10 مخاطر للانفتاح العربي السياسي على إيران

الرابط المختصر
Image
10 مخاطر للانفتاح العربي السياسي على إيران

بعد انفضاح طائفية ووحشية النظام الإيراني في الثورة السورية، وسقوط مسرحية التقريب بين السنة والشيعة، لجأت إيران إلى بعض الخطوات لتستدرك بها شعبيتها ومكاسبها السابقة التي بنتها على شعارات المقاومة والممانعة والوحدة الإسلامية.
من هذه الخطوات: استبدال مؤتمرات التقريب بمؤتمرات الصحوة الإسلامية، لتحاول التواصل مع بعض الجماعات السنية والشخصيات الهامشية لخلق دعاية نفوذ وقوة لإيران بأنها هي راعية الصحوة الإسلامية، هذا على المستوى الشعبي والحركات الإسلامية.
أما على مستوى الدول والحكومات، فقد لجأت إيران مع تبديل الواجهة الرئاسية بروحاني بدلا من نجاد، إلى الترويج لمصالحة وتحالف بين إيران وجيرانها والعالم في وجه الإرهاب (السني/ الوهابي/ القاعدي)!
والغريب أن إيران تمارس الإرهاب هي ووكلاؤها في العراق وسوريا ولبنان، وهم في هذه اللحظة التاريخية قد انكشف للعالم أجمع أنهم أبرع مَن تلاعب بورقة القاعدة طوال عقد كامل، عبر احتواء قياداتهم في طهران، وتسهيل مرورهم من دمشق للعراق، ومن ثم تسهيل هروبهم المتكرر من سجون العراق، ومن ثم تسهيل مرورهم لسوريا، ومن ثم تجنب قصف مواقعهم من قبل جيشي بشار والمالكي، وحين قُبض على ماجد الماجد، أحد قيادات كتائب عبدالله عزام، في بيروت، مات في السجن خلال يومين قبل أن يفضح الأسرار، لهذا كله ما عادات حكاية عداء القاعدة وإيران أو إيران والقاعدة تنطلي على أحد.
المهم أن إيران اليوم ترسل رسائل إيجابية تجاه العديد من الدول العربية، فهي قد نجحت في إعادة العلاقات مع المغرب بعد قطيعة دامت عدة سنوات بسبب سياسات إيران في دعم التشيع في المغرب وجبهة البوليساريو والاضطرابات في البحرين.
وهي تسعى جاهدة لتقوية علاقاتها بالأردن، عبر التلويح له بجزرة البترول والغاز إن كان من إيران أو العراق، ولا يزال ساسة إيران يرسلون رسائل الود والانفتتاح على الأردن، لدرجة المبالغة الفجة بأن العلاقة بآل البيت تجمع بين النظامين الإيراني والأردني، وهي كذبة مفضوحة، فإيران والشيعة لا يقدّرون ولا يحترمون الفرع الحسني من آل البيت الذي تنتسب له العائلة الهاشمية في الأردن، كما أن الأردن يفتخر بسنيته وعروبته القرشية التي تسعى إيران بكل طاقتها لهدمهما، ولإدراك الملك الراحل الحسين بن طلال لخطورة السياسة الإيرانية شارك بنفسه في إطلاق القذائف الصاروخية على إيران إبان حرب الخليج الأولى.
وأيضاً تسعى إيران للانفتاح على دول الخليج، فقد نجحت في بناء علاقة تعاون كبيرة مع عُمان، نتج عنها عقد صفقة جنيف بين إيران وأمريكا، وها هي إيران تسعى لضخ 4 مليارات دولار في عُمان لبناء جسر بين إيران وعٌمان!
وهي تسعى لتحييد الرياض على الأقل إن لم تكسبها لصفها، على اعتبار أن إيران هي الدولة المحورية في المنطقة، ويجب أن تكون لها الكلمة العليا في شؤون المنطقة.
ومع هذه الرسائل السياسية التي ترسلها إيران، يقوم فريق متنوع من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين بالتسويق لضرورة الانفتاح على إيران وعقد شراكات معها، وأنها قوة لا تقهر ووو........
ولذلك وجب التذكير بمخاطر الانفتاح السياسي على إيران من خلال استذكار الأدوار التي قامت بها إيران وسفاراتها في المنطقة والعالم، وتتمثل في:
1- سعي إيران الدائم لصناعة لوبي شيعي أو (متأيرن) من أهل البلد يرتبط بإيران قلباً وقالباً، بواسطة التبشير الديني الشيعي كما حصل في دول الخليج واليمن والعراق ولبنان ومصر والمغرب وتونس.
أو عبر الدعم المالي وتقديم المساعدات كما حصل في فلسطين مع حركة الجهاد وبشكل أقل مع حركة حماس وحكومة البشير بالسودان.
2- لا تتورع إيران من محاولة استقطاب المعارضة في أي بلد إذا يئست من استمالة النظام، ففي الأردن سعى السفير الإيراني قبل سنوات لدعم تنظيم مسلح ولذلك طلب الأردن إبعاده، واستضاف السفير الإيراني قبل أشهر وفدا من وجهاء محافظة معان ودعاهم لزيارة طهران، وفي مصر قامت إيران بترتيب زيارات متكررة للمعارضة المصرية في زمن مبارك ومرسي وعلى رأس هؤلاء حمدين صباحي، وفي الجزائر دعمت إيران مجموعات مسلحة من جبهة الإنقاذ، وفي المغرب دعمت البوليساريو وفي اليمن رعت الحوثيين وسلحتهم وفي البحرين قادت حركة التمرد في دوار اللؤلؤة.
3- من المعروف للجميع أن السفارات الإيرانية هي فروع للاستخبارات الإيرانية، وأن كثيرا من أعضائها هم ضباط مخابرات، وأن من مهماتها الرئيسية التجسس على الدول التي تعمل بها، "ولقد قدرت مصادر استخبارية غربية في العاصمة الألمانية عدد عملاء إيران في دول مجلس التعاون الخليجي الست وحدها بما يتراوح بين 2000 و3000، غالبيتهم من «حزب الله» اللبناني، فيما يمتلك النظام في طهران نحو 800 عميل إيراني، معظمهم يعمل في السفارات والقنصليات الإيرانية في الخليج تحت حصانات دبلوماسية، وفقا لتقرير نشر عام 2009". (جريدة مكة المكرمة 22/1/2014).
وقد أدين عدد من هؤلاء الدبلوماسيين في الكويت واليمن ومصر والبوسنة بقضايا تجسس وجرى إبعادهم.
4- تقوم إيران سواء عبر حرسها الثوري أو سفاراتها بتهريب الأسلحة للموالين لها عقديا أو سياسياً، فتوريدها للسلاح لميلشيات حزب الله في لبنان مشهور ومعلوم، وكذلك للميلشيات الطائفية الشيعية في العراق ولتنظيم القاعدة، وللمعارضة البحرينية ولمتمردي الحوثيين باليمن وكما حدث في عملية تهريب أسلحة لغامبيا عبر نيجيريا سنة 2010.
5- ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس من أن إيران أكبر مشتر للمخدرات في أفغانستان والتي تعيد تصديرها للدول الأخرى بإشراف الحرس الثوري، كما أنه من المعلوم إشراف ميلشيات حزب الله على مزارع المخدرات في البقاع.
6- تورط إيران في كثير من العمليات الإرهابية تجاه الدول العربية، بداية بتفجيرات مكة المكرمة في موسم حج عام 1986، 1987، 1989، وفي تفجيرات الكويت المتكررة في الثمانينيات والتي توجت محاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت السابق، ومحاولة الانقلاب على آل خليفة في البحرين عقب الثورة الإيرانية، والمحاولات المتكررة لليوم، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث.
فضلا عن اغتيال عدد من الدبلوماسيين السعوديين والكويتيين في أوروبا وآسيا وأمريكا.
7- رعاية المعارضة واحتضانها في طهران ودعمها ماليا وتدريبها عسكرياً، وهذا تم مع جميع المعارضات الشيعية الخليجية، والمعارضة العراقية التي استولت على الحكم اليوم، وتمرد الحوثي، وقيادات القاعدة.
حيث تم إعداد الكثير من الخطط الإرهابية وتنفيذها عبر خلايا وقيادات تدربت وتمولت من طهران.
8- إيران لا تخفي قناعتها بعدم شرعية كل الأنظمة القائمة، وأنها يجب أن تزول وتخضع لحكم إيران بوصفها قيادة المسلمين، وهناك التصريح المشهور لمساعد وزير خارجية إيران لشؤون الأبحاث منوشهر محمدي سنة 2008 حين قال: "الأزمة المقبلة التي ستصيب منطقة الخليج بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون في إمكانها البقاء في ظل الأوضاع الراهنة".
وعدم اعتراف إيران بشرعية الأنظمة الأخرى يعود لعقيدة الإمامة الشيعية التي تحصر الحكم اليوم في الإمام المهدي المزعوم الذي يحكم باسمه الملالي منذ أكثر من 30 سنة!
وبسبب عدم اعترافهم بشرعية الأنظمة العربية القائمة تتكرر دوريا حملات الهجوم والسباب للقيادات العربية في الصحافة الإيرانية والمظاهرات التي تنظمها أجنحة نظام الملالي ووكلاؤهم في إيران وخارجها.
9- إن ما تقوم به السياسة الإيرانية اليوم في العراق ولبنان وسوريا واليمن من حرب طائفية علنية على جمهور الشعوب والتي لم تتورع إيران عن استخدام أفتك أنواع الأسلحة حتى وصلت للسلاح الكيماوي في سوريا، فضلا عن البراميل المتفجرة والقصف الأعمى الذي لا يستبعد المدنيين، حتى بلغ القتلى مئات الألوف والجرحى أضعاف ذلك، أما المهجرون فهم بالملايين، أما من وقع في الأسر فيتمنى لو كان مات بالقصف من شدة التعذيب والذي فُضح بتسرب 11 ألف صورة من سجون بشار، وقصص الاغتصاب البشعة للحرائر في سجون المالكي.
إن هذه السياسات الطائفية هي الوجه الحقيقي لإيران وسياساتها، ولتجهز الأنظمة العربية نفسها لهذا المصير إن تساهلت وتغافلت عن خطورة الأطماع الإيرانية.
10- لا تتورع إيران عن تطويع كل العلاقات الاقتصادية والسياحية والتعليمية لتمرير تسللها للدول الأخرى، فآلاف الشركات الإيرانية في الإمارات وتركيا ما هي إلا واجهة للحرس الثوري والنظام الإيراني، وهي تقوم برعاية مصالح إيران والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها، وأيضاً هي شبكة صيد للعملاء وجزرة تجذب ضعاف النفوس لتمرير مخططات إيران.
أما السياحة الدينية فهي وسيلة لإنشاء وترسيخ مستوطنات إيرانية في الدول الأخرى، وأكبر مثال لذلك: حي السيدة زينب، الذي تحول إلى قطعة من إيران بلافتاته وسكانه واللهجة الدارجة والتي جميعها تهيمن عليها القومية الفارسية! حتى أصبحت هذه المستوطنة الإيرانية في قلب دمشق مبررا لتدخل الميلشيات الشيعية العراقية واللبنانية والباكستانية واليمنية لحماية المقدسات الشيعية، وهو الأمر عينه الذي حدث مع النجف وكربلاء بالعراق الذي غزاه الحجاج الإيرانيون حتى طلب الإيرانيون ترخيص شركات إيرانية للحماية المسلحة لحماية الحجاج الإيرانيين!
أما المدارس الإيرانية والشيعية فهي بؤر لنشر التبشير الشيعي كما حصل في المغرب من سنوات قليلة.
الخلاصة: هذه هي أهم المخاطر لسياسة إيران الملالي عبر مسيرتها طيلة أكثر من ثلاثين عاما، وإن دعوات الانفتاح المحمومة اليوم على إيران بحجة محاربة الإرهاب التي تلوح بها إيران هي مجرد كذبة كبيرة، إذ أن إيران هي راعية الإرهاب السني (القاعدة) ورائدة الإرهاب الشيعي.
أما ما يحذر منه عملاء إيران من الإعلاميين والسياسيين بأن إيران اليوم لاعب قوي في المنطقة وقد هزمت العالم وجعلته يرضخ لشروطها في سوريا والملف النووي فهي أيضا كذبة كبرى، فإيران الملالي على شفير الانهيار على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن ما يطيل من بقائها ويمد في عمرها في الحقيقة هو غباء السياسات العربية والعالمية وتخبطها في التعاطي مع إيران.
وعليه يجب الحذر من هذا الانفتاح بدون ضوابط ومحددات وتنازلات إيرانية ويجب أيضاً أن يكون هذا الانفتاح تحت المراقبة الدقيقة ولا يتعدّ العلاقات البروتوكولية والقضايا الضرورية، كما هو حال سفاراتنا في طهران التي تقبع تحت الحصار المشدد.