في استقبال ركن الإسلام الثالث

الرابط المختصر
Image
في استقبال ركن الإسلام الثالث

لم يعد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك إلا أيام معدودة ، ومعلوم أن صيام شهر رمضان هو الركن الثالث من أركان الإسلام ، و الصيام والصلاة والحج والزكاة كلها شعائر عبادية أمر الله بها جميع رسله وأنبيائه على كيفيات مختلفة ، و ذلك لغاية واحدة من جميع البشر وضحها ربنا عز وجل بقوله " كتب عليك الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، فالتقوى وهي الحرص على مرضات الله و إتقاء عقوبته هي مقصد الصيام وسائر العبادات .
ولكن الناظر في أحوال وأخبار الإستعداد لشهر رمضان لا يسره ما يجد ، فلقد بدأت الفضائيات تتسابق على إفراغ ركن الصيام من مقصوده - وهو مرضات الله وتجنب غضبه- بالإعلان عن جحافل برامج المطبخ الرمضاني!! وطوفان المسلسلات والأمسيات و المسابقات التي تمسح كل أثر للتقوى ، فهذه البرامج ( الرمضانية !!) لا تخلوا من العري الفاضح ، والشخصيات المرموقة ( كالأمين ) لا تعرض إلا مشوهة باختلاق قصص الغرام و الشذوذ لها !!
أما أجهزة أمانة عمان فتجدها مشغولة الآن بالترخيص ( للخيم الرمضانية !!) بدل منعها ، هذه الخيم التي أخذت عهداً على نفسها أن تفسد ليل الصائمين بالغناء والرقص والشيشة والإختلاط الماجن والعري المبتذل !!
وحتى يمحق الأجر لبعض الصائمين تقام موائد الإفطار بمصاحبة الغناء والرقص والمسرحيات في بعض المطاعم والفنادق !!
وكأنهم جميعاً يعملون بكل إخلاص لمنع وصول التقوى لقلوب الصائمين ، ولولا أن رواد هذه الأماكن يأكلون بشراهة مسجون لسنين لقلت إنهم يمارسون الروجيم بمصاحبة الموسيقي !!
ومع كل هذه الجهود في إفساد شهر رمضان على الصائمين ، يحبطك أنك لا تسمع عن جهود الأجهزة الرسمية المعنية بهذا الشهر كوزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء ودائرة قاضي القضاة ، سوى لجنة رصد الهلال وهي خطوة في الإتجاه الصحيح .
ففي رمضان هناك إقبال كبير الناس على عمل الخير وترك بعض السلوكيات الضارة ، فلماذا لا تستغل المؤسسات الرسمية إقبال الناس على الخير فتعقد لهم الندوات واللقاءات والمنشورات حول مكافحة التدخين والمخدرات أو تحسين وتطوير العلاقات الأسرية بين الأزواج وبين الأباء والأبناء وكذلك حول قضايا الفراغ والتسول وبناء الأهداف السامية والجدية في التحصيل الدراسي للطلاب والجدية في حياة الطلبة الجامعيين وغير هذه القضايا المهمة لمجتمعنا .
لتفعل المجالس الهاشمية التي تقيمها وزارة الأوقاف سنوياً فلا تقتصر على النخبة وأئمة المساجد ، فتوسع دائرتها لتشمل قطاعات اوسع من المجتمع من خلال عقد المحاضرات العامة للضيوف في المساجد الكبرى بعد صلاة العصر وفي استراحة صلاة التراويح ، وكذلك من خلال إستضافة رموز دعوية مشهورة تحسن خطاب الجمهور و تنأسر لخطاب النخبة والعلماء فقط .
شهر رمضان فرصة عظيمة لكسب الحسنات ومحو السيئات وتحسين السلوك والرقي بالنفس والروح ، يعزز روح الجماعة ويحارب الأنانية  يقرب الغني من الفقير والعبد من الرب ، وذلك لمن أحسن استغلال هذا الشهر الكريم ، وهذه بعض الأفكار والمقترحات لأحسن استغلال لشهر رمضان وكسب أعظم الدرجات والحسنات بإذن الله :
رمضان شهر القرآن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن فيه ، فليكن لك برنامج لدراسة القرآن بقراءة التفسير في رمضان وهذا ممكن وسهل ، أو بقراءة بعض كتب علوم القرآن ، ولذلك ابداء بتحديد ما تود دراسته .
رمضان فرصة للتركيزعلى الصلاة فحدد لك هدفاً محدداً  كصلاة الجماعة سائر الصلوات أو قيام سائر ليالي رمضان مع الإمام لتحصل على أجر   أو خطط لقيام العشر الأواخر .
نسق لدعوة بعض الفقراء أو الأيتام لطعام الإفطار في منزلك ، " فشر الطعام طعام الوليمة يدعا له الأغنياء ويترك الفقراء " .
خطط للتخلص بعض السلوكيات التي تزعجك ، كالتهاون في الصلاة أو شرب الدخان أو ضياع الأوقات ...
رتب أمورك للاستعداد لرمضان بتغيير مواعيد نومك وطعامك ، وراجع معلوماتك عن احكام الصيام ، وطالع بعض الكتب المحفزة على استغلال شهر رمضان ،استمع للمحاضرات المتعلقة بشهر رمضان .
ابحث في شبكة الإنترنت عن المواقع والمواضيع المتعلقة برمضان .
قيم تجاربك الماضية في شهر رمضان ماهي الإنجازات التي حققتها ، وما هي الفرص التي ضاعت عليك وبناء عليها ضع خطتك لهذه السنة .
ابحث عن أعمال الخير المتنوعة واختر منها ما يناسبك في المجالات المالية والعلمية والإجتماعية .
هيء أسرتك واصدقائك لقدوم شهر رمضان ، وضعوا برنامج مشترك كمراحعة أحكام رمضان ، ومسابقة في حفظ أو تفسير القرآن أو الذهاب لصلاة التراويح معاً أو قيام بخدمة فقراء الحي .
وزع بعض الأشرطة والكتيبات الصغيرة حول رمضان على معارفك .
هذه بعض الأفكار التي يمكنك القيام بها وهناك الكثير غيرها مما يمكنك أنت ابتكاره ، فالمهم هو حصولك على تقوى الله في هذا الموسم الكريم .