قس يهدد بحرق مجموعة من المصاحف، مجموعة مسيحية متعصبة تمزق صفحات من القرآن الكريم على عتبات البيت الأبيض في ذكرى حادثة مانهاتن، إنشاء ملهى ليلى على شكل مسجد ويحمل اسم مكة في أسبانيا، مستشارة ألمانيا ميركل تكرِّم رسام الكاريكاتير المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم "تقديراً لشجاعته"، التغريم المنقبات في في فرنسا ومنعه في بلجيكا وغيرها، منع بناء المأذن في سويسرا، والقائمة تطول كلما عندنا للوراء.
وفي الصين يتعرض المسلمون في تركستان للإبادة والقمع والإضطهاد دون اهتمام من المسلمين ولا العالم، وفي طاجكستان يعيش المسلمون أوضاع في غاية المأساوية دون نصير، وفي الشيشان يقتل المسلمون بدم بارد منذ التسعينات تحت سمع العالم وبصره، وفي الباكستان يموت المسلمون جراء الفيضانات دون أن يكترث العالم، وأيضا القائمة تطول لو ترك للقلم المجال.
وفي عالمنا العربي تصدر القرارات بحصر الفتيا وقصرها على من يملك التصريح، ومنع استخدام مكبرات المساجد في بث الصلوات، وفرض الآذان الموحد، وغيرها من القرارات التي تحاول محاصرة الدعوة الإسلامية.
وعلى الصعيد السياسي يفرض التوريث، والمفاوضات دون أوراق قوة، والتزوير والتلاعب والفساد أصبح هو الأصل في العمل السياسي.
ومع كل هذه الطامات تغيب القيادات الشرعية الكبرى التي تحظى بالقبول الشعبي والحكمة والبصيرة، كما تتراجع قيادة الحركات الإسلامية للشارع بسبب التضييق عليها من جهة وبسبب تقصيرها في تقديم خطاب مقنع ومجدى باستثناء تركيا والمغرب نوعاً ما.
في مثل هذه الأحوال ماذا تنتظرون أن تكون النتيجة ؟؟
وماذا تتوقعون من الجماهير العربية التي تتميز بكثرة الشباب والبطالة والأمية ؟؟
ماذا ترجون سوى مزيد من الإحتقانات والإضطرابات ؟؟
الغريب أن القادة الحقيقيين في العالم مرتاحين لحالة الإحتقان والغضب التي يعيشها العالم العربي والإسلامي، لأنهم يعتقدون ان هذا في صالحهم، فهذا الغضب سرعان ما ينفجر في وجه العقلاء في العالم العربي والإسلامي من العلماء والأمراء والملوك، فيعيق مسار التقدم الشرعي والعلمي والتنموى، كما أن هذا الغضب سيفرز عنف وتطرف يكون مبرر لمزيد من السياسات العدوانية الغربية تجاه العالم العربي والإسلامي، وأيضاً سبب لكثير من المصالح الشخصية والمالية عبر تجارة الحروب الضخمة.
وحتى نتجنب هذه الفوضوى لا بد من دعم جهود العلماء والمصلحين الحقيقيين والقوى الفاعلة للتحرك بين الشباب وتوجيههم لصرف طاقة الغضب في ما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، وإلا كان هذا الغضب كالماء الهادر الذي يدمر كل ما يقف أمامه، بدلاً من أن يستفاد من هذه الطاقة المائية الضخمة في التنوير والتصنيع.
لا يعنى هذا أن المشاكل التي نعانى منها في العالم العربي والإسلامي كلها تقع على عاتق الغرب، كلا فالجزأ الأكبر يقع على عاتقنا ويمكن لنا أن نتجاوزه، من خلال ترسيخ التدين الصحيح في الأمة، هذا التدين القائم على تشجيع العلم الشرعي والدنيوي، وتعظيم دور العمل والإنتاج والإتقان فيه، ومحاربة الكسل والخرافة، ومنح الناس الحرية الحقيقية ودفعهم للمشاركة الفاعلة في الإطار العام. لقد جربت أمتنا أن رفعتها ترتبط فقط بالتدين الصحيح، فكلما زاد التدين زادت رفعتها وعلا شأنها.
نحن لا نملك أن نغير تصرفات ومواقف الآخرين تجاه أمتنا العربية والإسلامية، لكننا نملك أن نحدد خيارنا تجاه تراكم الغضب والإنزعاج في أمتنا فماذا تنتظرون ؟؟
ماذا تنتظرون ؟؟
2014/08/01
الرابط المختصر
Image