الإيدز ذلك الإرهابي المدلل

الرابط المختصر
Image
الإيدز ذلك الإرهابي المدلل

توافقت دول العالم على رفض وإدانة الإرهاب لتهديده السلم والأمن العالمي، رغم وجود خلافات وتحفظات على تعريف الإرهاب وخاصة الموقف من حركات المقاومة والتحرير المناهضة للاحتلال. والإرهاب يقوم بأعمال تؤدى لقتل البشر وتدمير الممتلكات وزعزعة استقرار الدول ونشر الاضطراب والفوضى في المجتمعات، ولذلك شكلت لجنة لمكافحة الإرهاب تتبع منظمة الأمم المتحدة، وتشرف على نشاطات مكافحة الإرهاب وعدم التساهل معه بتعديل التشريعات وتفعيل الإجراءات التنفيذية في هذا المجال. وفي المقابل لفت نظري خبر نشرته الغد في الأسبوع الماضي حول قتلى الإيدز في أفريقيا وأن عددهم بلغ في سنين قليلة الملايين، فأخذت أبحث حول آثار ومخاطر الإيدز فوجدت أن “الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا” يقول: “يبلغ عدد المصابين بفيروس الإيدز 40 مليون فرد، يعيش 95% منهم في الدولالنامية. وفي عام 2004 أصيب حوالي خمسة ملايين آخرين بفيروس الإيدز.وقد قضى الإيدز على 20 مليون فرد على مستوى العالم. وقد توفي حوالي 3.1 مليون فرد نتيجة لأسباب مرتبطة بالإيدز في عام 2004. ويعتبر الإيدز السبب الرئيسي للوفاة في أفريقيا والسبب الرابع للوفاة على مستوى العالم”.  أما عن تأثير الإيدز على الشباب والأطفال، فيؤكد الصندوق العالمي أنه”في عام 2004، توفى ما يقرب من 510,000 مليون طفل أقل من 15 عامًا لأسباب مرتبطة بالإيدز. وهناك حوالي 10.3 مليون شاب تتراوح أعمارهم ما بين 15-24 عامًا مصاب بالإيدز. وتقع نصف حالات الإصابة الجديدة بالإيدز-حوالي 6.000 حالة يوميًا- بين الشباب.  وقد فقد حوالي 13 مليون طفل ذويهم من جراء الإيدز، ومن المتوقع أن يتضاعف هذاالرقم بحلول عام 2010. ويضيف الصندوق: “ويعاني الأطفال بشدة في حالة مرض آبائهم أو وفاتهم. وغالبًا ما يمرون بمشكلات نفسية وإجتماعية واقتصادية، ويهجرون مدارسهم ويهملون غذاءهم ويصابون بالأمراض وينعزلون ويزداد إدمانهم للمخدرات والإصابة بالإيدز”.   وتعتبر شبه الصحراء الأفريقية أكثر مناطق العالم إصابة بفيروس الإيدز. حيث إن سبعين بالمائة من السكان مصابون بالفيروس، رغم أن عدد سكانها يمثل 11% من إجمالي سكان العالم.   وتأتي “منطقة البحر الكاريبي في المرحلة الثانية بعد شبه الصحراءالأفريقية في انتشار الإصابة بفيروس الإيدز. ففي هايتي على سبيل المثال لا الحصر،تبلغ نسبة الإصابة بفيروس الإيدز حوالي %5.5″. وتشهد أوربا الشرقية “أسرع نسبة انتشار لفيروس الإيدز في العالم، أما في قارة أسيا” فهناك حوالي 7 ملايين فرد مصابون بالإيدز .وتصل نسب الإصابة في ثلاث دول هي كمبوديا وميانمار وتايلاند أعلى من1 %بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 49 عامًا”. وعن تأثيرالإيدز على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتنمية،فقد “أعلن البنك الدولي في عام 2000 أن الإيدز يمثل أزمة في مجال التنمية. ويقدر أن معدل دخل الفرد في نصف دول شبه الصحراء الأفريقية يقل عن 0.5 إلى 1 % كل عام كنتيجة مباشرة للإصابة بالإيدز. وبحلول عام 2010 قد يقل إجمالي دخل الفرد بحوالي 8%، كما سيقل الاستهلاك الفردي أقل من ذلك.  كما أن نظم الصحة العالمية في معظم الدول منهكة بعدد المرضى المصابين بالإيدزالمتزايد. وتشير الدراسات إلى أن تكاليف الرعاية الصحية في الدول المنكوبة بالإيدزقد تزداد بعشرة أضعاف على مدار السنوات العديدة القادمة من جراء فيروس الإيدز. كما أن فيروس الإيدز ينهك النظم الاجتماعية ويعوق تطوير التعليم. فعلى سبيل المثال نجد أن المرض يحصد أرواح آلاف المدرسين في شتى أنحاء شبه الصحراء الأفريقية،الأمر الذي يؤدي إلى إغلاق المدارس بسبب نقص المعلمين بنسبة أعلى من نسبة تدريبهم. والفيروس يعرقل أيضًا الإنتاج الزراعي عن طريق تخفيض الاستثمارات في الري وتحسين التربة وباقي التحسينات الرأسمالية الأخرى”.  وفي مطلع عام 2004 أعلن تقرير صدر عن البنك الدولي أن من شأن الإيدز أن يكلف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثلث إجمالي الناتج المحلي الحالي تقريباً بحلول عام 2025.   لا أشك أن كل عاقل يطلع على هذه الأرقام يجب أن يكون له موقف واضح من الدلال الذي يتم التعامل به مع مرض الإيدز! فحجم القتلى والجرحى من إرهاب الإيدز ضخم جداً، كما أن تهديداته للاستقرار والتنمية مرعبة، فلماذا يتم هذا التمييز في التعامل معه؟؟ ما الفرق بين من يحمل فكرا متطرفا ينتج عنه الخراب والدمار لمن حوله، وبين من يحمل شهوة جامحة تحمل عدوى قاتلة لمحيطه ومجتمعه؟؟ لماذا يتكاتف الكثير لمحاربة جذور التطرف والعنف وتجفيف منابعه بتغيير المناهج الدراسية، بل وحتى الآيات القرآنية، وبالمقابل نجد كل الدعم والرعاية للبيئة التي ينتج عنها مرض الإيدز، من البارات والنوادي الليلة ومراكز المساج، وقبلها طبعاً الفضائيات والكليبّات التي تعرض اللحم الأنثوي بشكل جذاب، بفضل (الإبداع) الذي ينتجه الأدباء والشعراء الذين يكتبون الروايات والمسرحيات وكلمات الأغاني، ليقوم بعدها بقية (المبدعين) بالتلحين والتمثيل والغناء!! أليس من العار على أمة أن يكون مبدعوها هم من يرقصونها؟؟ ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد لمحاولة تطويع الإسلام ليتوافق مع هذا الفحش والشذوذ عبر تأويلات سخيفة يقوم بها “المسلمون المرتدون” والذين عقدوا عدة مؤتمرات في أوربا وأمريكا، والحل الذي يروجه أمثال هؤلاء هو تشجيع استخدام الواقي الذكري! هذه الفواحش التي لا يعرفها حتى عالم الحيوان، إلا ما أفرزته أجهزة التعذيب الروسية - في زمان مجدها- من تدريب بعض القرود على اغتصاب المعتقلين! وكما أن من أسباب ظهور ونمو الإرهاب في أمتنا ظلم وعدوان وبغي اليهود علينا بمساعدة الإمبريالية والشيوعية العالمية، فإن إرهاب الإيدز يلقى كل الدعم من المنظمات اليهودية الصهيونية والمنظمات اليسارية الاشتراكية. فاليهود وبعض القوى الدولية تقوم بدعم وتشجيع الإرهاب والتطرف بأشكال وطرق متعددة يعرفها كثير من ساستنا، ليكون هذا التطرف هو الشماعة التي يبررون بواسطتها استمرار احتلالهم وعدوانهم علينا، للتواجد الفعلي على أرضنا أو التدخل المباشر في صياغة هويتنا لإجهاض صحوة الأمة نحو عزتها. وأيضاً هم وراء التدخل المباشر للعبث بهوية الأمة عبر توصيات مؤتمرات الأمم المتحدة للسكان، والتي تحرص على هدم الثوابت الاجتماعية والأخلاقية المنبثقة من العقيدة الإسلامية، مثل توصيات تحطيم مفهوم الأسرة مراعاة لخواطر الزناة والشاذين من الرجال والنساء، والتحذير من مس مشاعرهم باحتقار شذوذهم وفحشهم بل يجب العمل على توفير كامل الرعاية لهم، ولا نستبعد أن يطالبوا لهم في المستقبل بكوتا في البرلمانات للحفاظ على (حقوقهم)!! لماذا تنفق وتقدم مئات الملايين لحرب التطرف والإرهاب وفي المقابل تمنع الدول الفقيرة والنامية المتضررة من تلقي علاجات الإيدز بأسعار مخفضة!! إن الإيدز إرهاب لا يقل خطورة على الأمم عن خطورة أنواع التطرف والعنف الأخرى ويجب معاملة دعاته كمعاملة دعاة التطرف والعنف، وكما نحرص على حقوق الضحايا في حوادث العنف والإرهاب فلنحرص على حقوق الزوجات والأزواج والأطفال الأبرياء.