شبابنا يسير إلى الهاوية وهو يعرف!!

الرابط المختصر
Image
شبابنا يسير إلى الهاوية وهو يعرف!!

في تقرير لملحق حياتنا ( يوم الأحد 26/4 ) بعنوان " حلي الرجال " جاء أن الشباب يقلد العادات الوافدة دون أن يدرك أبعادها ومراميها ومصادمتها لديننا ومبادئنا كما في قول معلمة التربية الاجتماعية في إحدى المدارس الخاصة، سارة علان،  " إن بعضا من هذه الإكسسوارات هي عبارة عن رموز معينة لجماعات شبابية تحمل سلوكيات غريبة لا وجود لها في المجتمع العربي. وتقول متأسفة إن هؤلاء الأفراد يقلدون من دون دراية بما تحمله مثل هذه الإكسسوارات من معانٍ" ، وللأسف إن كلام المعلمة هذا غير صحيح!! فشبابنا وشاباتنا يدركون ما خلف تصرفاتهم المنافية للدين والمبادئ والثقافة التي يفترض أنهم ينتمون إليها، ولذلك فإن تصورنا أن شبابنا جاهل وغر ويقوم بأعمال لا يعرف أبعادها، هو تسطيح و تبسيط لمشكلة معقدة يزيدها دفن رؤوسنا في الرمال استفحالا وتفاقما. يكفى للتدليل على أن شبابنا يدرك الكثير الكثير عن الأشياء السيئة دون الجيدة، هو ما نواجهه جميعاً من مواقف محرجة مع الصغار حين يشرحون لنا مواقف أو كلمات بذيئة كنا نظن أنهم لا يعرفونها أو يدركونها!! قبل إسبوعين ظهرت باحدى مدارس عمان الشرقية كتابات على الجدران تقول "  I love emo" وإثرها جرى حوار بين أحد المعلمين والطلبة حول ظاهرة  " الإيمو " فاعترض أحد الطلاب على معلمه معتبراً أنه يبالغ في تشويه حقيقة " الإيمو " وأنهم لا يتبنون بعض الأفكار التي ذكرها المعلم وأخذ يدافع عنهم بقوة، وحين سأله عن مصدر معلوماته قال أصدقائي!! يقول المعلم جاءني بعض الطلبة بعد الحصة وأخبروني بمعلومات عجيبة عن ما يرونه سلوكيات بعض الطلبة الذين يظهر عليهم علامات مثل هذه الجماعات الشاذة عن مجتمعنا. وإن ما يجب إدراكه في قضية شبابنا والسلوكيات والأفكار السيئة يتمحور حول قضيتين: القضية الأولي: إن معرفة شبابنا وشاباتنا بهذه القضايا وأبعادها يفوق بمراحل كثيرة معرفة الأهل والمعلمين والخطباء في المساجد وكثير من المثقفين، لأن هؤلاء الشباب غالباً ما يعيشون في عوالم بعيدة عنا، عبر الإنترنت والقنوات الفضائية والمجلات وأقراص الكمبيوتر ( ألعاب وأفلام )، وكل هذه الوسائل تقدم الكثير الكثير لشبابنا الفضولي في هذه القضايا. إن متابعة بسيطة لما يتابعه الشباب من أفلام وكليبات ومنتديات ومواقع وفضائيات ومجلات، ستدهشك من حجم البذاءة الخلقية والفكرية والدينية التي يتعرض لها شبابنا وشاباتنا. وما سيفاجئك أكثر أن وراء ذلك عقول كبيرة تحرك الخيوط من خلف الستار، فكثير من القصص الهابطة التي تنشر في المنتديات التي يفترض أنها شبابية يستحيل صدورها من شباب عاديين، بل لا تصدر إلا من خبراء نفسيين وإعلاميين مختصين بترويج الإباحية. وكذلك كثير من الأفلام والألعاب التي يدمن عليها شبابنا تحوي توجيهات ورسائل ذكية تخاطب شقّي العقل الواعي والباطن، ومن يتأمل في أسماء مؤلفي ومخرجي الأفلام ويبحث عن خلفياتهم الفكرية سيجد أنهم حملة رسالة وقضية وليسوا من مذهب الفن للتسلية كما يظن كثير من البسطاء، فالفن والإعلام اليوم أصبح من أفتك وسائل ترويج الأفكار، ويكفي هنا التذكير بالكتاب الصادر عن سلسلة عالم المعرفة " قصف العقول " لمن أحب التوسع في القضية. القضية الثانية: لا يمكن معالجة وتقويم هذه الحالة الخطرة ونحن نهّون من شأنها أولاً ، ونكافحها بأفراد غير مؤهلين لذلك. إن رفع مستوى الأهل والمعلمين والخطباء والكتاب والمثقفين بحقيقة هذه الأفكار والسلوكيات وأبعادها الخلقية والإجتماعية خطوة أولى على طريق الوقاية من جهة، ورفع سوية مهارات التواصل والإتصال والحوار والإقناع لديهم . أما الخطوة الثانية فهي تقديم المبادئ والعقائد الأساسية لشبابنا وشاباتنا بطريقة ذكية ومقنعة عبر المناهج ووسائل الإعلام وخطبة الجمعة، بحيث تمكنهم من القدرة على تمييز الصواب من الخطأ قبل حدوث المشكلة، لأن إدراك الحكمة بأثر رجعي يوقعنا بخسائر فادحة لا يمكن تعويضها!!