تحديات أردنية أمنية واسعة تفرضها أحداث العراق

الرابط المختصر
Image
تحديات أردنية أمنية واسعة تفرضها أحداث العراق

الأربعاء, 11 حزيران/يونيو 2014 23:41
السبيل - لقمان إسكندر
أكد محللون سياسيون وخبراء عسكريون إلى أن ما يجري في العراق اليوم من أحداث متسارعة ستفرض العديد من التحديات الأمنية على الأردن.
وقال هؤلاء في حديثهم من "السبيل": سواء كان الأمر في أن ما جرى هو تخطيط إيراني، أو أنه تحرك من قبل كتائب الدولة "داعش" فان كلا الأمرين يفرضان تحديات أمنية يدرك الأردن معها أنه عليه رفع لون استعداداته إلى أعلى درجة.
ونفى الخبير العسكري العراقي الدكتور فضل الدليمي أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تنظيما تابعا لطهران، لكنه عاد وقال: هو أسوأ من ذلك على حد وصفه.
وقال الدليمي في اتصال هاتفي أجرته السبيل معه من بغداد إن ما جرى خلال 48 ساعة هو انهيار كامل للجيش العراقي وتقدم لقوات داعش التي ما زالت تتقدم، مشيرا إلى أن المحللين العراقيين كانوا يظنون أن ما يجري خطة حكومية لكن اتضح ان ما يجري هي قوة للتنظيم أمام جيش لا يملك عقيدة أو ثقافة دفاع عن الوطن.
وأضاف، إن الجندي العراقي اليوم جندي رواتب وليس قتال ودفاع، قابلت عناصر من داعش تريد الموت والاستشهاد، رغم أنه وصف داعش وسياساتها في المجتمعات العربية بأنها أسوأ مما فعلته سلطة المالكي.
وأوضح الدليمي ان الجماعات الإسلامية المتشددة قدمت من سوريا بعد ان تمدد الجيش السوري في مناطقها، بينا شجعت سياسات حكومة نوري المالكي التي همشت جناحا من مكونات المجتمع العراقي وصارعته، وحولته إلى عدو.
وأشار إلى أن هناك سببا آخر هو التناحر بين المذهب ثم في الجيش العراقي، فهناك جيش الدعوة ثم جيش الكتلة السياسية، وإسناد المهنة لضباط لا يستحقون، لكنهم مخلصون للقائد بلا إرادة أو ثقافة، منوها إلى ان قائدا في الجيش العراقي اليوم هرب رغم انه يقود مئات الآلاف من الجيش العراقي أمام 800 شخص من داعش.
وأوضح ان قادة الجيش هربوا إلى اربيل بملابس مدنية وتركوا الجيش يمارس هزائمه ذات الأشكال المتعددة في مشهد تذكر فيه العراقيون عام 2003 أثناء الغزو الأجنبي.
وحول ما إذا كان ذلك سيؤثر على الأردن قال إن المملكة ستتأثر بالتأكيد وسيكون عليها العمل بصورة أكبر؛ لضمان عدم تسرب داعش اليها، خاصة وأن الأخيرة سبق وهددت بدخول المملكة، مشيرا إلى انه سواء كان الأمر في أن ما جرى هو تخطيط إيراني سوري عراقي، أو انه تحرك دراماتيكي مفاجئ من قبل كتائب الدولة "داعش" فإن كلا الأمرين يفرضان تحديات أمنية يدرك الأردن معها انه عليه رفع لون استعداداته إلى أعلى درجة.
وأضاف، كل من بغداد ودمشق وطهران لا تنظران بود إلى الأردن، بينما لا تقل هذه النظرة كرها من حيث داعش.
وتابع، خلال الأيام المقبلة سنشهد تغيرات ميدانية واسعة وهو ما سيحدد فيما اذا كانت تأثيرات ما يجري اليوم سيكون كبيرا أم طفيفا على المملكة، خاصة بعد أن تحولت الساحتان العراقية والسورية إلى ساحة واحدة بالنسبة إلى قوات داعش.
أما الخبير في الحركات الإسلامية أسامة شحادة، فأشار إلى أن الأخبار القادمة من العراق لا تزال متضاربة. وقال في تصريح لـ "السبيل": هناك أخبار تتحدث عن ان ما يجري هو انتصار لمقاتلي العشائر على الجيش العراقي، وانه لا علاقة لداعش في الأمر إلا ان الإعلام استغل ذلك، وان الإعلام ألصقها بداعش من أجل شرعنة ضرب المدن التي سقطت بقسوة من قبل جيش المالكي.
وأشار إلى هذا – والقول لشحادة - فإن البنوك التي انسحب منها الجيش دون مبرر أو إطلاق رصاصة تحوي على 400 مليون دولار، فإذا تم نهب هذه البنوك من قبل داعش باعتبارها غنائم فهذا دعم سخي وذكي بطريقة غير مباشرة من نظام المالكي لداعش. فضلا عن العتاد والأسلحة التي حصلت عليها داعش من معسكرات الجيش العراقي التي بعضها وصل بالفعل إلى الشام.
وتابع، لكن ان كان فعلا هو تمدد لداعش فهذا يعني نشوء هلال متطرف إرهابي على حدود الدول السنية الأردن، السعودية، وتركيا، وهو ما سيؤدي - بتحريض من المخابرات الإيرانية والسورية والعراقية- إلى العمل على زعزعة استقرار أهل السنة في العراق وسورية أولا، ثم افتعال مشاكل مع الأردن وتركيا والسعودية، مشيرا إلى ان تخليص داعش آلاف المساجين في العراق من السجن كان يهدف إلى تعويض نقص العناصر البشرية في داعش الشام.
رابط الخبر
http://www.assabeel.net/local/item/46363-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%...