وماذا أعددت لها؟

الرابط المختصر
Image
وماذا أعددت لها؟

روى الإمامين البخاري ومسلم عن أنس بن مالك، أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، قال عليه السلام: «أنت مع مَنْ أحببت».
وأحب أن أتوقف هنا مع الجواب الأول للنبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي "وماذا أعددت لها؟"، لأن هذا الجواب يشكل قاعدة ومنطلق في التفكير والاستراتيجية أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لها الأعرابي وللصحابة الحاضرين ويسمعون الحوار.
فالساعة وهي يوم القيامة وهي جزء من عالم الغيب والذي يعد الإيمان به ركن أصيل من أركان الإيمان، ولذلك فإن المهم هو الاستعداد والعمل بموجب هذا الإيمان، أما السؤال والانشغال بجزئيات لا تقدم ولا تأخر فلا فائدة منه.
ولذلك عكس عليه النبي صلى الله عليه وسلم السؤال "وماذا أعددت لها؟"، لأن هذا هو المهم والنافع والمفيد، أن تعد وتعمل وتجتهد للنجاح يوم القيامة، وإلا ما الفائدة من الإيمان بالساعة والقيامة ومعرفة موعدها، ثم لا يكون هناك استعداد ولا عمل ولا مبادرة للنجاح والتفوق فيها ؟
وهذا حالنا اليوم، فنحن نوقن أن الساعة قادمة والموت لن يترك أحداُ فهل زرعنا اليوم لنحصد في الغد، فالدنيا مزرعة الآخرة؟
وحتى على المستوى الدنيوي، نحن اليوم نواجه تحديات خطيرة على مستوى الأسرة التي تحاربها الأفلام والمسلسلات والروايات وتعمل على تحطيمها تماهياً مع قيم الحداثة العلمانية والماركسية المتوحشة، فتنهال على الأسرة طوفان المسلسلات والأفلام والروايات تحقر شأن الأسرة وتدعوا للانفتاح والتحرر من قيود الأسرة وتدعوا للمشاعية الجنسية وتعمل على فرض قوانيين دولية تحت مظلة اتفاقيات سيداو تقر الشذوذ والإباحية. فماذا أعددنا لحماية أسرنا ؟
ونحن نواجه تحديات نحو حرف الشباب إما إلى اللهو واللغو والتفاهات والموبقات، وإما إلى التطرف والغلو والإرهاب، فماذا أعددنا لحماية شبابنا من ذلك ؟
ونحن نواجه تحديات طائفية ترعاها إيران عبر وكلائها في كافة البلاد، ولن ترحمنا كما لم ترحم أهل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت والسعودية وإيران نفسها، فماذا أعددنا لذلك ؟
"ماذا أعددت لها؟" استراتيجية نبوية وسنة شريفة من تمسك بها نجا في دنياه وأخرته، فهل نعد ونعمل كما طلب منا النبي صلى الله عليه وسلم ؟