الإسلام سعادة البشرية

الرابط المختصر
Image
الإسلام سعادة البشرية

يظن البعض أن مثل هذه العبارات هي نوع من الدعاية أو الشعارات الاديولوجية، إلا أن الأمر بخلاف ذلك إذ هي حقيقة واقعية عاشتها البشرية لأكثر من ألف عام، ويقتصر ذلك على قومية أو عرقية بل هي حقيقة عاشتها جميع القوميات والأعراق من العرب والترك والأكراد والبربر والأفارقة والأوربيين والهنود والصينيين والروس والفرس وغيرهم كثير عاشوا هذه الحقيقة ولمسوها حين تبنوا الإسلام ديناً لهم. ذلك أن الإسلام يحتوى على أسس السعادة والنعيم في الدنيا والآخرة، وهي: 1- الإسلام جاء بتحرير العقول والقلوب من كل الخرافات والمغالطات بعبادة الأساطير أو عبادة الأحجار والأشجار أو عبادة النجوم والكواكب أو عبادة الأشخاص والأهواء وأرشدها للتزام الحق والعدل بعبادة الله عز وجل الإله الحق الذي خلق ودبر هذا الكون، فارتاح بذلك قلب البشرية واطمأن عقلها لعبادة الله عز وجل الإله الحق العليم الرحيم القوي القادر. 2- قد الإسلام للبشرية شريعة محكمة تتوافق مع الفطرة السليمة والعقول المستقيمة تعلى من مكارم الأخلاق وتهدى إلى حب الآخرين ومنفعتهم، ليس فيها ما يستحيل على الحق فهمه وإن كان فيها ما قد تخار بعض العقول فيه، شريعة أحكامها سهلة تتوافق فيها التعاليم الدينية مع طبيعة تكوين البشر وقوانين الكون. وكلما امتد الزمن بالبشرية ادركت صحة الشريعة الإسلامية من خلال ظهور النتائج السيئة لإهمال أحكام الشريعة كما تبين أن ختان الرجال سبب في الوقاية من كثير من الأمراض أو أن أكل الميتة سبب كذلك لكثير من الأمراض،  أو من خلال اكتشاف فوائد صحية أو علمية أو فكرية لكثير من تعاليم الشريعة فالوضوء والصلاة مثلاً سوى ما فيها من غذاء للروح والعقل فإنها توفر للقائم بها ما يحتاجه من تمارين لياقة و تدليك ووقاية صحية. 3- حث الإسلام هذه الشعوب المتعددة على السعي في التعلم والقراءة لعمارة الأرض بالأعمال النافعة لدنياها فشهد التاريخ الإسلامي نهضة حضارية متميزة ولدت ألوف الإختراعات والمنجزات والمبتكرات سهلت حياة البشرية وأسعدتها، ولا زالت هذه المبتكرات هي الأساس الذي تقوم عليه كثير من تكنولوجيا عصرنا، فنظريات ابن الهيثم في الضوء هي الأساس الذي تعمل عليه كل أجهزة الإعلام والإتصال اليوم في نقل الصور كالكاميرا باشكالها المتعددة وجهاز التلفزيون و أجهزة العرض كالسينما والداتا شو. وتجربة عباس بن فرناس في الطيران هي التي فتحت للبشرية نعمة الطيران في الهواء عبر المناطيد والطائرات والمكوك. أما مبتكرات المسلمين في الطب فلا تزال كثير من الأدوات الجراحية لليوم بنفس المواصفات التي وضعها المسلمون من مئات السنين، وكذلك الكثير من القواعد الطبية في الوقاية والرعاية و العلاج وبناء المستشفيات. أما الكمبيوتر الذي تتميز به تكنولوجيا عصرنا فما كان له ان يظهر لولا اختراع الحضارة الإسلامية للصفر، والكلام في هذا الباب يطول ويحتاج لمقال مستقل. 4- جاء الإسلام بالمساواة بين الشعوب في الحقوق والواجبات ولذلك اتيح لكثير من الشعوب والعرقيات والقوميات المساهمة في بناء هذه الحضارة الإسلامية على الصعيد العلمي والمعرفي وعلى الصعيد السياسي، فأصبحت المدن الإسلامية الكبرى مراكز بحث علمية لما تحتويه من مكتبات ضخمة ورعاية رسمية من الخليفة أو السلاطين جذبت ألوف العلماء من مختلف الألوان والألسن كأنهم لوحة فسيفسائية في غاية الروعة والإنسجام يتعاونون على تعلم وتعليم العلوم ونشر المعرفة للجميع من مختلف المناطق. وتمكنت العديد من القوميات الإسلامية من بناء دول عظيمة ساهمت في مسيرة الأمة فالخلافة الراشدة والأموية والعباسية كان العرب دعامتها، والخلافة العثمانية كان الترك محورها، والدولة الغزنوية في الهند قامت على أكتاف الهنود المسلمون، أما دولة المرابطين في المغرب فقام بها البربر، وفي أفريقيا قامت للفولانيين العديد من الدول كان أخرها مملكة مالى الإسلامية التي قضي عليها الإستعمار في ثلاثينيات القرن الماضي، وتعداد الدول الإسلامية التي قامت بها القوميات الإسلامية أمر يطول. هذه من الأسس التي جاء الإسلام بها ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وكما صلحت لأكثر من ألف عام مضت فإنها تصلح لألوف الأعوام القادمة، وكما صلحت لتلك القوميات والأعراق المختلفة فإنها ستصلح لكل القوميات الموجودة اليوم، وكما صلحت للشعوب فإنها أيضاً تصلح للأفراد في زمن تراجع حضارة الإسلام لتقاعس المسليمن.