مدرسة الإمام الألباني

الرابط المختصر
Image
مدرسة الإمام الألباني

تمهيد :
تشهد الأمة الإسلامية صحوة إسلامية عامة، تشكل الدعوة السلفية امتدادها العلمي والشرعي[1]، وذلك لأسباب عدة منها :
-  طبيعة الدعوة السلفية الداعية للتوحيد والعلم والاجتهاد ، ومحاربة الشرك والخرافة والجهل.
-  تأثير دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والتي شكلت نموذج عملي للنهضة والوحدة.
-  أغلب المصلحين المعاصرين كانوا من الدعوة السلفية أو متأثرين بها،رشيد رضا،ابن باديس،الألوسي، القاسمي، القسام، صديق حسن خان، الشوكاني ..........
 ومن هؤلاء العلماء السلفيين المعاصرين الذين له تأثير قوي وكبير ، العلامة محمد ناصر الدين الألباني ، والذي سيكون محور دراسة هذه الورقة .
 أولا ً : ترجمة العلامة الألباني ( 1914م – 1999م )[2] :
مولده ونشأته :
ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 هـ الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
 هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو العلمانية وتقليد أتاتورك .
 أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
 نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.
 أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار[3] التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره .
كان لاشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
دعوة العلامة الألباني :
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله) [4].
وقد لقيت دعوة الشيخ قبول بين أوساط المثقفين وطلاب جامعة دمشق ، لأنهم يستطيعون فهم دعوة الشيخ بعكس عامة الناس الأميين الذين تسيطر عليهم الخرافة والتصوف ، وقد ذكر هذا الأديب السعودي عبد الله بن خميس حين زار دمشق [5].
 نشاطاته :
*  كانت له دروس علمية يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
فقه السنه لسيد سابق.
* رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيه ، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
سجنه :
تعرض الشيخ الألباني للسجن مرتين ، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الإسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
بعد أحداث حماة هاجر الشيخ إلى الأردن وبقي فيها حتى توفي عام 1999م رحمه الله .
محطات متفرقة من حياة الشيخ :
كان الألباني يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
كانت علاقة الشيخ بجماعة الإخوان المسلمين قوية وخاصة بدمشق ، فقد كان بعض قادة الإخوان من مَن يحضرون دروسه كالأستاذ عصام العطار ، والشيخ زهير الشاويش وغيرهم .
شارك الشيخ الألباني جماعة الإخوان في الجهاد للدفاع عن فلسطين .
طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
 طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ عام 1388 هـ ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 هـ إلى 1398 هـ.
لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .
زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".
انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
 للشيخ مؤلفات ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، وصفة صلاة النبي.
حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1419هـ / 1999م.
  ثانياً : دراسة  مراحل دعوة الألباني :
بعد أن بينا سيرة الشيخ ودعوته ، يمكن لنا أن ندرس مراحل دعوته ، وذلك أن دعوة الشيخ لحقها ظلم وتجنى من أحباب الشيخ وخصومه .
من الملاحظ تأثير البيئة على الشيخ ، فالشيخ هاجر من بلده خوفاً على دينه من بطش الحكومة المعادية للإسلام ، ولذلك نجد الشيخ يجعل استئناف الحياة الإسلامية وتطبيق حكم الله من صلب دعوته . كما أن مطالعته لمجلة رشيد رضا "المنار" - والتي كانت بحق وزارة إعلام وخارجية للعالم الإسلامي – كان لها دور مهم في تكوين الشيخ الثقافي وشمولية نظرته[6] ، فلذلك حقق الشيخ كتاب "حقوق النساء في الإسلام وحظهن من الإصلاح المحمدي العام" لرشيد رضا.
كذلك وجود الشيخ في بيئة منفتحة ومشاركته علماء عصره ، العلامة البيطار وأساتذة الجامعة وغيرهم ، تجعل الشيخ يدرس كتاب " منهاج الإسلام في الحكم" لمحمد أسد ، المستشرق اليهودي الذي أسلم ، وتوضح أهمية الجانب السياسي في فكر الشيخ  .
كما أن سفر الشيخ مبكراً لأوربا وبعض البلاد الإسلامية ،والتدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، أتاح للشيخ أن يحتك بالعلماء الكبار كالعلامة أحمد شاكر والشيخ حامد الفقي والشيخ عبد الرزاق حمزة والدكتور تقي الدين الهلالي والأستاذ محب الدين الخطيب ، ومن إدارة الجامعة الإسلامية العلامة محمد بن إبراهيم وبعده العلامة ابن باز و بالمدرسين في الجامعة  والطلاب من بلاد شتى، جعل الشيخ يطلع على كثير من مشاكل وتجارب العمل الإسلامي ، مما مكن الشيخ من تكوين رؤيته السلفية الخاصة بالتغيير والنهضة ، هذه الرؤية التي تعد أساس الفكر السلفي الدعوى والحركي المعاصر إن صح التعبير .
وأيضاً هذا الاحتكاك والسفر جعل دعوة الشيخ تصل إلى أماكن عديدة رغم ضعف وسائل الاتصال في ذاك الزمن .
 يمكن تقسيم دعوة الشيخ الألباني لثلاث مراحل :
مرحلة سوريا :
وكانت مرحلة تكوين، فقد كان الشيخ في قوة الشباب و بداية حياته العلمية والدعوية ، وتميزت بالانفتاح على الجماعات الإسلامية، فقد كتب الشيخ في مجلة الإخوان المسلمين[7] المصرية تعليقات على كتاب " فقه السنة "وأرسل له حسن البنا رسالة يحثه على الاستمرار في الكتابة للمجلة ،وكان من المتطوعين للجهاد في فلسطين عام 1948م مع الإخوان المسلمون[8] ، كما قابل في هذه الفترة العديد من قادة الجماعات كالشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير[9] ، وكانت له جولات دعوية داخل وخارج سوريا.
وفي هذه الفترة تم بلورة منهج الشيخ الدعوي ، والذي نفصله لاحقاً .
مرحلة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة :
وهي على قصرها لعلها من أهم المراحل، وذلك أنها أوجدت تلاميذ للشيخ حملوا دعوته لبلاد لم يزرها أو يعرفها الشيخ ، وأصبح هناك تيار ينسب للشيخ في العالم ، لأنه درس منهجه في الحديث عمليا وبطريقة أكاديمية للطلاب ، وأحدث بذلك نقلة في شعبية علم الحديث في العالم [10]، و رسخ رؤيته الدعوية بين السلفيين.
وخاصة أن الشيخ الألباني والشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا هما اللذين أسسا في الجامعة الإسلامية الرحلة الأسبوعية للطلبة والتي كانت مدرسة دعوية علمية خرجت العديد من الدعاة[11].
ومن شواهد تأثير الألباني في طلابه في الجامعة أن الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق – مؤسس الحركة السلفية في الكويت فيما بعد– حين أبعد من السعودية عزم على الذهاب إلى سوريا ليكون عند شيخه الألباني[12] .
وهنا تثار مسألة علاقة الشيخ الألباني بجماعة جهيمان ، حيث يتهم بعض الكتاب الشيخ بأنه مصدر الفكر المنحرف لجماعة جهيمان[13] !
وهذا من أعجب العجب ، فالشيخ متهم من بعض الكتاب أنه ( مرجئ ) وآخرون يتهمونه بأنه ( خارجي )، والحقيقة هي أن جماعة جهمان كانوا يترددون على الشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي لما يرونه منهم من علم ونشاط ، ولكن الشيخ الألباني حين سأل عن ظهور المهدي في السعودية رفض ذلك ، ورفض الاستناد على المنامات في إثبات ظهور المهدي ، بل الشيخ خطأهم لأن المهدي شامي وليس سعودي [14]!!
  مرحلة الإقامة بالأردن :
وهي المدة الأخيرة من حياة الشيخ ، بدأت سنة 1980م، وامتدت إلى سنة 1999م ، والتي كان عمر الشيخ فيها يقارب 66 سنة ، وبلوغ الشيخ هذا السن جعله يعطي أعماله العلمية أولوية شبه مطلقة ، على حساب نشاطه الدعوي ، يقول الشيخ الألباني : " فإنه ما كاد بعض إخواننا في الأردن يشعرون بأنني استقررت في الدار ، حتى بدؤوا يطلبون مني أن أستأنف إلقاء الدروس التي كنت ألقيها....وعلى الرغم من أنني ما كنت عازماً على شيء من الإلقاء، لأوفر ما بقي من نشاط وعمر لإتمام بعض مشاريعي العلمية .."[15].
وهذا التغير في حياة الشيخ وتقليل النشاط الدعوي ،سبب تكون مفهوم خاطئ عن طريقة الشيخ الدعوية لدى الأجيال الجديدة من تلاميذ ومحبي الشيخ وخاصة في الأردن ، والتي ظنت أن دعوة الشيخ الألباني هي تحقيق الكتب والمخطوطات والانعزال في البيت عن حركة المجتمع ، حتى أصبح سمة تلاميذ الألباني التنافس في التحقيق والتأليف ، وأصبح علامة النبوغ والتفوق عندهم إخراج كتاب أو تحقيق مخطوط ، ووصلت هذه الظاهرة السلبية والخاطئة إلى منحدر مشين وهو السرقات والسطو على مصنفات وجهود الآخرين[16].
أصبح أغلب نشاط الشيخ الألباني في الأردن هو تكميل مشاريعه العلمية ، والتواصل مع السائلين بالهاتف لوقت قصير يومياً، والمشاركة في بعض اللقاءات الاجتماعية والدعوية، واستقبال بعض الضيوف بموعد مسبق .
وأصبحت الأشرطة التي تسجل للشيخ في إجاباته على الأسئلة في الهاتف أو اللقاءات هي مصدر تواصل الشيخ مع طلابه وتلاميذه ، وغالباً لم يكن الشيخ يلقي محاضرات أو توجيهات محددة بل يفتح باب السؤال،مما جعل الشيخ يضيق بتكرار الأسئلة من جهة وسطحية كثير منها[17]!
 ثالثاً : منهج الألباني :
 لقد شكل الشيخ رؤيته المنهجية والعلمية والدعوية ،والتي تعد أساس الفكر السلفي المعاصر وكان الشيخ يرى أن هذه الرؤية هي الموصلة للدولة الإسلامية [18]، وإن كان الشيخ لم يتبني تكوين هيئة تحقق هذه الرؤية ، ويبدوا أنه بذلك يعتبر نفسه امتداد لحركة مصلحين الشام[19] الذين لم يشكلوا إطار أو تنظيم لتجسيد هذه الرؤية والتي كان يعبر عنها الألباني بقوله : " دعوتنا ثقف ثم كتل " ، بعكس الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان له سعي قوي للتحالف مع قوة سياسية لتجسيد رؤيته الدعوية [20].
 أهداف الألباني : حدد الشيخ الألباني الأهداف التي يسعي إليها على شكل قواعد خمس عرفت باسم دعوتنا[21] ، وقد حرص الشيخ وتلاميذه على وضعها على أغلفة كتبهم ،وهي ما يلي :
1- الرجوع إلى الكتاب الكريم والسُّنَّة الصحيحة، وَفَهمُهُما على النهج الذي كان عليهِ السَّلَف الصالح رضوان الله عليهم.
2- تعريف المسلمين بدينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بتعاليمه وأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه، التي تَكْفُلُ لهم رِضوانَ الله، وتُحَقق لهم السعادة والمجد.
3- تحذير المسلمين من الشِّرك على اختلاف مظاهره، ومن البدع والأفكار الدخيلة،والأحاديث المنكرة والموضوعة، التي شَوَّهَت جمال الإسلام وحالت دون تقدم المسلمين.
4- إحياء التفكير الإسلامي الحر في القواعد الإسلامية ، وإزالة الجمود الفكري الذي ران على عقول كثير من المسلمين، وأبعدهم عن منهل الإسلام الصافي .
5- السعي نحو استئناف حياة إسلامية وإنشاء مجتمع إسلامي وتطبيق حكم الله في الأرض.
هذه دعوتنا؛ ونحن ندعو المسلمين جميعاً إلى مؤازرتنا في حمل هذه الأمانة التي تنهض بهم .
آليات الألباني :
 أما عن الآليات الموصلة لهذه الأهداف فقد وضحها الشيخ بعدد من " المفاهيم " والتي أصبحت محور إجماع بين السلفيين وهي :
التصفية والتربية: وهي عند الألباني نقطة البدء بالإصلاح لحل مشكلة ضياع وتخلف المسلمين،والمقصود بالتصفية تقديم الإسلام إلى الشباب المسلم مصفي من كل ما دخل فيه على مد هذه القرون والسنين الطوال من العقائد ومن الخرافات والبدع والضلالات ، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحه قد تكون موضوعة ... فالتصفية إنما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام[22] . أما التربية فالمقصود بها تنشئة الجيل على العقيدة الإسلامية الصحيحة ، تربية على أساس ألا يفتنوا كما فتن الذين من قبلهم بالدنيا[23].
من السياسة اليوم ترك السياسة : يعتقد الشيخ الألباني أن السياسة جزء مهم من الإسلام، ولكن يشرح الشيخ موقفه السياسي من السياسة بقوله :" نحن لا نشتغل في السياسة لكن ليس لأن الاشتغال في السياسة ليس من الإسلام لا، السياسة من الإسلام .... فنحن لا ننكر وجوب الاشتغال بالسياسة لكننا رأينا في هذا الزمان أن من السياسة ترك السياسة. والغرض الآن نوافق على عدم الاشتغال وقتياً وإلا فكيف يمكن إقامة الدولة المسلمة إلا بمثل هذه السياسة لكن الذين ينبغي أن يشتغلوا بالسياسة ينبغي أن يكونوا علماء أن يكونوا فقهاء أن يكونوا علماء بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح[24].
دعوتنا ثقف ثم كتل: وذلك أن الشيخ شاهد مفاسد التكتلات الإسلامية في عصره     ( جماعة الإخوان ، حزب التحرير ، الجماعة الإسلامية الهندية ، جماعة الدعوة والتبليغ .... ) وأدرك خطورة سياسة التجميع دون تربية وتوعية ، ولذلك كان يلخص الفرق بين الدعوة السلفية وغيرها من الجماعات الإسلامية بقوله : " دعوتنا ثقف ثم كتل ، وغيرنا كتل ثم ثقف ثم لا شيء "[25].
رأي الشيخ من قضايا منهجية :
الموقف من الجماعات الإسلامية :
يؤيد الشيخ وجود و " قيام الجماعات الإسلامية ،وأؤيد تخصص كل جماعة منها بدور اختصاصي سواء أكان سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعيا... ولكنى اشترطت أن تكون دائرة الإسلام هي التي تجمع هذه الجماعات كلها"[26] .
لقد كان يحضر درس الشيخ الكثير من قادة وأفراد الجماعات، كما سبق .
كان الشيخ يدرس في بيوت الإخوان المسلمين في الأردن حين يزورها قبل استقراره بالأردن ، حتى امتنع الإخوان عن ذلك[27].
كل ما نخاف به تلك الجماعات إنما هو الخروج على الكتاب والسنة في تربية أعضاء تلك الجماعات[28].  
الموقف من فكر ودعاة التكفير :
 لقد كان الشيخ من أكثر من تصدى لفكر التكفير ، وذلك بسبب مخالطته للشباب في أكثر من بلد ،فقد أنكر الألباني مصطلح الجاهلية الذي استخدمه سيد قطب في بداية الثمانينات أي قبل الضجة التي أثيرت حول سيد قطب في التسعينات ، كما أن الشيخ كان له الفضل بعد الله في القضاء على فكر جماعة المسلمين ( الهجرة والتكفير) في الأردن سنة 1973م [29]، كما كانت له العديد من الفتاوي والإجابات التي تبين منهج الصحيح فيها[30] .
 الموقف من الجهاد :
الشيخ كان من أشد المناصرين للجهاد متى كان ضد المحتل والكافر الأصلي وتوفرت الإمكانية ، ولذلك في حرب 1948م بفلسطين[31]، كما أن الشيخ أفتى بوجوب الجهاد العيني في أفغانستان على المسلمين المستطيعين الذهاب كما صرح لمجلة المجاهد الأفغانية [32] وقد كان من تأثير هذه الفتوى خروج ألاف الشباب السلفي للجهاد في أفغانستان ، في الوقت الذي أصدر الشيخ سفر الحوالي ، شريط بعنوان " كلمة حول الجهاد " رد فيه على كتاب عبد الله عزام " جهاد الأفغان من أهم فروض الأعيان ".
ولكن الشيخ كان من أشد الرافضين لأعمال العنف في الدول الإسلامية وضد السلطات، فلذلك أفتى أن القتل هو حد جماعة جهيمان ، وحتى لو فعلوا هذا خارج الحرم[33] .
وأيضاً أدان الشيخ ما جري في مصر والجزائر[34] .
الموقف من التسمي بالسلفية :
كان الشيخ من الداعين للتسمي بالسلفية ، ويرى هذا التسمي مهم للتمايز عن الآخرين ، وكان يعارضه في ذلك مقبل الشيخ الوادعي وجهيمان[35] .
 الموقف من المشاركة بالانتخابات البرلمانية :
 أجاب الألباني عن سؤال لجبهة الإنقاذ الجزائرية حول المشاركة بالانتخابات البرلمانية فقال : " في الوقت الذي لا ننصح أحداً أن يرشح نفسه ليكون نائباً في برلمان لا يحكم بما أنزل الله ، ...لكن لا أري ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشحين من يعادي الإسلام ويهم مرشحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج ، فننصح والحالة هذه كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه "[36].  
 الموقف من الشيعة ومشاركتهم السياسية :
في سؤال لمجلة المجاهد مع الألباني حول حكم التعاون مع الشيعة في حكم أفغانستان ؟ أجاب الألباني :" الذي يبدوا والله أعلم أنه إذا كان المقصود بالتعاون مع الشيعة هو أن يكونوا أعضاء في الحكومة الإسلامية فيجب أن يشترط عليهم أن يكون دستور هذه الحكومة قائماً على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وليس على نظام ما يدين الشيعة به ،  بل ولا بد في اعتقادي أن يؤخذ عليهم العهد أن يكونوا في تعاونهم هذا على ما جاء في كتاب الدكتور موسي الموسوي المسمي بـ ( الشيعة والتصحيح ) ... فإذا رضي هؤلاء الشيعة بالتعاون مع أهل السنة هناك بهذا الشرط فلا مانع عندي من الاستعانة بهم "[37].
فقه الواقع :
يمكن تلخيص موقف الألباني في هذه القضية من رسالته " فقه الواقع ":
" فقه هو الوقوف على ما يهم المسلمين مما يتعلق بشؤونهم أو كيد أعدائهم لتحذيرهم والنهوض بهم واقعياً، لا كلاماً نظرياً ".
" فمعرفة الواقع للوصول به إلى حكم الشرع واجب مهم من الواجبات التي يجب أن يقوم بها طائفة مختصة من طلاب العلم النبهاء كأي علم من العلوم الشرعية أو الاجتماعية " .
" الواجب تعاون هؤلاء الذين تفرغوا لمعرفة واقع الأمة مع علماء الكتاب والسنة وعلى نهج سلف الأمة ، وهؤلاء يبينون فيها حكم الله " [38].رأي الألباني في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
يعد الألباني الشيخ ابن عبد الوهاب[39]: " له الفضل الأول من بعد شيخ الإسلام ابن تيمية في نشر دعوة التوحيد في العالم الإسلامي بصورة عامة ، وفي البلاد النجدية والحجازية بصورة خاصة ...." .
" يختلف عن شيخ الإسلام ابن تيمية فإن ذلك الشيخ الجليل قد دعا إلى الإسلام بكل نواحيه : أن يفهم على الوجه الصحيح فهو مثلاً يحذر من الأحاديث الضعيفة ويحذر من بناء الأحكام عليها " و" وهذا يدل على أن شـيخ الإسلام الثاني في التوحيد محمد بن عبد الوهاب لـيس كشيخ الإسلام الأول:أنه في كل نواحي الدعوة ومجالاتها الكثيرة ".
" بخلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم تكن له هذه العناية ، لا في الحديث ولا الفقه السلفي ، فهو حنبلي ومع الأسف الشديد لا معرفة عنده بالحديث الصحيح والضعيف".
" فلعل انكبابه واشتغاله في دعوة الناس إلى ذلك التوحيد الخالص هو الذي صرفه عن اشتغاله بإتمام بعض جوانب الدعوة السلفية ، وذلك بمحاربة الجمود على التقليد وعلى التمذهب ".
 تكامل الشيخ مع الجهود الإصلاحية الأخرى :
لقد كان الشيخ الألباني يؤمن بتكامل الجهود في العمل الدعوي، وخاصة في مجال التثقيف والتأليف ، وكان يرى أن من تطبيقات مبدأ " التصفية " الذي يؤمن به المساهمة في تصفية بعض الكتابات العصرية المهمة لرموز الدعوة الإسلامية من الأحاديث الضعيفة،لما لها من دور مهم في " تربية " الصحوة الإسلامية ومن ذلك[40] :
تعقيبه على كتاب " الحجاب " للمودودي .
كتاب " المرأة المسلمة " للشيخ حسن البنا ، قام الألباني بمراجعته والتعليق عليه وتخريج أحاديثه .
تخريج أحاديث كتاب "مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام " للشيخ يوسف القرضاوي .
ألف الشيخ كتاب مستقل وهو"غاية المرام في تخريج أحاديث كتاب الحلال والحرام " للشيخ يوسف القرضاوي .
تخريج أحاديث كتاب " المصطلحات الأربعة في القرآن " لأبي الأعلى المودودي .
تخريج أحاديث كتاب " فقه السيرة " للشيخ محمد الغزالي .
تخريجه لأحاديث كتاب " فقه السنة " للشيخ سيد سابق ، وسماه " تمام المنة ".
 والمتأمل في هذه الكتب التي أعتني الشيخ الألباني بها يجد وبكل وضوح أنها كتب تخدم أهداف الشيخ في تربية المسلمين على الأحكام الشرعية الصحيحة ، مما يحقق وجود المجتمع المسلم، الذي يعد بداية " السعي نحو استئناف حياة إسلامية وإنشاء مجتمع إسلامي وتطبيق حكم الله في الأرض " .
وعناية الشيخ بهذه الكتب التي ألفها قادة بارزون في جماعات غير سلفية ، يثبت جدية موقف الشيخ في التعاون بين الجماعات على ضوء الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة .
رابعاً تلاميذ الألباني :
للشيخ الألباني الكثير من الطلاب والتلاميذ ، وفي العديد من البلاد ، ويمكن تقسيمهم إلى الفئات التالية :
طلابه في سوريا : وهؤلاء هم تقريباً من تتلمذ على الشيخ مباشرة، وذلك في دروسه التي بدأت قبل عام 1945م، وهم على ثلاثة أقسام :
الطلاب الذين حملوا منهج وفكر الشيخ السلفي واستمروا ينتسبون لمدرسة الألباني، ومنهم :
الشيخ محمد عيد عباسي ، وهو من أبرز تلاميذ الألباني في سوريا ، وقد سجن عقب أحداث حماة ، وأفرج عنه في منتصف التسعينيات وهو يقيم في السعودية الآن ، له كتاب " بدعة التعصب المذهبي" و " الدعوة السلفية وموقفها من الحركات الأخرى " [41].
الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي ، وهو من كردستان وله تأليفات كثيرة ، أسس جامعة ابن تيمية في كردستان[42] .
الأستاذ خير الدين وانلي ، وهو شاعر له العديد من الكتب والدواوين الشعرية / من أهم كتبه " المسجد في الإسلام "[43] .
الشيخ على خشان ، وله كتاب " وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة" [44].
الشيخ محمد جميل زينو ، الداعية المعروف والمدرس بدار الحديث بمكة[45] .
الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد ، والذي رحل للكويت وتوفي في رحلة دعوية باستراليا في حادث سيارة، له مجموعة من الكتب منها " أسئلة طال حولها الجدل "[46] .
الأستاذ محمود مهدي الأستنبولي[47] .
 الطلاب الذين حملوا منهج الشيخ السلفي، لكنهم لم ينتسبوا لمدرسة الألباني، وحسبوا على اتجاهات سلفية أخرى مثل :
محمد حامد الناصر ، وهو باحث له عدد من الكتب منها " العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب " [48].
الشيخ محمد صالح المنجد، الداعية المعروف ومشرف مجموعة مواقع الإسلام.
 زملاء الشيخ وقادة ومفكرين استفادوا من الشيخ وتأثروا بمنهجه مع ارتباط بعضهم بجماعات أخرى ، ومنهم :
الأستاذ زهير الشاويش ، المؤرخ المعروف وصاحب المكتب الإسلامي،والنائب عن جماعة الإخوان في البرلمان السوري[49].
الأستاذ عصام العطار ، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا ، ورئيس جماعة الطلائع الإسلامية ، وهو مقيم بألمانيا[50] .
الشيخ الدكتور عبد الرحمن الباني[51] .
 2- طلابه في المدينة المنورة :
و هؤلاء الطلبة أصبح لكل منهم دعوة سلفية قوية ، وإن تمايزت وتباينت رؤاهم العملية لكن كلهم بقي في دائرة السلفية ومبدأ التصفية والتربية ونبذ الثورية ، ومن أبرزهم:
   1- الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، الذي تتلمذ على الشيخ في الجامعة الإسلامية[52] وعمل على تطبيق منهج الألباني ، فأسس الدعوة السلفية بالكويت وتتدرج بها إلى أن وصلت مرحلة متقدمة جداً ،والتي تمثل " جمعية إحياء التراث الإسلامي " و" التجمع الإسلامي الشعبي" مؤسساته التنظيمية، وذلك بفضل الله أولاً ومن ثم بسبب شخصية الشيخ عبد الرحمن القيادية والتنظيمية، وتوفر البيئة المساعدة من انفتاح سياسي و رخاء اقتصادي، وتتميز دعوته بـ [53]:
العمل الجماعي المنظم .
وضع آلية واضحة لتربية الأفراد والأمة .
المشاركة بالعمل السياسي على كافة مستوياته ، الانتخابات الطلابية،والجمعيات التعاونية، والبلدية، والبرلمانية ، ودخول الوزارة .
دعم وتوجيه الحركات السلفية في العالم لإتباع هذا المنهج .
2- الدكتور الشيخ عمر الأشقر[54]،من كبار رجالات جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية ، له عشرات المؤلفات وبعضها مقرر في الجامعات ، درس في جامعة الكويت وبعض جامعات الأردن ، آثر الشيخ عمر الأشقر البقاء في صفوف جماعة الإخوان ونشر الدعوة السلفية في داخلها، وهذا واضح في شخصيات وقيادات تنظيم الإخوان الكويتي[55] والفلسطيني ، كما أن رأي الدكتور الأشقر هو الذي تبنته جماعة الإخوان الأردنية في حكم دخول الوزارة[56].
 3- الشيخ مقبل الوادعي[57]،الداعية اليمني المعروف والذي نشر الدعوة السلفية في اليمن ، وأسس مدرسة الحديث بمنطقة دماج [58].
ومدرسة الشيخ تركز على تعليم الطلاب الوافدين لها من مختلف البلدان ، وليس لها توجه سياسي بل هي مؤيدة بشدة للنظام اليمني ، وهي شديدة الخصومة لجماعة الإخوان المسلمين والجمعيات السلفية الأخرى في اليمن كجمعية الحكمة وجمعية الإحسان ، وللشيخ مقبل مآخذات على كبار العلماء كالعلامة ابن باز وابن عثيمين والألباني وذلك لحدة في طبعه وتأثير البيئة اليمنية من جهة وظروف الشيخ التي تطلبت منه المواجهات القوية ضد خصوم الدعوة السلفية[59] .
 4- الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، المدرس سابقاً بالجامعة الإسلامية ، والداعية المعروف بالمدينة المنورة ، له العديد من المصنفات حول سيد قطب والتيار السروري .
والشيخ ربيع كان هو والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في جماعة الإخوان المسلمين بالمدينة لكنهم خرجوا منها[60] ،وكانت علاقتهم جيدة حتى دخول صدام الكويت ، فحدث الخلاف بينهم ، على السياسة الشرعية في التعامل مع الجماعات والحركات غير السلفية[61].
فتبنى الشيخ ربيع تبديع ومهاجمة كل الجماعات غير السلفية ، بل بدع كثير من السلفيين الذين خالفوه في مسائل فرعية [62]، ومن ثم دب النزاع بين أتباع وأنصار الشيخ ربيع فانقسموا لعدة مجموعات، من أشهرها جماعة الشيخ فالح الحربي والذي كان يعد ساعده الأيمن .
ولكن القاسم المشترك بينهم هو حرب " الأخوين سيد ومحمد قطب " ومن يحترمهما كسفر الحوالي وناصر العمر وسلمان العودة وعبد الرحمن عبد الخالق وعدنان عرعور .
 3- طلاب الألباني في الأردن :
 وأغلبهم تتلمذ على كتب الشيخ والسؤال للشيخ في اللقاءات ، لندرة المجالس العلمية التي عقدها الشيخ للتدريس ، فقد كانت أغلب مجالس الشيخ أسئلة وأجوبة .ومن أبرز تلاميذ الشيخ في عمان :
الشيخ محمد إبراهيم شقرة ، درس بالأزهر و انتسب لجماعة الإخوان في مصر، عمل مدرساً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة[63] ،تولى منصب مدير المسجد الأقصي ومدير صندوق الزكاة ، كان له الفضل الأول بعد الله عز وجل في استقرار الشيخ الألباني في الأردن، له عدد من الكتب أهمها : كتاب "مراحل العمل من أجل نهضة إسلامية معاصرة" كتبه سنة 1979م ، وكتاب " هي السلفية نسبةً وعقيدةً ومنهجاً " سنة 1992م ، والذي أثار ضجة وخلاف مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق[64] ، وفي آخر حياة الشيخ الألباني حصل خلاف بين الشيخ شقرة و القائمين على مركز الإمام الألباني وصل لحد القطيعة[65] .
الأستاذ محمد رأفت[66] ، وقد كان قادة الإخوان المسلمين و عام 1973 م تبني فكر سيد قطب وغالي فيه مع مجموعة عرفت باسم " طلائع البعث الإسلامي " لحد تكفير المجتمع وهجره ، وعجز قادة الإخوان عن التصدي لهذا الفكر المنحرف ،فاستعانوا بالشيخ الألباني الذي قدم من دمشق لذلك  ، فرفض العودة لجماعة الإخوان . وأصبح من الدعاة السلفيين، ومن ثم دخل البرلمان الأردني في نهاية التسعينيات وزار الكنيست فسقطت شعبيته .
الشيخ على حسن الحلبي ، تعرف على الألباني أواخر عام 1977م ،وأصبح من طلبة الألباني، له العديد من المؤلفات ، وهو من المؤسسين لمجلة الأصالة ومركز الإمام الألباني[67] .   \
الشيخ سليم عيد الهلالي، تعرف على الشيخ الألباني أثناء مناقشاته " طلائع البعث الإسلامي " ، ومن ثم أصبح يتردد على الشيخ في سوريا ،حصل على الماجستير في الحديث من  الباكستان و التقي بعدد من علمائها ، وهو من المؤسسين لمجلة الأصالة ومركز الإمام الألباني[68] ، له العديد من المؤلفات .
الشيخ مشهور حسن سلمان ، نشأ في جماعة الإخوان وتعرف على الشيخ الألباني وهو فيها ، ومن ثم فارق الإخوان ، له تحقيقات وتأليفات عديدة ، وهو من المؤسسين لمجلة الأصالة ومركز الإمام الألباني[69] .
 الشيخ محمد موسي نصر ، تعرف على الألباني بداية السبيعنات من خلال كتبه، فسافر إليه في سوريا وقابله في المكتبة الظاهرية، درس بالجامعة الإسلامية وحصل على الماجستير من الباكستان والدكتوراة من السودان ،عمل في البحرين واعظاً ، وهو من المؤسسين لمجلة الأصالة ومركز الإمام الألباني[70].
 الشيخ عبد العظيم بدوي[71] ، وهو مصري أقام مدة بالأردن وكان له نشاط واسع في الدعوة إلى الله ، عاد إلى مصر فحصل على الماجستير والدكتوراة وزاد نشاطه الدعوي ، له مشاركات عديد بالفضائيات .
وهناك العديد من طلبة الشيخ في الأردن مثل الشيخ حسين العوايشة والشيخ مراد شكري والشيخ سمير مراد والشيخ عصام هادي والشيخ عبد الله الموصلي وغيرهم كثير .
 4- طلابه عبر الكتب أو الأشرطة أو الهاتف أو الزيارة القصيرة :
     وهؤلاء كثر جداً لا يمكن حصرهم ، ومن أبرزهم :
الشيخ أبو إسحاق الحويني[72] ،وهو من كبار علماء الحديث اليوم ، يقيم في مصر وله نشاط دعوي واسع ، وحضوره في القنوات الفضائية قوي جداً .
 خاتمة :
لعل من الكلمات المختصرة التي وصفت الشيخ الألباني بعمق وصف الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والتي قالها دفاعاً عن الشيخ ضد هجوم مجلة المجتمع الكويتية على الألباني :
" لم ينضم ناصر الدين طيلة حياته إلى جماعة معينة من جماعات الدعوة ، ولم يعاد أي مجموعة منها ونصح لها جميعاً ، ولم يدخر وسعاً في تربية شباب أي مجموعة منها، وقام بنشر العلم الشرعي بكل طاقته في كل اتجاه ، وتلامذة الشيخ من جميع الجماعات والتنظيمات الإسلامية فله تلاميذ وأحباب من جماعة الإخوان المسلمين ومن جماعة حزب التحرير ومن جماعة عباد الرحمن ومن السلفيين ، ولم ينشء الشيخ تنظيماً خاصاً و لا أقام جماعة خاصة بنظام خاص ، لا لعجزه عن ذلك ولا لأنه يري أن هذا حرام وأثم ، ولكن لأنه يري أن الأولي به أن ينشر علمه للناس جميعاً وللجماعات كافة وذلك أنه يرى أن المنهج السلفي لفهم الدين هو المنهج الكفيل بعودة المسلمين إلى الدين الحق عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقاً "[73].
 
 
[1] انظر مقال " سلفية الصحوة ، وصحوة السلفية " لرضا صمدي على شبكة الإنترنت .
[2] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م . محمد حامد الناصر ، علماء الشام في القرن العشرين ، دار المعالي ، الأردن ط1 ، 2003 م، ص 175.
 موقع العلامة الألباني على شبكة الإنترنت   www.alalbany.net  .
[3] عصام موسي هادي ، حياة الألباني بقلمه ، المكتبة الإسلامية – الأردن ، ط1 1422هـ ، ص 6 . محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص 46/1 . 
[4] محمد حامد الناصر ، علماء الشام في القرن العشرين ، دار المعالي ، الأردن ط1 ، 2003 م، ص 179.
[5]  عبد الله خميس ، شهر في دمشق ، 1955م ، ص 74 . بواسطة محمد حامد الناصر ، ص 185 .
[6] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص 400/1 . 
 [7] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص 68/1 .
[8] رافق الألباني كمرشد عودة الجيش السعودي من حرب فلسطين سنة 1948، وألف فيه ذلك كتابه " وصف الرحلة الأولى إلى الحجاز والرياض " ، انظر الشيباني ، حياة الألباني 573/2 .
[9] مجلة السلفية ، عدد   ، ص  .
[10] عصام موسي هادي ، محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني كما عرفته ، دار الصديق – السعودية ط 1، 2003م ، ص78.
     محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص 61/1 . 
[11] موسي عبدالله عبد العزيز ، دفع التحريش بالدليل لا بالتهويش ، السعودية  ص 169 .
[12] أشرطة السيرة الذاتية للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ، مركز التسجيلات بجمعية إحياء التراث الإسلامي .
[13] وهم الدكتور موسي الدويش والذي الف كتاب " التوجه السياسي الحركي عند الشيخ محمد ناصر الدين الألباتي " وله مقال " تعقيب على مقال مجلة السلفية: من التكفير إلى التفجير "، و عبد اللطيف باشميل  له  كتاب " الفتح الربّاني في الردّ على أخطاء دعوة الألباني " حول ذلك  ، وايضا كتب عبد العزيز العسكر عدة مقالات .
[14] راجع شريط سؤالات أبي إسحاق الحويني للشيخ الألباني شريط 20 الوجه الثاني ،  علي الحلبي ، مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية ، ص 121 ، ط2 ، الكويت مكتبة ابن القيم 2001م 
[15] محمد ناصر الدين الألباني ،رفع الأستار عن أدلة القائلين بفناء النار، ص 5.
[16] عصام موسي هادي ، محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني كما عرفته ، دار الصديق – السعودية ط 1، 2003م ، ص74.
[17] المصدر السابق ، ص 119.
[18] كان الشيخ يقول لمن ينكر عليه طريقته بالدعوة :" الذين يشتغلون بالدعوة هم الذين يشتغلون بإقامة الدولة المسلمة ، لكن لا يلهجون بهذا الكلام ، ولا يستغلون عواطف الناس ، وإنما يعملون على السكت والصمت " . من شريط للألباني " إقامة الدولة المسلمة " .
[19] راجع ،  محمد حامد الناصر ، علماء الشام في القرن العشرين ، ط1 ، 2003 م، دار المعالي ، الأردن .
[20] لقد حث الشيخ محمد بن عبد الوهاب ابن معمر – أمير العيينة – على تبني الدعوة " إني لأرجو إن أنت قمت بنصر لا إله إلا الله أن يظهرك الله وتملك نجداًْ وأعرابها " ، "عنوان المجد " لابن بشر 1/9 .
[21] عصام موسي هادي ، حياة العلامة الألباني ، المكتبة الإسلامية – الأردن  ط 1، 1422هـ ، ص 41. الشيباني ، 491/1 .
[22]  الشيبانى ، حياة الألباني ، 377/1 . 
 [23]حياة الألباني ، عصام هادي 42، حياة الألباني ، الشيباني 381/1.
[24]  محدث العصر ، عصام هادي ص 100 . مشهور حسن سلمان ، السياسة التي يريدها السلفيون، الأردن 2005 .
 [25]  شريط 201 من سلسلة الهدى والنور. وهو مفرغ على الرابط التالي: http://islamfuture.net/prog/display.php?linkid=6967
[26] الشيبانى ،حياة الألباني 395/1 . علي الحلبي ، مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية ، ص 121 ، ط2 ، الكويت مكتبة ابن القيم 2001م  ص 95.
[27]  سليم الهلالي ،الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة ،مركز الدراسات المنهجية السلفية ،ط3 1997م ، ص 165و450.
[28] الشيبانى ،حياة الألباني 396/1 . علي الحلبي ، مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية ، ص 121 ، ط2 ، الكويت مكتبة ابن القيم 2001م  ص 95.
[29] نظام سكجها ( اعداد ) ، نصائح وتوجيهات المفكرين وعلماء الإسلام للجماعات الإسلامية ، ص 393 ، ط1 ، الأردن المكتبة الإسلامية ، 1999م .
[30] علي الحلبي ، مسائل علمية في الدعوة والسياسةالشرعية ، ص 19 ، ط2 ، الكويت مكتبة ابن القيم 2001م  .
[31] ( كشف الشبهات ورد الاعتراضات عن الدعوة السلفية المباركة ، ندوة لمركز الإمام الألباني 2 ، ص 37) . راجع هامش 2ص 6 .
[32]  مقابلة مع الألباني ، أجراه عبد الله السبت ،مجلة المجاهد عدد 4 ص 38 شعبان 1409هـ .
[33] . موسي عبدالله عبد العزيز ، دفع التحريش بالدليل لا بالتهويش ، ص 172 .
[34] عبد المالك الجزائري ، فتاوي العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر ،الأردن 2001 ، ط 1 ، ص 84.
 [35]  مقبل الوادعي ، المصارعة ، ص 211.
[36] عبد المالك الجزائري ، مدارك النظر ، ط2 ، دار أهل الحديث ، ص 340.
[37] مجلة المجاهد عدد 4 ص 40 شعبان 1409هـ .
[38] محمد ناصر الدين الألباني ، سؤال وجواب حول فقه الواقع ، المكتبة الإسلامية ، الأردن ط2 1422هـ ، ص 29 وما بعدها باختصار. 
[39] علي الحلبي ، مسائل علمية في الدعوة والسياسةالشرعية ، ص 19 ، ط2 ، الكويت مكتبة ابن القيم 2001م ، ص 110 .
[40] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م .
[41] المرجع السابق ، ص 99/1.
[42] المرجع السابق ص 94/1 .
[43]  المرجع السابق ، 99/1 .
[44] المرجع السابق ، 105/1 .
[45] المرجع السابق ، 105/1 .
[46] المرجع السابق ، 102/1 ، إبراهيم حميد الساجر، المقتصد من حياة الشيخ أبو يوسف عبد الرحمن عبد الصمد ، الكويت 1989م ط1، ص 13.
[47] محمد حامد الناصر ، علماء الشام في القرن العشرين ، دار المعالي ، الأردن ط1 ، 2003 م، ص 179.
[48] المرجع السابق ، ص 178.
[49] المرجع السابق 179.
[50] نفس المصدر .
[51] نفس المصدر .
[52] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص96/1 ، 548/2 .
[53]  د.فلاح عبد الله المديرس ، الجماعة السلفية في الكويت ، دار قرطاس – الكويت ، ط1 1999م . وائل الحساوي ، الدعوة الإسلامية في الكويت أهدافها إنجازاتها رد الشبهات حولها ، الدار السلفية – الكويت ،ط1 1985م . جمعية إحياء التراث الإسلامي ، منهج الجمعية للدعوة والتوجيه ، الكويت 1997م .
[54] محمد إبراهيم الشيباني ، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ، الدار السلفية – الكويت ، ط1 1987م ، ص98/1.
[55] انظر، جاسم محمد مهلهل ، للدعاة فقط ، دار الدعوة – الكويت ، طارق محمد سويدان ، مختصر العقيدة الإسلامية ، قرطبة للإنتاج الفني – السعودية .
[56] إبراهيم غرايبة، جماعة افخوان المسلمين في الأردن 1946-1996، دار سندباد- الأردن ، ط1، 1997م ، ص 110 .
[57] أحمد محمد العدينى ، الإمام الألمعي مقبل بن هادي الوادعي ، دار الإيمان – الإسكندرية ، ط1 ، 2003م ، ص 42 وص 202 .
[58]  محمد موسي العامري ، الشيخ مقبل الوادعي  آراؤه العلمية الدعوية دراسة ونقد ، ص 21 .
[59] أحمد محمد العدينى ، الإمام الألمعي مقبل بن هادي الوادعي ، دار الإيمان – الإسكندرية ، ط1 ، 2003م.
[60] ربيع المدخلي ، النصر العزيز على الرد الوجيز ، دار الغرباء – السعودية . عبد الرحمن عبد الخالق ، الرد الوجيز ، الكويت ط2، 1996م  ص 17.
[61] عبد الرحمن عبد الخالق ، الرد الوجيز ،الكويت ط2، ص 4 .
[62] انظر كتب الشيخ ربيع وموقعه على شبكة الإنترنت .
[63] عاصم محمد شقرة ، ترجمة الشيخ محمد إبراهيم شقرة ، بحث منشور في موقع صيد الفوائد على شبكة الإنترنت .
[64] راجع أشرطة "حوار مع الشيخ الألباني " لعبد الرحمن عبد الخالق ، وقد نشرتها مجلة الفرقان الكويتية ، وكذلك أشرطة الشيخ شقرة على عبد الرحمن عبد الخالق .
[65] انظر " تنوير الأرجاء بمفهوم الإرجاء " عدد خاص من  مجلة الأصالة"، رقم 25،26 ، محرم / ربيع أول 1421هـ  ، و" الردود العلمية السنية " لعاصم شقرة .
[66] سليم الهلالي ، الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة" مقابلة مع محمد رأفت ممثل السلفيين في الأردن سنة 1978م ، نظام سكجها ( اعداد ) ، نصائح وتوجيهات المفكرين وعلماء الإسلام للجماعات الإسلامية ، ص 393 ، ط1 ، الأردن المكتبة الإسلامية ، 1999م .  
[67] موقعه على شبكة الإنترنت .
[68] موقع شبكة الإسلام الذي يشرف عليه الهلالي .
[69] موقعه على شبكة الإنترنت .
[70] موقعه على شبكة الإنترنت .
[71] موقعه على شبكة الإنترنت .
[72]  راجع مقدمة كتابه من كتاب "تنبيه الهاجد" .
[73] الشيباني ، حياة الألباني ، 545/2 .