من المعلوم أن كره العرب بدء مع ظاهرة الشعوبية بعد عهد الفتوحات الإسلامية حيث بدأت بمطالبة بعض الأقوام بالمساواة مع العرب ثم تمخضت عن مبدأ كره العرب والحط من شأنهم وتمجيد الفرس والإعلاء من قدرهم.
ثم اندمجت الشعوبية في التشيع واخترعوا الكثير من الروايات الباطلة في مدح الفرس وذم العرب! علما أن التشيع يزعم نصرة آل البيت وهم قلب العرب!!
ومع مجيء الصفويين زادت هذه الجرعة في الموروث الشيعي الروائي طالما أن الكذب هو عمدة التشيع في بناء أفكاره.
وقد انعكس هذا الكره للعرب على عموم المجتمع الايراني بفضل الإلزام الطائفي الصفوي لكافة المجتمع بالجبر والإكراه.
وفي العصر الحديث ظهر رافد جديد يغذي كره العرب في المجتمع الإيراني وهو الرافد العلماني القومي والذي تبناه الفرس الزرادشت بدعم وتوجيه من الاحتلال البريطانى وجمهور المستشرقين والألمان على وجه الخصوص.
حيث تم ابتداع فكرة مجموعة اللغات الهندو-اوربية ومنها الفارسية كعائلة لغوية من أصل لغوي مشترك، وفكرة الجنس الآري الأبيض المتفوق والذي يجمع الفرس والهنود والأوربيين معا!
ومن هنا تم اختراع تاريخ عظيم ومذهل لفارس الزرادشتية سابق على الإسلام الذي جاء فتسبب بانحطاط فارس!
وتلقف الفكرة عدد من الزرادشتيين الهنود الذين رحلوا لإيران وتعاونوا مع انجلترا في إعادة نفوذ الزرادشت وبث أمجاد إيران القديمة والحط من شأن الإسلام، ولتجنب الصدام المباشر مع الإسلام جعلوا علة تخلف وانحطاط فارس الغزو العربي!
ومن هنا قامت جهود ضخمة باسم القومية الإيرانية الآرية لترسيخ مجد فارس الزرادشتية والحط من شأن العرب = الإسلام وكان ظهور دولة الشاه داعم لهذه الكراهية بتغيير مناهج التعليم ودعم رموز هذه الحركة.
وبذلك اجتمع التيار الديني والعلماني على بث كراهية العرب بين الايرانيين الاريين والذين هم الفرس والبلوش والاكراد!
هذه خلاصة كتاب (الاخر العربي في الفكر الإيراني الحديث) الذي وثق بداية هذه الحركة وجذورها ورموزها ونماذج من أعمالها.