يعيش المسلمون اليوم فتنة جديدة تعمل على خلط الأوراق والأولويات الدعوية؛ هذه الفتنة نقلت مسلمين كثر من الدعوة إلى الإسلام إلى الدفاع عنه بوصفه متهم، وعملت كذلك على تراجع بعض المسلمين عن العمل للإسلام؛ بسبب الخوف والحيرة فيما ينبغي عمله الآن.. فأضع بين يديك ـ أخي القارئ ـ هذه التصورات التي يجب مراعاتها في مثل هذه الفتن التي نعيشها: 1ـ تجديد الإيمان والتوحيد في القلوب والنفوس؛ باستحضار أن ما يتعرض له المسلمون اليوم هو بقدر الله عز وجل ولحكمة ربانية {كل يوم هو في شأن}، {وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله}، وأن ذلك قد يكون عقوبة لنا على تقصيرنا في حق الله {وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم}. 2ـ المسارعة إلى التوبة والاستغفار والتسبيح؛ ذلك أن كثيراً من المسلمين مع كل هذه المصائب ولعقوبات لا يزالون يقترفون الذنوب والمعاصي التي تجلب غضب الله؛ فكيف ينصرنا الله والغش والسرقة والأنانية تنتشر في أوساطنا؟ والأصل أن قيم التكاتف والرحمة والتعاون والوفاء هي التي يجب أن تظهر في الأزمات والمصائب، لكن هذه بعض إفرازات الإعلام وثقافة والعولمة؛ قال تعالى عن يونس عليه السلام: {فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}، وعن علي رضي الله عنه أنه قال: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة). 3ـ الإكثار من العبادة والعمل الصالح؛ وذلك لأمرين: أ ـ عدم انشغال المسلم فيما لا ينفع من الشائعات وردود الأفعال العاطفية الضارة. ب ـ إرجاع النفس إلى طبيعتها والهدوء والسكينة {ألا بذكر الله تظمئن القلوب}. ولقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "العبادة في الهرج كهجرة إلي". وأفضل العبادات: الفرائض والواجبات؛ التي للأسف يقصر فيها كثير من المسلمين، ومن يأتيها قد لا يأتي بها على الوجه الصحيح؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولابد أيضاً من العناية بالعبادة الذايتة؛ من صلاة وصيام وصدقة، وكذلك العبادة المتعدية؛ من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، ونشر العلم، وتربية المسلمين على الدين؛ وغيرها من الطاعات. 4ـ الصبر الذي هو قرين الإيمان. والصبر يكون على طاعة، ويكون عن معصية الله، ويكون أيضاً على أقدار الله. وأن نظرة إلى أحوال المسلمين تكشف كم هي نسبة الذين يصبرون على طاعة الله، أو عن معصيته، أو أقداره، وبعد ذلك يستغرب بعض الناس عن تأخر النصر؟! فحُقّ لنا أن نستغرب من استغرابهم! 5ـ ترك التنازع والاختلاف الذي هو طبيعة البشر في الفتن؛ حيث تعدد وجهات النظر والآراء حول الأحداث الواقعة؛ وذلك يولد في الأمة بغضاء وشحناء تدخلها في فتنة جديدة، وتزيد الانقسام الواقع فيها، وهذا ما نشاهده الآن في مواقف المسلمين من بعض الفتاوى والاجتهادات لبعض العلماء؛ كيف أن العالم إذا أخطأ لا يعالج خطأه بالحكمة، بل يتولد عن ذلك انقسام بين المؤيدين والمعارضين. ولقد حذرنا الله من ذلك فقال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}. 6ـ التفاؤل بالمستقبل حتى ولو كانت الأحداث مؤلمة؛ لأن الظلام بعده فجر، ولأن العسر بعده يسر، والتشاؤم لا يصنع شيئاً، لكن التفاؤل هو الذي يزيل المصائب بإذن الله؛ قال تعالى: {لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم}. 7 ـ تحقيق الأخوة الإسلامية {إنما المؤمنون إخوة}؛ وذلك بأمور: أ ـ الحب والنصرة للمؤمنين، وعدم إعانة الكفار عليهم. ب ـ السعي في إغاثة المنكوبين وإعانتهم بالمال والنفس، من خلال المؤسسات الموثوقة، أو بواسطة علاقات القرابة مع الأهل في فلسطين مثلاً. ج ـ الحذر من ردود الأفعال غير الموزونة التي تضر بالإسلام وأهله. هذه بعض الأمور التي تعمل على إزالة الفتن عن المسلمين إن شاء الله.. ولا ننسى الدعاء؛ قال تعالى: {وما يعبأ بكم ربي لولا دعاءكم}.
كيف نواجه الفتن؟
2014/08/01
الرابط المختصر
Image