واجب الوقت

الرابط المختصر
Image

كان بعض الصوفية يلجأون لمقاومة هجوم الغزاة على بلاد الاسلام بعقد مجالس لقراءة البخارى في المساجد.
وعلى جلالة قد البخاري إلا أن ذلك لا يصلح لصد العدوان والغزو.
واليوم نشهد حالة غزو إعلامى على الإسلام بعامة ومنهج أهل السنة بخاصة من العلمانيين والمبتدعة، وذلك من خلال حوارات وبرامج ومسلسلات تخاطب عامة الناس من غير الملتزمين وبأسلوب بسيط ومباشر.
ويتصدى لهم أفاضل من العلماء والدعاة وطلبة العلم، لكن يلاحظ على تلك الجهود او بعضها ما يلى:
الشبهات تلقى على قطاع واسع من الناس غير الملتزمين بينما الردود تنتشر في أوساط السلفيين وطلبة العلم!
الشبهات قصيرة ومركزة وواضحة في لغتها حيث تستخدم اللغة الدارجة والمفاهيم الشعبية بينما الردود طويلة وعلى حلقات وبلغة علمية تأصيلية لا تناسب عامة الناس وتبتعد عن قوله صلى الله عليه وسلم "حولها ندندن"!
الشبهات تخاطب عواطف الناس وترتكز على الاقناع العقلى ولو بالباطل بينما الردود قد تكون جافة باردة تقتصر على سرد الادلة النقلية دون مخاطبة للعواطف ولا اقناع عقلى برغم توافق صحيح المنقول مع صريح المعقول!
كثير من دعاة الفتنة وملقى الشبهات في الاعلام يمتلك خبرة اعلامية بفنون الالقاء الاعلامى "ان من البيان لسحرا" بينما الردود تستند لخبرة خطب الجمعة التقليدية!

من الحلول المطلوبة:
- تعلم فنون التأثير الاعلامي 
- تفعيل الجانب العاطفي والعقلانى في خطابنا الاعلامى 
- التركيز في التواصل مع عامة الناس بالدعوة والارشاد ومع الملتزمين بالتعليم والتربية
- السعى بنفس طويل لدخول المعترك الاعلامى(صحف اذاعات قنوات) من قبل بعض الافاضل.
- ان نسبق الخصم بالدعوة للعامة وتوضيح المشكلات بيسر قبل نشر الشبهات، والتحول من ردة الفعل للفعل ومن الدفاع للهجوم.

واخيرا لعل رسائل الائمة ابن حنبل ك (الرد على الزنادقة) وابن تيمية (الحموية والواسطية) وابن عبد الوهاب (الاصول الثلاث والمسائل الاربعة)  والالبانى (منزلة السنة) كلها رسائل صغيرة وقصيرة وسهلة ومباشرة لكنها زلزلت الأرض وكانت فعل مبادر فرضت على الخصوم موقف الدفاع وحازت العامة لصف اهل السنة وهذا واضح في مدى انتشار  وقبول الحق.
فاليوم نحتاج العودة للفعل والمبادرة وتجنب ردات الفعل الناقصة وغير التامة