أعلنت لجنة المرأة في الأمم المتحدة أن سنة 2015 م آخر موعد لمنح فتيات العالم العربي والإسلامي خاصة حريتهن الجنسية !! هذه الحرية الجنسية التي ولدت ما عرف "بالثورة الجنسية " مما سبب الفوضى الأخلاقية التي يعانى منها الغرب وامتدت مآسيها ليعلن بعض العقلاء أن " الغرب يموت لقد توقفت أممه عن التكاثر " كما يقول باتريك بوكانن في كتابه "موت الغرب " ، هذا الموت هو بسبب تغير قيم الغرب من القيم المسيحية إلى قيم مستوحاة من الإلحاد و الإباحية أو بتعبير بوكانن " ثقافة ما بعد المسيحية أو الثقافة المناوئة للمسيحية " وهذا الكتاب جدير بالقراءة وأخذ العبرة منه في خطورة الغزو الإباحي الذي تتعرض له أمتنا تحت شعارات " حرية المرأة ومساواتها وتمكينها ......." هذه الشعارات التي تخلط بمطالب سليمة من تعليم المرأة واحترامها وتقبل هويتها الذاتية ، وهذه المطالب لا تغيب عن دنيا الناس إلا إذا ابتعدوا عن شرع الله الحقيقي . في هذا الوقت الذي تتسارع مؤسسات الأمم المتحدة المختصة بشؤون المرأة والطفل إلى إلزام العالم بقيم إباحية ذات مرجعية إلحادية عبر اتفاقيات ومواثيق ملزمة ، في محاكاة لحلم الحكومة اليهودية العالمية ، نجد أن الإدارة الأمريكية تنفق 1،5 مليار دولار لتمويل برامج الامتناع عن الجنس قبل الزواج !! وذلك لحماية المراهقين من أخطار الجنس ، ولذلك تزدهر عندهم الآن حركات العفة وجمعيات " لست أنا .. ليس الآن "" على الحب أن ينتظر " " الأصدقاء أولاً " ، وقد ارتفعت نسبة الطلاب في المرحلة الثانوية الذين لم يمارسوا الجنس بنحو 10% بين عامي 1991-2001 م. وعلى الجهة المقابلة ها نحن ننفق الأموال لكسر سياج العفة عند فتياتنا وفتياننا في مخالفة لديننا وفطرتنا ومصلحتنا ، فقط لإرضاء نزوات مجموعات مريضة تؤمن بأصلها الحيواني – حسب نظرية دارون – وتحاول أن تعيش عيشة البهائم التي لا تعرف نظام الزواج والطلاق والنفقة والمهر و...... وقد سببت هذه "الحرية والثورة الجنسية " العديد من الأمراض الجنسية المهلكة من أخطرها مرض الإيدز و قد نصت " مبادرة 3x5 " لمنظمة الصحة العالمية على مخاطر الإيدز والتي منها " أن الإيدز قتل 30 مليون شخص وهناك 1400 شخص يصابون به يومياً ، وهذا يمثّل موت أكثر من 8000 شخص يومياً أو موت شخص واحد كل عشر ثوان ، كما أنه يقوض الأسر والمجتمعات ويدمر الاقتصاد في العديد من الدول ، وأن السبب الرئيسي لانتشار الإيدز هو الزنا والشذوذ وتعاطي المخدرات" . ولا تزال الأيام والأحداث تثبت كل يوم عظمة الإسلام وأنه دين الله الخاتم للبشرية ، والذي يحقق للناس سعادتهم في دينهم ودنياهم وأخرتهم ، ففي خبر أذاعته رويترز 25/7/2007 عن مطالبة الأستاذ الجامعي روبرت بيلي - من كلية الصحة العامة بجامعة ايلينوي في شيكاجو في بحثه المقدم لمؤتمر الجمعية الدولية للايدز – لختان الرجال لتفادي ملايين من حالات الإصابة الجديدة بمرض الايدز في أفريقيا ، وذلك أن ختان الذكور تقلل من انتقال الفيروس من الإناث إلى الذكور بنسبة 60 بالمئة. وقال أن عمليات الختان قد تحول دون حدوث مليوني إصابة جديدة بالمرض ودون وفاة 300 ألف شخص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على مدى عشرة أعوام. و قد أوضح بيلي العقبات التي تعترض القيام بعمليات الختان إلى المعتقدات الدينية والثقافية المعارضة للختان في أفريقيا . ومن المعلوم أن الختان للذكور في الشريعة الإسلامية من سنن الفطرة الواجبة ، وقد أظهرت العلوم الطبية المعاصرة كثيراً من الفوائد الطبية للختان منها أن الختان سبب للوقاية من التهابات المجارى البولية للأطفال ، ووقاية من التهابات القضيب التي تحدث بسبب تراكم الميكروبات عند غير المختتن ، كما أن الختان وقاية لكثير من الأمراض الجنسية وأخرها الإيدز . فإذا كانت الوقاية من الإيدز بالعفة والبعد عن الزنا والمخدرات والمسكرات من جهة وبالطهارة والختان من جهة أخرى ، فلماذا نخالف ديننا وفطرتنا لنحصد الشر تحت رايات مضللة تهدف لنشر الرذيلة والتهتك في مجتمعاتنا ، ويكفينا أن نعتبر بأول الثمرات المسمومة لهذه الثقافة ثقافة الإيدز ، هو تأثير الفيديو كليب على أسرنا فقد " أكدت دراسة أعدتها د. عزة كريم، الرئيسة السابقة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة ،أن فتيات الفيديو كليب و"موديلات" الإعلانات في الفضائيات تسببن في ارتفاع معدلات الطلاق إلى 70 ألف مطلقة في مصر خلال العامي الماضي فقط. وأشارت في دراستها إلى تزايد نسب الطلاق في السعودية والإمارات والكويت والأردن وكافة البلاد العربية والسبب هو الهجمة الشرسة لفتيات الفيديو كلب ونجمات الإغراء الفني اللائي يظهرن شبه عاريات ما يهدد الزوجات ويدفع الأزواج إلى البحث عن أخرى " . فهل نعتبر من كل هذا ونتجنب تكرار مأساة الغرب الأخلاقية وإعصار الأمراض الجنسية ، فنرفض أن ننزع بأيدينا سياج العفة والطهارة عن أبنائنا وبناتنا ؟؟
ضد ثقافة الإيدز
2014/08/01
الرابط المختصر
Image