تعقيب حول اليهودية والصهيونية

الرابط المختصر
Image
تعقيب حول اليهودية والصهيونية

الحقيقة أنني لم أستغرب من تعليق القارئ " أحمد " على مقالي " الخلفية الدينية للحروب الصهيونية " المنشور بالغد يوم 6/2/2008 ، لكن ما فاجأني هو مقال الزميل سامر خير " العدو الصهيوني والصديق اليهودي " حيث أن محرر الصفحة قد غير عنوان مقالي من " وحشية اليهودية المحرفة " إلى العنوان المنشور مع حذف الفقرة الأخيرة، وبذلك يكون المحرر هو من افتعل المشكلة !!! وأعجب من هذا أن القارئ أحمد والزميل سامر لم يركزا على جوهر المقال وهو إدانة الفكر الإرهابي اليهودي وهو يصدر حتى من جهات رسمية ويحظى بدعم ورعاية حكومية وعدد ضحاياه يفوق بأضعاف كثيرة جداً ضحايا غيره من أشكال الإرهاب، أين إدانة الفتاوى اليهودية الرسمية من قبل حكومة إسرائيل وأمريكا والمنظمات الدولية، لماذا يتم فقط التركيز على الإرهاب المنسوب لجماعات إسلامية رغم أن العالم مليء بجماعات العنف والإرهاب. ممارسات المستوطنين الإرهابية بحق الفلسطينيين من طرد واستيلاء على الأرض والدور ألا تتم بخلفيات دينية يهودية ومن ثم تجد السند من الحكومة الإسرائيلية؟؟ أليست المستوطنات قد نمت وتوسعت في حقبة السلام واتفاقية أوسلوا وخارطة الطريق. لماذا مع كل هذا ما يقلق المعلق والزميل سامر فقط إدانة التطرف الإسلامي الذي تمارسه " القاعدة " وضرب له سامر خير مثال مقتل يهودي في اليمن ،فلا أدري لماذا هذه المعايير المزدوجة على طريقة سيئ الذكر بوش ؟؟؟  أما الإرهاب اليهودي الذي يقوم به جيش منظم يستخدم الطائرات والدبابات في إرهابه فقد تغاضى عنه. ونأتي لقضية ناطوى كارتا التي يتشدق بها القارئ والزميل سامر فللأسف يبدوا أن كلاهما لا يعلم أن ناتورى كارتا لا تختلف في أفكارها ومعتقداتها عن أي مجموعة يهودية أخرى في عدوانية معتقداتها تجاه الآخرين، فهي أيضاً مجموعة يهودية أرثودكسية متعصبة بشكل أكبر ، فهي ترفض حتى بعض اليهود فكيف بالآخرين، لكن موضع خلافها مع إسرائيل هو أنها تؤمن أن العمل لقيام إسرائيل هو مهمة المخلص وليس اليهود وأن أي محاولة لذلك هي مخالفة للعقيدة اليهودية وليست مخالفة للحق أو العدل، فناطورى كارتا تؤمن أن فلسطين هي أرض الميعاد وهي حق لليهود ولكن المخلص هو من سيرجع فلسطين لملك اليهود، ولذلك فأي جهد يسبق ذلك هو افتئات على حق المخلص، ومن مثل ذلك نجد أن بعض المجموعات الدينية اليهودية المتطرفة التي اعترفت بإسرائيل لا تزال ترفض الخدمة العسكرية من منطلق ديني لكنها تمارس الاستيطان والاعتداء على الفلسطينيين والسطو على المسجد الأقصى وحفر الأنفاق فهل لعدم دخولهم الجيش يجوز اعتبارهم مختلفين عن بقية اليهود في فلسطين أو الحكومة؟؟ إن حال ناطورى كارتا كحال الشيعة قبل ظهور نظرية ولاية الفقيه التي تبناها الخميني وعارضه فيها بقية المراجع، فليس الخلاف في العقيدة الشيعية ولكن على طريقة نصرة العقيدة الشيعة التي تؤمن بإمامة المهدى المنتظر، فليس هناك في الحقيقة خلاف بين ناطورى كارتا وبقية اليهود على العقيدة اليهودية بل الخلاف هو في منهجية السعي لقيام دولة يهودية. ولذلك فإن معارضة ناطورى كارتا لوحشية وجرائم إسرائيل هو مرحلى فقط فحين يأتي المخلص اليهودي وبحسب التوارة والتلمود الذي بين أيديهم اليوم سيكونون من أشد مساعديه في الوحشية تجاه الآخرين مسلمين ونصارى!!! هذا كله لا يعنى أن لا نستفيد سياسياً ومرحلياً من خلافهم مع إسرائيل ، ونوظفهم في خدمة قضيتنا أو نتواصل معهم .  لكن لا يجوز أبداً أن نسلخهم من عقيدتهم التي يؤمنون بها، ولذلك ذكرت في مقالي " إن جعل اليهود شياطين وشر مطلق خطأ " لأن الإسلام شرع لنا الزواج من اليهوديات المحصنات العفيفات والقرآن أخبرنا أن فيهم من يؤدى الأمانة رغم أن الخيانة هي الغالب عليهم، ولذلك فإن الحديث عن البعد الديني لوحشية اليهود لا يبرر الاعتداء عليهم دون سبب يستحقون العقوبة عليه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عاهد تجمعات اليهود في المدينة، لم يعاقب جميع اليهود حين حاول بعضهم قتله، بل عاقب من حاولوا ذلك فقط. الخلاصة إن التأكيد على البعد الديني لليهود أمر مهم ومطلوب يجب أن يعطى حقه ونصيبه من التحليل والمقاومة، خاصة مع تعالي الأصوات التي تحاول تبرئة اليهودية المحرفة من وحشيتها وعدوانيتها والتركيز على أبعاد أخرى فقط.