تتصدر أخبار تركيا وتحركاتها المشهد السياسي اليوم، مما طرح الكثير من الأسئلة عن طبيعة حزب العدالة والتنمية، وما هي الخلفيات التي أوصلته لهذه المكانة وما هو النموذج الذي يريد طرحه، وكيف استطاع التوفيق بين المتعارضات المتعددة في البيئة التركية أو الإقليمية أو العالمية؟
وكثير من هذه الأسئلة لا تجد إجابات شافية، بسبب سرعة التحركات التركية التي غيرت المشهد بسرعة، وقلة الباحثين بالشؤون التركية وبسبب حاجز اللغة، إذ الأتراك لا يزالون غير مهتمون بغير اللغة التركية، ويطالبون المهتمون بتعلم التركية لفهمهمّ ّ!!
لمساعدة المهتمين بفهم تاريخ العمل الإسلامي في تركيا منذ نشؤ الجمهورية التركية الأولى على يد مصطفى كمال، أقدم تعريف سريع بأربعة كتب متخصصة في هذا الجانب:
" الحركة الإسلامية في تركيا" د.إبراهيم الدوسوقى شتا، صدر في عام 1986 عن الزهراء للغعلام العربي بالقاهرة، يقع في 148 صفحة من القطع الوسط، تناول الحركة افسلامية التركية في المرحلة من 1920- 1980، يتصف الكتاب بالإنشائية فالتوثيق شبه معدوم، لكنه يقدم صورة بنورامية للمشهد التركي الإسلامي، يرصد فيها دور الطرق الصوفية المتغيرة وتاريخها في تركيا الحديثة، وبداية مظاهر الإحياء الإسلامي في تركيا بتأليف دائرة المعارف الإسلامية التركية، والأحزاب والجماعات الإسلامية التركية والأدوار التي مرت بها من النشؤ والتوسع والمشاركة السياسية إلى القمع والعودة إلى المربع الأول، وتوسع نشاط الصحف والمجلات الإسلامية."الجراحة التجميلية للعمل الإسلامي، قراءة في تجربة حزب العدالة والتنمية التركي"، وهو مؤلف جماعي قام به: خالد حسنين، محمد أبو رمان، منار الرشواني، صدر عام 2004 عن مركز الأمة بعمان في 230صفحة من القطع الوسط، تعد هذه الدراسة مهمة لكونها صدرت في وقت مبكر ومن جهة بحثية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتهدف للإستفادة من هذه التجربة وتعميمها، ولذلك أدرجت تعقيبات عدد من نشطاء ومفكري الحركة الإسلامية على الورقة في الخاتمة، لكن هل استفادت الحركة الإسلامية وخصوصاً في الأردن من هذه التجربة ؟؟
تناولت الدراسة الإطار التاريخي والسياسي لتركيا وحزب العدالة، ومن ثم أسباب فوز حزب العدالة، وموقف حزب العدالة من معضلات السياسة التركية الداخلية والخارجية، وقد استندت الدراسة على وثائق حزب العدالة مما زادها قوة.
" دليل الحركات الإسلامية في العالم، الأول"، من اصدار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، صدر عام 2006، تناول التقرير حزب العدالة والتنمية من خلال إشكالية توصيفه بين جذور مؤسسيه الإسلامية، وطروحاتهم غير التقليدية، ومحاولة تقديم تفسير لولادة الحزب بهذا الشكل، مستعرضاً رواية حزب العدالة على لسان يشار ياقيش نائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية أن فشل "تغيير أسلوب وسياسات أربكان" هي سبب الإنشقاق، ونظرية المؤامرة بأن أروغان وحزبه هو خيار أمريكي!! ويستعرض التقرير أهداف الحزب وغاياته ومبادئه، وتشكيلاته وأليات صنع القرار فيه."الدين والدولة، في تركيا المعاصرة"، د.كمال حبيب، صدر هذا العام عن مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة في 416 صفحة من القطع الكبير، وهو ملخص رسالة المؤلف للدكتوراة سعى فيه لفهم ظاهرة انبعاث الإحياء الإسلامي في تركيا في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تتوارى الحالة الإسلامية بفعل عمليات التحديث والعلمنة، وفهم " نمط العلاقة بين الدين الإسلامي والدولة في بلد غالبية سكانه مسلمين 99% وينص دستوره على أن العلمانية هي أيديولوجية الدولة"، وقد قارن بين الدين الإلهي وبين ما يسمى "الدين السياسي" وهو الدين الذي تحاول الدولة فرضه بالقوة للسيطرة على المجالات التي يعمل فيها الدين الموحي به من عند الله، مما ينتج عنه دين سياسي ذي طابع استبدادي وشمولي كوجه آخر للعلمانية كالحال في فرنسا أو المنظومة الأتاتوركية، و" الدين المدني" الذي هو تطويع لقيم الدين الإلهي من خلال السلوك الإجتماعي والسياسي لتتماشى مع طريقة الحياة السائدة كما هو في أمريكا، وهو ما يبدو أن حزب العدالة يفضله.
تناول الفصل الأول التيارات الإجتماعية والفكرية في تركيا التي قاومت الكمالية مثل الطرق الصوفية وحركة السليمانية والنورسية، أما الحركات والأحزاب والإسلامية التي ظهرت قبل حزب الرفاه وما عانته من بطش وإقصاء فقد خصص لها الفصل الثاني، وأفرد لحزب الرفاه الفصل الثالث لما له من دور محوري في ظهور حزب العدالة، وختم الفصل الرابع الخاص بحزب العدالة الكتاب، والمؤلف يعتقد أن تجربة حزب العدالة تحوى الكثير من الدلالات التي تتعدى تركيا إلى العالم العربي والإسلامي.
عن الحركة الإسلامية في تركيا
2014/08/01
الرابط المختصر
Image