب يغلب عليه الطابع الوصفي ويكشف عن دور اي ان في تأسيسها ودعمها لتقلد أمها الحرس الثوري بالهيمنة والسيطرة، فها هو حزب الله اللباني والحشد الشيعي والحوثيين تضخموا حتى فاقوا قوة الجيش الوطني وأصبح لهم نفوذ سياسي واقتصادي كبير مما جعل الدولة في لبنان والعراق واليمن في قبض المليشيات الشيعية!
و يوضح حقيقة خطر هذه الاستراتيجية الايرانية (عسكرة التشيع) والتي تقوم على منطلقات عقدية طائفية ترهن قرار وبوصلة المجموعات الشيعية بقرار المرشد الايراني مهما تعارض مع المصالح الوطنية وحقوق شركائهم في الوطن!
الكتابين نافعين لمن يرغب بفهم ابعاد القوة العسكرية الايرانية وحجم الاضرار التي تسببت بها لدول الجوار عبر (عسكرة التشيع) وما هي الاخطار المستقبلية من بقاء هذه المليشيات حرة طليقة.
تبقى ملاحظة نقدية وهي تأخر مثل هذه الدراسات في الصدور مما يكشف عن خلل في ادراك خطر المشروع الايراني الطائفي والذي يقوده الملالى لدى المراكز البحثية الرسمية نوعا ما كالمعهد الدولى او المراكز التابعة للتيار الاسلامي كمركز الفكر.
وسبب هذا الخلل عند الجهات الرسمية والتيار الاسلامي هو عدم ادراكهم الصحيح للدور المركزي للبعد الطائفي في سياسة الملالى واطماعهم وعدوانهم تجاه دول الجوار والمنطقة.
كلما تأخر فهم مركزية البعد الطائفي لمشروع ملالى قم كلما تعرض الامن العربي والاسلامي للخطر والتهديد الشديد واصيب اصابات قاتلة وصلت لحد الان احتلال اربع عواصم عربية (بيروت بغداد دمشق صنعاء)